تكنولوجيا
أدوات الذكاء الاصطناعي تكتب للطبيب تقارير المعاينات وتلخّص سجلاّت المرضى
07/02/2025 - 11:34
أ.ف.ب
تكتسب أدوات الذكاء الاصطناعي دورا متعاظما في عيادات الأطباء، إذ باتت تتولى إعداد تقارير المعاينات، وتلخّص السجلاّت الطبية، وتكتب رسائل المتابعة، وهذا أول الغيث ليس إلاّ، على ما يؤكد المعنيون بالقطاع.
وتستمع أدوات التلخيص التلقائي للمعاينة إلى المحادثة بين الطبيب والمريض، ثم تنتج في بضع ثوانٍ ملخصا مكتوبا ومنظما، لا يبقى للطبيب سوى التحقق من صحته، بالإضافة إلى إعداد مستندات أخرى، كرسائل المتابعة للأطباء والاختصاصيين الصحيين الآخرين الذين يتابعون المريض.
ولاحظ أليكس لوبران، رئيس شركة "نابلا" الفرنسية الناشئة، التي أصبحت من كبرى الشركات المتخصصة في مجال تقارير المعاينات الطبية في الولايات المتحدة، أن السوق الفرنسية التي كانت محدودة بدأت تتسع، وحصلت هذه الطفرة الكبيرة في السوق في الولايات المتحدة عام 2023، ثم بدأت اليوم في فرنسا، بحسب رئيس الشركة الناشئة التي تؤكد أن لديها في فرنسا خمسة آلاف مستخدم فاعل، وأشار لوبران إلى أن منصة "دوكتوليب" للحجز أعطت دفعا قويا للسوق، من خلال الإعلان عن طرح أداة خاصة بها عام 2024.
وبالاضافة إلى "دوكتوليب" و"نابلا"، تضم السوق الفرنسية أيضا شركة "لوكي" المرتبطة ببرنامج إدارة العيادات الطبية "ميديستوري" و"براكسيسانتيه"، وهي شركة ناشئة فرنسية تتطور خصوصا في المستشفيات، وتستخدم كل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي هذه نماذج لغوية كبيرة على غرار "تشات جي بي تي"، و"لاما"، و"كلود"، و"ميسترال" الفرنسي.
وأوضح ناشرو هذه الأدوات أن البيانات مشفّرة وليست متاحة للشركة الموفّرة للخدمة ("أمازون" بالنسبة إلى "دوكتوليب"، و"غوغل" بالنسبة إلى "نابلا"، و"أو في إتش كلاود" بالنسبة إلى "براكسيسانتيه).
ورأى جرّاح المسالك البولية من مدينة تولوز في جنوب فرنسا، الدكتور فنسان ميسراي، الذي يستخدم أداة "نابلا" في "كل معاينة"، أن "تقرير المعاينة أداة رائع جدا، يتيح تخصيص وقت للجانب الإنساني من المعاينة".فالطبيب تحرر بفضل هذه التقنية من مهمة تدوين الملاحظات، و"لم يعد تاليا ملتصقا بشاشة" حاسوبه، بل بات في إمكانه "الاستماع إلى مريضه والنظر إليه في الوقت نفسه".
وقال ميسراي "نلاحظ طريقة تصرّف، أو يدا مرتجفة، أو ندبة وغيرها في اللحظة نفسها، ففي نهاية المطاف، هذا الأمر يغيّر المعادلة".
وأوضح المسؤول في نقابة أطباء الطب العام"أم جيه فرانس"، الدكتور جان كريستوف نوغريت، المقتنع هو الآخر باستخدام الذكاء الاصطناعي، أنها تتيح "كسب خمس أو ست دقائق من أصل معاينة تدوم 20 دقيقة مثلا"، مؤكدا أن "الأطباء الذين يستخدمون هذه الأدوات يكونون أكثر التزاما بالوقت".
وتوفر شركتا "براكسيسانتيه" و"دوكابوست" (وهي الفرع الرقمي لشركة "لا بوست" البريدية الفرنسية)، أداة لتجميع السجلات الطبية، تعمل "دوكتوليب" على اعتماد مثلها، وتستخرج هذه الأداة من عشرات التقارير أو الرسائل أو التحاليل خلاصة شاملة عن المريض توفرها للطبيب الذي سيعاينه.
وأداة "براكسيسانتيه" تختبرها في الوقت الراهن الدكتورة سيسيل لي، وهي طبيبة نفسية متخصصة في مرض التوحد في ليون، في وسط شرق فرنسا، غالبا ما تعاين مرضى لديهم سجلات طبية تحتوي على الكثير، مبرزة حذرها في التعاطي معها بغض النظر عن إعجابها بجودة الخلاصات.
وفي هذا الصدد، قالت سيسيل لي، "هي بالنسبة إليّ أداة للكتابة قبل كل شيء، وهذا هو المكان الذي أرى فيه توفير الوقت"، وبالتالي، لا تزال إلى الآن تحرص على التدقيق في كل البيانات المهمة التي تجمعها الأداة، ثم إن الرأي الغالب هو أن التعاون بين الأطباء وأدوات الذكاء الاصطناعي "التوليدية" هذه لا يزال في بدايته، لكن يُتوقَع أن تصبح هذه الأدوات أكثر اكتمالا.
وأوضح المؤسس المشارك لشركة "براكسيسانتيه"، داميان فورست، أن "توصيات الجمعيات الطبية العلمية ستُدمَح تدريجا كي تتمكن الأداة من تقديم نصائح عامة" للطبيب والمريض، مبرزا أنه من غير الممكن أن تقدّم توصيات شخصية جدا، فالأداة ستكون خاضعة بالفعل للقواعد التنظيمية الصارمة جدا في شأن الأجهزة الطبية، مما يتطلب استثمارات ضخمة للتحقق من موثوقيتها.
وفي السياق ذاته، أشار المتخصص في الذكاء الاصطناعي في "دوكتوليب"، نسيم رحّال، إلى أن التوجه على المدى الأبعد هو توفير "دعم" الأطباء في مهام ذات طابع طبي أكبر، "كالمساعدة في معرفة التاريخ المرضي من حيث المساعدة في طرح الأسئلة الصحيحة، وتقديم النصائح الوقائية، ووضع خطط الرعاية".

مقالات ذات صلة
تكنولوجيا
اقتصاد
تكنولوجيا
تكنولوجيا