سياسة
هل سيؤثر التحالف الثلاثي الجديد على المشهد السياسي في المغرب؟
10/01/2025 - 16:29
ياسمين اشريفأسس حزب الحركة الشعبية إلى جانب الحزب الديمقراطي الوطني، والحزب المغربي الحر، يوم الخميس 09 يناير الجاري بالعاصمة الرباط، تكتلا سياسيا جديدا، اختار قادته تسميته بـ"التكتل الشعبي".
ووفقا لنص الأرضية التأسيسية للتكتل الشعبي، فإن تشكيل التحالف الثلاثي هو خطوة تهدف لاستعادة وهج الممارسة السياسية، في أفق استراتيجي متجدد، ستعيد للقطبية السياسية مغزاها ومضمونها الفعلي، وللتنافس السياسي المشروع عمقه الإيديولوجي، وحسه المبني على تجديد النخب، والتمايز في الأفكار، وإنتاج السياسات ورسم التوجهات.
وحسب المصدر ذاته، فإن التحالف الجديد يعد بديلا سياسيا يراهن على تجميع شتات المشهد الحزبي المتأسس على آلية الانشقاق، والتعددية الرقمية، وتشابه البرامج، وإعادة انتشار النخب ودورانها عبر الترحال الحزبي، تحت تأثير إغراء المواقع على حساب نبل السياسة وقيمها الأصيلة.
وفي هذا الصدد، تطرح تساؤلات محورية حول احتمال تأثير هذا الاتحاد الحزبي على المشهد السياسي، بالنظر إلى السياق الزمني الحالي، وبالأخص مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية.
في هذا السياق، قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية في حديثه مع SNRTnews، إن هذا التحالف "مبادرة نوعية تسعى لوضع حد للاحتباس السياسي الذي تعرفه الساحة السياسية".
وفي معرض حديثه، نفى أوزين أن يكون لهذا التكتل مزاعم انتخابية، مؤكدا أن هذه المبادرة بعيدة كل البعد عن أن تقتصر أهدافها على محطة انتخابية ضيقة وعابرة، داعيا المسؤولين بتجنيب المغاربة السقوط في المغالطات، من خلال التجاوب مع القضايا الجوهرية ذات الطابع المجتمعي، التي تغزو وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته، كشف الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن التحالف الحزبي الجديد سيصبح "مكبر صوت" يصدح بمطالب المغاربة، وسيترافع باستماتة عن مختلف القضايا المجتمعية، مستبعدا جدلية الانتخابات والمقاعد التي اعتبرها البعض هدفا يتوخى تحقيقه هذا التكتل الجديد؛ إذ أكد المتحدث نفسه جازما "نحن لاتهمنا المقاعد ولا المواقع، بل تهمنا المواقف".
من جهته، أكد عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح لـSNRTnews، أن تقييم هذا التحالف يتطلب العودة إلى التحالفات التي كانت تؤسّس سابقا، بالأخص بمناسبة الانتخابات، مضيفا أنه نادرا ما كان يتم الاتفاق فيها على أمور جوهرية، من قبيل تقديم المرشح المشترك، ومن تم فإن هذه التجربة يمكن قياسها على ما حدث سابقا.
واعتبر قراقي أن هذا التحالف سيكون له تأثير لو كانت هناك قاعدة إيديولوجية توحد بينها، ومسار سياسي مشترك للقيادات، أما في هذه الحالة، فالمبادرة تعتبر نوعا من التسخين الانتخابي، الذي قد تظهر ملامحه بوضوح خلال الحملة الانتخابية، ليتراجع بشكل نهائي بعد الانتخابات، بعد أن تفرق صناديق الاقتراع السبل بين مختلف المكونات.
ويبقى السؤال حول محك الانتخابات المقبلة الذي سيواجهه التحالف الثلاثي، ليبرز إن كان مجرد تسخين انتخابي أو خطوة حقيقية في مسار وضع حد للاحتباس السياسي الذي تعرفه الساحة السياسية، على حد تعبير الأمين العام لحزب الحركة الشعبية.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة