مجتمع
صناعة الأركان .. تعاونيات تعاني من الجفاف و منافسة شركات مستحضرات التجميل
09/01/2025 - 12:56
SNRTnewsلم تعد التعاونيات الصغيرة العاملة في مجال الأركان، التي تنضوي تحت لوائها العديد من النساء، تجد المادة الأولية الكافية التي تراجع إنتاجها بفعل الجفاف، بل إنها أضحت تواجه منافسة كبيرة من شركات عالمية متخصصة في مجال مستحضرات التجميل، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من ذلك الإنتاج.
تعزو التعاونيات المشتغلة في قطاع الأركان تراجع نشاطها إلى مجموعة من العوامل، أبرزها سنوات الجفاف المتلاحقة بفعل التغير المناخي، الذي أفضى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 51 في المائة.
لم تقتصر الصعوبات التي تعاني منها التعاونيات على تراجع الإنتاج، بل أضحت تواجه منافسة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في مجال التجميل، وهو ما أثر على عمليات التسويق لدى الجمعيات الصغيرة.
وساهمت تلك العوامل، بالإضافة إلى ضعف السيولة المالية، في عدم وصول منتجات التعاونيات إلى الأسواق بالسلاسة التي عهدوها قبل سنوات.
وبات وجود هذه الجمعيات مهددا، رغم تنامي الطلب الخارجي على زيت الأركان، بفعل ندرة المادة الأولية، التي تتسابق كبريات الشركات العالمية على اقتنائها بأسعار غير تنافسية بالنسبة لهذه التعاونيات القروية الصغيرة.
وعبرت الحكومة والمهنيين عن اتجاه نحو مضاعفة إنتاج الأركان بحلول سنة 2030، وذلك عبر الزيادة في المساحات المخصصة له والاستمرار في إعادة تأهيل غابات الأركان.
ووفق ما نص عليه عقد البرنامج 2021-2030 الموقع بين الدولة والمهنيين، بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في 2023، تم وضع هدف مضاعفة المساحات لتصل إلى 411 ألف هكتار، وإلى 10 آلاف طن بالنسبة لزيت أركان.
واتفق على تعبئة غلاف مالي لبلوغ أهداف عقد البرنامج، من ضمن أخرى، يصل إلى ما يقرب 3,64 مليار درهم.
الغلاف ستساهم فيه الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان FIFARGANE بـ128,27 مليون درهم، مقابل 3,51 مليار درهم كمساهمة من الدولة.
ويعد هذا العقد الثاني من نوعه الذي يستهدف السلسلة، بعد الأول الممتد ما بين 2011 و2020، ويتوخى تحقيق أهداف تُكمل ما تم إنجازه مع متم سنة 2020. حيث أشار العقد الجديد إلى أنه مع الانتهاء من مخطط المغرب الأخضر بلغت مساحة أشجار الأركان المعاد تأهيلها 164.470 هكتارا، أي 82 في المائة من الهدف المحدد.
وتطمح الحكومة والمهنيون إلى تسويق ما يقارب 30 في المائة من الإنتاج عبر منصة رقمية بحلول سنة 2030، والاستمرار في إعادة تأهيل غابات الأركان والاعتماد أكثر على الأركان الفلاحي من خلال الوصول إلى 50 ألف هكتار، وتحسين إنتاج الزيت المستخرجة، وتطوير الصادرات ومراحل التعبئة والتغليف، وتحديث دوائر التوزيع والتسويق.
الالتزامات
من بين ما التزمت به الأطراف الموقعة على العقد، أن تساهم الحكومة وFIFARAGNE في إنجاز دراسة تتعلق بتنفيذ خدمة التأمين متعدد المخاطر والتوعية بأهميته بالنسبة للعاملين وللقطاع، إضافة إلى إلزام جميع المزارعين والمستفيدين والمشغلين والعاملين بالانخراط في ورش الحماية الاجتماعية وبدعم ومرافقة الدولة فيه.
من بين الالتزامات أيضا المساهمة في إنجاز الدراسات الهادفة إلى تنويع الصادرات وتنميتها ودعم المهنيين لتنويع مساراتها، وتحسين الكميات المصدرة من زيت الأركان لتصل إلى 5000 طن سنة 2030.
وتتعهد الأطراف بمحاربة صادرات الزيت التي تتم بشكل غير الرسمية بهدف تحقيق الشفافية في المعاملات، وإقامة نظام معلومات إحصائية عن الإنتاج والتصدير، والبحث عن شركاء جدد ومنافذ تصدير جديدة
ومن أجل النهوض بالصادرات، التزم الدولة، ضمن العقد، بدعم FIFARGANE في البحث عن شركاء جدد ومنافذ جديدة محتملة.
وبخصوص هيكلة وتحديث وتطوير دوائر التسويق والتوزيع، نص عقد البرنامج على تنظيم وتحديث دوائر التسويق والتوزيع وتوعية أصحاب الحقوق بأهمية التنظيم حول تعاونيات ودعم إنشائها تعاونيات، خاصة التعاونيات النسائية، والمشاركة في عملية تعبئة الأراضي لبناء مراكز ووحدات لجمع المواد الخام وتثمينها وتخزينها، والمساهمة في تطوير التجارة الإلكترونية.
من الأهداف الموضوع أيضا إبرام عقود مع محلات السوبر ماركت، تحدد كيفيات تزويدها بزيت أركان عالية الجودة، وأيضا مع المقاهي والمطاعم والفنادق، وإنشاء منصات وأسواق تضامنية، والمشاركة في تطوير خارطة طريق لمحاربة ما هو غير رسمي.
![close](/themes/basic/images/close-responsive.png)
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع