مجتمع
شركاء جدد وخطط مشتركة: تفاصيل جديدة عن مشروع الربط القار بين المغرب وإسبانيا
06/02/2025 - 12:03
يونس أباعلي
اقترب موعد اجتماع اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية للربط القار عبر مضيق جبل طارق، المشرفة على المشروع، إذ أكدت مصادر مسؤولة أن هناك ترتيبات يجريها الطرفان استعدادا لهذا الاجتماع، في المغرب، الذي سيُعطي دفعة قوية لهذا المشروع الضخم، خصوصا بعد إضافة شركاء جدد ووضع خطط مشتركة، بحسب معطيات حصرية توصل بها SNRTnews.
وتراهن الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق (SNED)، التي يديرها عبد الكبير زهود، والشركة الإسبانية SECEGSA، على أن يتم الدفع بمشروع الربط القار بين أوروبا وإفريقيا نحو الأمام في سنة 2025، إذ تشير المعطيات المتوصل بها إلى أن الشركتين تعملان على تسريع اعتماد خطتهما العملية عندما تجتمع اللجنة المذكورة بقرار من وزارتي التجهيز المغربية والإسبانية اللتين تترأسان اللجنة.
ويهدف هذا الاجتماع المنتظر إلى تعزيز الانطلاقة الجديدة للمشروع في جميع أبعاده القانونية والتقنية والاقتصادية والترويجية، إذ تم تطوير استراتيجية عمل تم تحديدها في خمسة محاور رئيسية للسنوات الثلاث القادمة، وهي إعادة مراجعة الدراسات التي تمت حتى الآن، وتعبئة نظام بيئي حول المشروع بهدف إنشاء مجمع تقني مشترك، واستكشاف تحت الأرض لتقليل المخاطر إلى الحد الأدنى، والترويج للمشروع على المستويين الوطني والإقليمي والدولي، وتقييم المشروع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والجيوستراتيجية والقانونية وفقًا للمعايير الدولية.
وأسفرت اجتماعات عقدت في مدريد بين مديري SECEGSA وSNED حول اعتماد خطة عمل ثلاثية، عن تحديد مبادئ "مشروع قارتين"، ترتكز على احترام وحدة المشروع وفقا للإطار القانوني المبني على الاتفاقات الثنائية والدولية، وكذلك بناء على التفويض الذي تم تلقيه خلال الاجتماع 43 للجنة المختلطة الحكومية في 10 أبريل 2023، والعمل بتنسيق تام من خلال تعبئة كافة الموارد الضرورية لتحقيق نجاح المشروع.
شركاء جدد
تفيد المعطيات التي حصل عليها SNRTnews أن الجانبين يشتغلان على مبدأ وحدة المشروع لضمان تنسيق فعال ورؤية موحدة بين الشريكين، وهو ما يعزز تماسك المشروع ويضمن تحقيق أهدافه الاستراتيجية.
وستشهد حوكمة الشركتين مزيدا من التكامل لضمان إدارة سلسة وفعالة للمشروع، إذ إضافة إلى رؤساء الشركتين، سيتم إشراك سفراء البلدين في مجلس إدارة الشركة التابعة للطرف الآخر، مما يعزز الشراكة الثنائية ويضمن توافقا أكبر في تنفيذ المهام والمشاريع المشتركة.
ودفع حجم المشروع إلى تعبئة منظومة واسعة ومتنوعة تشمل مؤسسات حكومية ومكاتب دراسات وجامعات ومراكز بحث، بهدف دعم أبعاد المشروع الجيو-استراتيجية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية.

في هذ الصدد، أشارت المعطيات نفسها إلى تصريح سابق لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، شدد فيه على أن المرحلة الأولى تستدعي تعزيز التكامل بين الهيئات الحكومية والخاصة في البلدين، عبر إنشاء شبكة للتبادل العلمي والتقني تخدم المشروع.
وتقوم هذه الرؤية بعيدة المدى على إقامة مجمع تكنولوجي مشترك يجمع المعاهد البحثية ومؤسسات التكوين ومكاتب الهندسة، ليكون مركزا متكاملا لدعم مشروع الربط القار، مستفيدا من الإنجازات السابقة ويواكب التطورات التكنولوجية اللازمة.
ولضمان نجاح المشروع، تم تدعيمه من الناحية التقنية بهدف تعزيز نقل المعرفة وتبادل الخبرات لتكوين قاعدة مهارية متخصصة، وذلك في إطار المجمع التكنولوجي المشترك الذي يُعول عليه ليشكل نواة أساسية لدعم تنفيذ المشروع في مراحله المقبلة.
وتشير وثيقة المعطيات إلى أن SNED وSECEGSA تواكبان بشكل دقيقة ومشترك أحدث التطورات التكنولوجية في مجال آلات حفر الأنفاق، وفقا لتوصيات اللجنة المختلطة، مضيفة أنه في إطار إعادة تنشيط المشروع كان مديرا الشركتين المذكورتين قد زارا شركة HERRENKNECHT الرائدة عالميا في تصنيع آلات الحفر الخاصة بالأنفاق والأعمال تحت الأرض، حيث تم خلالها عرض أحدث التطورات التكنولوجية في مجال آلات حفر الأنفاق بمختلف أنواعها وتطبيقاتها.
وهذه الشركة هي التي نالت مؤخرا صفقة إنجاز دراسة جدوى الحفر، وتكتسب خبرة عالمية حيث كانت حاضرة في أبرز مشاريع الأنفاق المنجزة.

مكتب دراسات مغربي متخصص
يقوم مكتب الدراسات "الاستشارة والهندسة والتنمية" CID بدور كبير في المشروع من خلال إنجاز دراسات، كما توضح المعطيات، إذ تم إنشاؤه بداية الثمانينيات، وهو تابع لوزارة التجهيز، حيث كانتSNED من بين الجهات المؤسسة له، على غرار المكتب الإسباني للدراسات الهندسية والاقتصاد في قطاع النقل INECO.
وأسهمت هذه الديناميكية أيضا في إنشاء مجموعة من مكاتب الدراسات الهندسية الخاصة المغربية، تشارك بدورها في المشروع، لأن تنظيم هذا القطاع من قبل الدولة يساهم في الحفاظ على التنافسية اللازمة لضمان جودة الهندسة.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
اقتصاد
سياسة