فن وثقافة
شون بين في حوار لـSNRTnews .. عن التمرد واختيار الأدوار والمال والمغرب
06/12/2024 - 17:27
محمد فيزازي | فهد مرونكان من السهل على فتى أبيض وأشقر أن يختار طريقا مفروشا بالورود في عالم الفن السابع ويرسخ صورة الفتى الوسيم في هوليوود، لكن شخصيته المتمردة والغاضبة، دفعته إلى تقمص أدوار المهمشين. تمرده لم يقتصر على الشخوص التي يدقق في اختيارها عند اكتشاف السيناريوهات، بل إنها صفة ستطبع مساره الفني الممتد على أربعة عقود.
لا تعطي مجالسة شون بين، ولو قليلا من انطباع، بأن الشخص الجالس أمامك، إنسان غاضب أو متمرد أو حتى حانق، بل يبدو بسيطا وغير متكلف، ينتعل حذاء رياضيا تبدو عليه آثار الاحتكاك بالطرق وكثرة المشي، وسروالا رياضيا من ماركة رخيصة، لا شيء في هندامه يدل على أنه نجم غالي السعر، فقط بساطته وصراحته في الإجابة، كانت عنوانا على أن الرجل يعرف ما يصنع ومدرك عن وعي لكل اختياراته.

يقر شون بين في حواره الحصري مع SNRTnews أن أهم مرحلة مفصلية في حياته، كانت عندما قرر القيام بهجرة عكسية من الغرب إلى الشرق، من كالفورنيا إلى نيويورك، بقليل من المال، بحثا عن تحقيق حلم التمثيل. لم يكن الأمر سهلا، لكن الفرج سيأتي من باب أب الفنون، المسرح، من خلال دور في مسرحية لعبت في الركح الشهير والأسطوري ببرودواي.
يقول بين "لقد كانت فرصة التمثيل في مسرح بروداي مناسبة ليكتشفني الناس"، ويضيف " هذا الحدث غيّر كل شيء بالنسبة لي، حيث شاهدني الجمهور هناك، وقد أدى ذلك إلى إتاحة فرص أكبر وأطول في حياتي المهنية".
تميز شون بين بتفرد خاص في اختيار الأدوار، فتارة يتقمص الأب المكلوم الساعي إلى الثأر من قاتل ابنته في "نهر غامض" (1993)، وتارة أخرى يقدم دور مجرم في عصابة يقودها أبوه، أو دور مصاب بالتوحد في "أنا سام" لجيسي نيلسون.
يعتبر شون بين أن الدافع الرئيس وراء اختيار دور ما هو المخرج ورؤيته المثيرة، ويقول " إضافة إلى النص المكتوب وأصالة فكرته، يعتمد الأمر أيضا على المرحلة التي أعيشها في حياتي، فإذا كان المشروع يتناول تيمة جديدة بالنسبة لي أو يتحدى قدراتي، فهذا يجعلني مهتما به، التكرار ليس مفيدا في معظم الأحيان، لذلك أبحث دائما عن الجديد".

يمسك شون بين العصا من الوسط في ما يتعلق بموقفه من التقنيات الحديثة في السينما، ويقول "إذا تم استخدامها بشكل صحيح، يمكننا صنع السحر، ولكن إذا استُخدمت بشكل سيئ، قد تتحول إلى نسخ مملة وغير مبتكرة. وقد نصبح أسرى لأنماط مكررة وغير ملهمة".
كرس شون بين تفرده كفنان، عندما دخل مغامرة الإخراج مبتعدا عن استوديوهات هوليود الضخمة، ليخوض مغامرة السينما المستقلة، من خلال "21 غراما" مثلا. يقول بين لـSNRTnews "لا يهمني حجم الميزانية بقدر ما يهمني أن يتم إنفاقها على حلم حقيقي وصادق. طالما أن الفيلم يكسر القواعد التقليدية ويقدم شيئا جديدا، فأنا سعيد".
لم ينس شون بين أيضا الحديث عن زيارته الأولى إلى المغرب، رغم أنه ليس من النوع اللاهث وراء التكريمات، إلا أنه يقر بأن تكريمه في المدينة الحمراء كان ذريعة جميلة لزيارة البلد، وقال "إنني جد مستمتع بالتواجد هنا، وحتما سأعود لأكتشف هذا البلد".

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة