Vrai ou faux
لقاح "بوحمرون".. معلومات مغلوطة يجب تصحيحها
07/02/2025 - 08:48
مراد كراخي
انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار مضللة على منصات التواصل الاجتماعي حول حملات التلقيح ضد مرض الحصبة (بوحمرون) في المغرب.
وأثارت هذه الأخبار الكثير من المخاوف والشكوك بين المواطنين، متجاهلة الحقائق العلمية والتوصيات الصحية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية. في هذا المقال، سنتناول أبرز هذه الأخبار المضللة ونوضح الحقيقة.
هل يسبب لقاح "بوحمرون" أضرارا صحية خطيرة؟
أحد أبرز الأخبار المضللة التي تم تداولها كان الادعاء بأن تلقيح الحصبة (بوحمرون) يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية جسيمة.
هذا الادعاء لا يستند إلى أي دلائل علمية موثوقة، وقد تم تكذيبه مرارا من قبل الخبراء في المجال الطبي، فالأبحاث العلمية الواسعة والمتواصلة على لقاح الحصبة، بما في ذلك دراسات أجريت على ملايين الأشخاص حول العالم، أثبتت أن اللقاح آمن وفعال ولا يسبب أي آثار جانبية خطيرة.
وعلى العكس من ذلك، فإن اللقاح يعد وسيلة مهمة للوقاية من مرض الحصبة، الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى الوفاة في بعض الحالات، وفق ما أكده معاد المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وسبق أن أوضح المرابط لـSNRTnews أن اللقاح المعتمد ضد بوحمرون في المغرب أثبت سلامته وفعاليته منذ عدة سنوات من خلال الدراسات والتجارب السريرية، بما يضمن حماية الفرد والجماعة.
هل التلقيح ضد "بوحمرون" لا يقي من الإصابة بالمرض؟
انتشر في بعض الأوساط أن لقاح الحصبة (بوحمرون) غير فعال وأن الأشخاص الذين يتلقون اللقاح قد يصابون بالمرض بشكل مفاجئ. وهذا أيضا يعتبر من الأخبار الكاذبة التي لا تستند على أساس علمي.
والحقيقة أن لقاح الحصبة (بوحمرون)، كما أكدته منظمة الصحة العالمية يتمتع بالفعالية في الوقاية من المرض عند أخذه وفقا للجدول الزمني المحدد.
وفي هذا السياق حذر معاد المرابط من مخاطر التهاون في الإقبال على التلقيح، مؤكدا أن "بوحمرون" يتميز بسرعة انتشاره على شكل "فاشيات" تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في عدد الإصابات داخل مناطق محددة. وأوضح أن الحد من انتشار هذا المرض يعتمد أساسا على سرعة تجاوب المواطنين مع حملات التلقيح.
هل يحتوي اللقاح على مواد ضارة؟
تداول البعض أن لقاح الحصبة يحتوي على مواد سامة أو مشكوك في أمانها. وهذه المعلومات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، إذ أن اللقاحات خضعت لعدد كبير من التجارب السريرية والاختبارات العلمية قبل أن يتم الموافقة عليها للاستخدام.
ويحتوي لقاح الحصبة على مكونات آمنة وفعالة تساعد الجهاز المناعي على التعرف على المرض دون أن يسبب الإصابة به، ويتم إخضاع اللقاحات لرقابة دقيقة من قبل الهيئات الصحية المحلية والعالمية لضمان سلامتها وفعاليتها.
ووفق معطيات منظمة الصحة العالمية فإن استعمال لقاح الحصبة متواصل منذ حوالي 60 عاما.
هل يتم تلقيح الأطفال في المدارس دون علم أو موافقة آبائهم؟
من الادعاءات المضللة التي انتشرت مؤخرا هو أن التلاميذ غير الملقحين يتم تلقيحهم في المدارس دون علم أو موافقة آبائهم، مما أثار قلقا لدى العديد من الأسر.
والحقيقة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، فالحملة الوطنية لاستدراك التلقيح ضد "بوحمرون" تتم وفقا للإجراءات القانونية والصحية المتبعة.
وفي هذا السياق أكد محمد تامر، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب أنه يتم إعلام أولياء الأمور مسبقا بشأن عملية التلقيح.
وأوضح تامر لـSNRTnews أنه يتم الحصول على موافقة الآباء من خلال "التزام من أولياء الأمور" بالموافقة على تلقيح أبنائهم، وبذلك، لا يتم تلقيح أي طفل دون علم أو موافقة ولي أمره.
وكشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، في عرض قدمه بمناسبة انعقاد مجلس الحكومة أمس الخميس، أن الوزارة تحققت من الوضع اللقاحي لأكثر من 8 ملايين و880 ألف طفل دون سن 18 سنة ضد داء الحصبة (بوحمرون).
هل الوضع الصحي بالمغرب مقلق؟
من ضمن الأخبار التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي أن مرض الحصبة (بوحمرون) يعرف تفشيا كبيرا في المغرب بشكل مشابه لجائحة كوفيد-19 وتقوم السلطات بالتكتم على الأرقام الحقيقية. وهذه شائعات لا أساس لها من الصحة.
وفي هذا الإطار أكد منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن "بوحمرون" يعد "فاشية" طارئة بالمغرب، إلا أنه يختلف جذريا عن وباء كوفيد-19، فالأخير كان مرضا جديدا وغير معروف عند ظهوره، بينما "بوحمرون" مرض موجود في المغرب منذ عقود، كما أن كوفيد-19 عند انتشاره لم يكن له علاج أو لقاح متاح، على عكس "بوحمرون".
وأوضح أن الوضع الوبائي الحالي في المغرب مستقر ومتحكم فيه، مبرزا أن الحالة لا ترقى إلى مستوى الأزمة التي شهدتها البلاد خلال جائحة كوفيد-19؛ إذ لم تسجل أي ضغوط كبيرة على المستشفيات.
ووفق آخر المعطيات المتوفرة فقد بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة 25 ألفا، مع تسجيل 120 حالة وفاة.

مقالات ذات صلة
مجتمع
سياسة
مجتمع
مجتمع