مجتمع
متحف بنك المغرب.. كنوز خفية تكشف عن أسرار نشأة مدينة سلا
19/10/2024 - 13:32
يونس أباعلي | حمزة بامويكشف متحف بنك المغرب بالرباط عن حقائق وأسرار حول نشأة مدينة سلا، من خلال لقى أثرية وعملات نقدية وأوان، تجعل الزائر للمعرض يعيش بضع مراحل تطور هذه المدينة.
داخل أروقة المتحف تتحدث لقى تاريخية وقطع نقدية وأوان ومجسمات، اكتُشفت مؤخرا، عن تاريخ سلا، التي تعتبر موقعا أثريا مازال لم يكشف بعد عن كل أسراره. بدءا من الجذور الفينيقية للمدينة إلى فترة ازدهارها في العهد الروماني.
كانت مركزا تجاريا عالميا
المتحف، الذي يمتد من 17 أكتوبر إلى 30 أبريل، قسّم تاريخ المدينة إلى فترتين؛ الفترة المورية، والفترة المورية الرومانية.
وكما جاء في شروحات اسمهان بوكتاب، المكلفة بدراسة المسكوكات بمتحف بنك المغرب، فالمدينة كانت في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد عبارة عن مركز تجاري، ودليل ذلك اللقى التي تم العثور عليها.
من بين أهم ما عثر عليه الباحثون منحوتة فيل، غير مكتملة، وتعتبر بحسبهم شاهدا على فترة كانت فيها المدينة تجتاحها الفيلة، كما أن العاج حينها كان مصدرا اقتصاديا.

إلى جانب ذلك، كانت المدينة تحتضن دارا لسك النقود أنتجت عملات برونزية تحمل صورا للآلهة، منها عملات تحمل اسم المدينة بالحروف البونيقية الجديدة. واسم المدينة مكون من كلمة بونيقية تشير إلى الرؤوس الصخرية وتقرأ "شالتْ".
كما حملت النقود عناقيد العنب وسنابل القمح، في إشارة إلى الموارد الزراعية المتوفرة آنذاك، كما تشرح بوكتاب في تصريحها لـSNRTnews.
واسترسلت في الشرح قائلة إنه خلال فترة المورية، ابتداء من 40 بعد الميلاد، شهدت المدينة رواجا وتفاعلات اقتصادية وأصبحت مركزا مزدهرا بعد مجيء الرومان، حيث ربطت سلا علاقات مع مدن في حوض البحر الأبيض المتوسط، خصوصا مع إيطاليا وشبه الجزيرة الإيبيرية.
هذا الازدهار توثقه منتوجات استوردها ميناء مدينة سلا، من خلال جرار خزفية لحمل الزيوت (أمفورة)، وأوان فخارية، ومنحوتات ورخام لإعداد شواهد القبور. هذه الشواهد، تقول بوكتاب، تحمل معلومات عن السكان الذين عاشوا في تلك الفترة.
كما توجد لُقى تتحدث عن فترة نشاط بحري، من خلال صنانير وصدف بحرية لاستخراج مادة فاخرة مخصصة لنخبة تلك الفترة، إلى جانب أشياء ذات استعمال شخصي كالإبر والمغازل وهو ما يعني اعتمادا على الخياطة والنسيج.
كما توجد أوان للمائدة مستوردة من إيطاليا وقوارير عطور تم جلبها من اليونان ومصابيح وكؤوس إيطالية وإسبانية.

اكتشافات حديثة لتاريخ آخر
تعتبر الحفريات الأثرية الحديثة بموقع سلا واحدة من أكبر عمليات التنقيب التي تمت بالمغرب، قام بها فريق خبراء يقوده المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وقد كشفت هذه الحفريات التي أجريت في 4 مناطق عن اكتشافات مهمة، من بينها بقايا حمامات عمومية كبيرة يعود تاريخها إلى بداية القرن الثاني الميلادي، وتمثال بدون رأس هو الأول من نوعه في المغرب منذ الستينات من القرن الماضي.
كما تم اكتشاف منطقة جنائزية تضم قبرا، وهي منطقة يُحفظ فيها رماد الموتى في محاريب، تعتبر الأولى في محيط مدينة سلا.
ويتركز البحث بشكل رئيسي خارج سور المريني، بهدف تحديد امتداد مدينة سلا المورية-الرومانية والتعرف على نظامها الدفاعي الذي كان. وهو ما سيمكن من الكشف عن مزيد من الأسرار عن نشأة المدينة.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
مجتمع
فن و ثقافة
فن و ثقافة