مجتمع
العرائش .. الكشف عن أكبر مصانع رومانية بموقع "ليكسوس" الأثري
10/02/2025 - 15:22
حليمة عامر
كشفت الأبحاث الأثرية الجارية بموقع ليكسوس عن أن المساحة الإجمالية لمصانع تمليح الأسماك في الحقبة الرومانية، التي كانت تعتبر الأكبر في تلك الإمبراطورية، تفوق التقديرات السابقة بأربع مرات.
هذا ما أكدته الحفريات التي أطلقتها البعثة الأثرية المغربية-الإسبانية ضمن الموسم الخامس لبرنامج "ليكسوس كاروم"، الذي يشرف عليه الأستاذ محمد كبيري علوي من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والأستاذ داريو بيرنال كاساسولا من جامعة قادس.
وتركز أبحاث هذا الموسم على الكشف عن بقايا الأفران التي كانت تستخدم في صناعة الجرار الفخارية، التي خصصت لنقل وتسويق نقيع الأسماك، وهو المنتج الذي منح ليكسوس شهرة عالمية خلال الفترة الرومانية.
ومن المقرر أن تتواصل الأبحاث حتى 14 فبراير 2025، وفقا للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد، أن البرنامج يعد ثمرة تعاون بين المعهد وجامعة قادس، ويركز على استغلال الموارد البحرية في ليكسوس، مبرزا أن الحفريات أسفرت عن نتائج مهمة، أبرزها اكتشاف نحو 150 حوضا مخصصا لنقيع الأسماك، المعروف باسم "الكاروم".
وأضاف بوزوكار، في تصريح لـSNRTnews، أن البرنامج يحظى بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التراث، مشيرا إلى أن موقع ليكسوس احتضن، في أواخر 2022، أولى الأيام الوطنية للأركيولوجيا، التي جمعت باحثين وطلبة مغاربة وأجانب ووفرت منصة لعرض أحدث الاكتشافات بالموقع.
كما أكد أن البرنامج أصبح بمثابة مدرسة ميدانية، حيث تنجز فيه أبحاث أكاديمية تعتمد على مبدأ "التكوين عبر البحث"، وهو متاح للطلبة المغاربة والأجانب.

من جانبه، أوضح الأستاذ محمد كبيري علوي، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الأبحاث الأثرية متعددة التخصصات، وتشمل دراسة بقايا الحيوانات البحرية التي استهلكت خلال الحقبة الرومانية، خاصة الأسماك.
وذكر أن هذه الأبحاث تهدف إلى إعادة الاعتبار لهذا الجزء من الموقع، الذي يمتد على أكثر من 63 هكتارا، ولا تزال أجزاء واسعة منه غير مستكشفة.
وأشار إلى أن الفريق البحثي يعتمد على تقنيات متقدمة، مثل المسح الجيوفيزيائي، لتحديد الامتداد العام لمصانع تمليح الأسماك، التي كانت من بين الأكبر في الإمبراطورية الرومانية.
وأكد أن التنقيبات الجارية هذا الموسم تسعى أيضا إلى الكشف عن المزيد من الأحواض التي كانت تستخدم لتمليح الأسماك، حيث عثر في عام 2022 على طبقة أثرية تحتوي على بقايا أسماك مملحة، خضعت للتحليل المختبري، ما أكد أنها كانت تعد للتسويق.
وبينت الأبحاث، وفقا للمتحدث، أن المساحة الإجمالية لهذه المصانع كانت أكبر بأربع مرات مما كان يعتقد سابقا، مقارنة بالنتائج التي توصل إليها الباحثان ميشيل بونسيك وميغيل كارابيل في ستينيات القرن الماضي.

وتتواصل الأبحاث هذا العام لتحديد المزيد من الطبقات الأثرية، التي تقدم معلومات دقيقة حول طرق إعداد الأسماك وتسويقها في العصور القديمة، من خلال دراسة بقايا الأسماك وتحليلها مخبريا، وفقا للعلوي.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
مجتمع
مجتمع
مجتمع