نمط الحياة
المسيرة الخضراء .. كيف ساهم الفن في ترسيخ لحظة وطنية؟
06/11/2024 - 19:07
حليمة عامريخلد المغاربة، في السادس من نونبر من كل عام، ذكرى المسيرة الخضراء، التي تصادف هذا العام عامها الـ49. وتعد المسيرة الخضراء واحدة من أهم المحطات الوطنية، حيث لبى الشعب المغربي، بمختلف فئاته، نداء الوطن في تلك الفترة التاريخية لاسترجاع الأقاليم الجنوبية.
وفي هذا السياق، يستحضر بعض الفنانين الذين عاصروا تلك اللحظة التاريخية دور الأغنية المغربية والفن بشكل عام في توثيق هذه الملحمة التاريخية من خلال أغنية "صوت الحسن ينادي"، حيث بادر الفنانون المغاربة بإنتاج هذا العمل الخالد ليتغنى بالوحدة والتلاحم الوطني، معبّرين عن انخراط الشعب المغربي في الحفاظ على سيادته ووحدته الترابية.
وشهدت هذه الفترة الملحمية تأليف أغنية "صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء"، الأغنية التي رسخت في الذاكرة المغربية وباتت إرثا فنيا وطنيا يتغنى بها الأجيال.
عبد اللطيف بن أحود: لحظة لا تُنسى من ذاكرة الفنانين والموسيقيين المغاربة
ويتحدث عبد اللطيف بن أحود، المدير السابق لمعاهد الموسيقى بالدار البيضاء، عن ذكرياته حول لحظات أداء هذه الأغنية الوطنية، مشيرا إلى مشاركته مع 30 موسيقيا في أدائها، مؤكدا على أنها كانت لحظة لا تُنسى من ذاكرة الفنانين والموسيقيين المغاربة.
ويؤكد بن أحود، في تصريح لـSNRTnews، أن "الأغنية وُلدت من القلب وأُدّيت بحماس عميق، حيث شعر الفنانون بأنهم، كغيرهم من أبناء الشعب المغربي، يساهمون في تخليد هذه اللحظة التاريخية".
وأضاف أن جهدا كبيرا بذل في الجانب الفني خلال مناسبة المسيرة الخضراء، سواء في كتابة الكلمات أو تلحين الأغاني، حيث ألفت "صوت الحسن ينادي" في غضون 24 ساعة، ثم تدرب عليها الجوق الملكي وسجّلها.
وشهد بن أحود هذه اللحظات عن قرب، مؤكدا أنها كانت تتسم بروح وطنية عالية، وأن المتطوعين من الفنانين بذلوا جهدا غير مسبوق، إذ كان الجميع يسعى إلى توثيق هذه اللحظة.
كما يذكر دوره كموسيقي وكمسؤول عن تنظيم النقل واللوجستيات بولاية الدار البيضاء، مشددا على أن الأغنية أصبحت أشبه بالنشيد الوطني الثاني في المغرب، يتردد صداها في كل مناسبة وطنية.
عبد الله عصامي: هكذا فكرت في أغنية صوت الحسن ينادي
بدوره، يتذكر الملحن والموسيقار المغربي عبد الله عصامي اللحظات الأولى لتلحين أغنية "صوت الحسن ينادي"، مشيرا إلى أن هذه الذكرى تعني الكثير لكل مواطن مغربي، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وأوضح عصامي، في تصريح لـ SNRTnews، أنه ساهم في تلحين نداء الحسن الثاني للمرحوم فتح الله لمغاري، وسجلها مع الجوق الملكي برئاسة المرحوم الأستاذ عبد السلام مرشان، الذي قام بتوزيعها. كما سجلت أيضا أناشيد أخرى من أعمال ألمع الملحنين، مثل العربي الكوكبي، ومحمد فيتح، وحميد البيضاوي، والطاهر الزاكوري، وعبد النبي الجيراري، إضافة إلى فرقة جيل جيلالة، وتضم القائمة أسماء عديدة.
وأكد أن هذا الإلهام يعود إلى مدبر المسيرة الخضراء، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، رحمه الله.
ويشدد عصامي على أن أغنية "صوت الحسن ينادي" كانت نابعة من القلب، هدفها تلبية نداء الوطن، حيث ساهمت في لحظة فارقة في تاريخ المغرب، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة آنذاك أسهمت في تحقيق هذا النجاح للأغنية.
ويرى عصامي أنه كان أول من بادر بتلحين هذه الأغنية فور سماعه لنداء جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ليتم العمل عليها في فترة وجيزة استجابة لنداء الوطن، لتأتي الكلمات على الشكل التالي:
صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء
فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء
الله الله الله الله
مسيرة أمة و شعب بولاده و بناته
شعارها سلم وحب والغادي سعداته
الله الله الله الله
صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء
فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة
مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء
الله الله الله الله
حاملين كتاب الله وطريقنا مستقيم
إخوانا فالصحراء يسالونا الرحم
يا قاصدين الصحراء أبوابها مفتوحة
مسيرتنا الخضراء نتيجة مربوحة
فيها أمن و سلام تاريخ مجد الوطن
بلا حرب بلا سلاح معجزة الزمان
الله الله الله الله
صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء
فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة
مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
سياسة