اقتصاد
اللحوم الحمراء.. لهذه الأسباب ماتزال الأسعار مرتفعة
08/01/2025 - 12:05
خولة ازنيزنيمازالت أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة رغم استيراد الأطنان من لحوم الأبقار البرازيلية والإسبانية. فرغم انخفاض أسعار اللحوم المستوردة مقارنةً باللحوم المحلية، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام من اللحوم البرازيلية 70 درهماً والإسبانية 80 درهماً، إلا أن الأسعار المحلية لا تزال مرتفعة، فالكيلوغرام الواحد من لحم البقر أو الغنم يُباع حاليا بأسعار تتراوح بين 85 و125 درهما.
ورغم تسجيل تراجع طفيف في أسعار اللحوم بالمجازر الكبرى، حيث انخفضت بمقدار 7 دراهم، إلا أن ذلك لم ينعكس على أسعار محلات الجزارة.
وبهذا الخصوص، أكد يوسف الولجة، نائب الكاتب العام لجمعية بائعي اللحوم الحمراء بالتقسيط بجهة الدار البيضاء سطات، في تصريح لـSNRTnews، أن "أسعار اللحوم الحمراء لن تعرف انخفاضا على جميع المستويات، إذا استمر الوضع على هذا الحال، واستمر إقبال المغاربة على اللحوم"، مشيرا إلى أن الأسعار قد تصل إلى 150 درهما للكيلوغرام الواحد خلال شهر رمضان المبارك.
ويرجع الولجة الوضعية إلى أسباب عدة؛ أبرزها "ضعف الرقابة على الأسواق، وتدخل المضاربين الذين يسعون لتحقيق أرباح سريعة، إلى جانب تلاعب بعض التجار بمصدر اللحوم المعروضة للبيع، مما يجعل المستهلكين عرضة لشراء اللحوم المستوردة بأسعار اللحوم المحلية دون علمهم، فضلا عن ارتفاع الطلب أمام العرض لدى الدول المصدرة، وبالتالي ارتفاع تكاليف استيراد اللحوم الحمراء".
وأضاف أن الوضعية الحالية هي نتيجة لمشاكل متراكمة، من الظروف الطبيعية الصعبة التي شهدتها الفلاحة المغربية وتحديات تكاليف الإنتاج، حيث يواجه مربو الماشية صعوبات متزايدة في تحمل نفقات الأعلاف والأدوية، وغلاء العمالة، مما دفع العديد من الفلاحين إلى اللجوء لذبح الأبقار الحلوب واستهلاك إناث الأبقار على نطاق واسع. هذا التوجه الذي كان له تأثير سلبي مباشر على استدامة القطيع الوطني، ما استدعى تدخلاً حكومياً بمنع ذبح إناث الأبقار للحفاظ على التوازن والإنتاجية في المستقبل.
من جهته، اعتبر هشام جوادي، أحد مستوردي اللحوم الحمراء بالمغرب، في تصريح لـSNRTnews، أن الاستيراد يعتبر حلا لتخفيف الضغط على السوق المحلية، متسائلا عن مستقبل أسعار اللحوم الحمراء بدون هذا الإجراء.
وشدد المتحدث على أن "العودة إلى الأسعار السابقة للحوم بات أمرا صعبا" بسبب التغيرات العالمية وارتفاع أسعار الاستيراد.
وأشار جوادي إلى أن المغرب يستورد شهريا كميات مهمة من اللحوم، إذ قد يستقبل كبار المستوردين شهريا ما يفوق 10.000 رأس من الغنم و8.000 رأس من الأبقار، بالإضافة إلى استقبال 40 شاحنة شهريا تضم حوالي 80 طنا من اللحوم.
في هذا الإطار، أوضح مصطفى العطار، جزار بمدينة تمارة، في تصريح لـSNRTnews، أن بعض الجزارين توقفوا عن بيع اللحوم المستوردة المجمدة في ظل تراجع الاقبال عليها، مؤكدا أن المستهلك المغربي يفضل اللحوم المحلية مقارنة بالمستوردة رغم ارتفاع أسعارها، نظرا لجودتها، على عكس المستوردة التي تتأثر بجودة التبريد أثناء النقل، حيث تُحفظ اللحوم المستوردة تحت درجات تبريد عالية لمدة قد تتجاوز 72 ساعة قبل وصولها إلى وحدات التقطيع والتوزيع ثم قضاء ساعات أخرى لتصل إلى محلات الجزارة ثم إلى المستهلك في الأخير.
في المقابل، تظل المواشي المستوردة المذبوحة محليا الخيار الأفضل لدى المستهلك. بينما تبقى اللحوم المجمدة موجهة في الغالب إلى المتاجر الكبرى لتوفرها على ظروف أفضل للتبريد والحفظ.
كما كشف العطار عن وجود تلاعب في مصدر ومنشأ اللحوم من قبل يعض الجزارين، ما يضعهم في خلافات مع الزبناء في ما بعد، فضلا عن تلاعبهم في الأسعار؛ إذ يؤكد أن الفرق في سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء بعد شرائه من المجازر الكبرى لا يجب ان يتجاوز 10 دراهم، كما أن التباين في الأثمنة يرجع أيضا إلى الفرق في جودة أصناف اللحوم.
وهو ما يؤكده عمر عواد، صاحب مجزرة خاصة بمدينة بفاس، في تصريح لـSNRTnews، بقوله "إن الأسعار في المجازر عرفت انخفاضا بينما في غالب المحلات ماتزال مرتفعة"، إذ يبيع أصحاب المجازر الخاصة إلى الجزارين الكيلوغرام الواحد من اللحم بثمن يتراوح بين 70 و85 درهما.
وكانت الحكومة قد لجأت إلى استيراد الأبقار والأغنام واللحوم الطازجة والمجمدة بعدما وصل الخصاص في قطعان الماشية المعدة للذبح إلى مستويات غير مسبوقة، ولم تعد المجازر الكبرى تستقبل ما يكفي من الماشية لتلبية الطلب، حيث كان من المتوقع استيراد المملكة لما مجموعه 20 ألف طن من اللحوم الحمراء في نهاية سنة 2024.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع
مجتمع