فن وثقافة
فيلم تحريكي صيني يحطم الأرقام القياسية
13/02/2025 - 12:14
أ.ف.ب
حطّم فيلم "ني دجا 2" Ne Zha 2 الصيني التحريكي المستوحى من أسطورة تقليدية محلية، أرقاما قياسية كثيرة في شباك التذاكر، محققا نجاحا يُعدّ الأهم لعمل سينمائي في الصين.
وأصبح هذا العمل الذي يتناول قصة إلهة شابة متمردة تحارب تنانين وشخصيات شريرة، أول فيلم في العالم تتجاوز إيراداته مليار دولار في سوق واحدة.
وقد تخطّت عائداته تلك الخاصة بـ"ستار وورز: ذي فورس اوايكنز" الذي سجّل إيرادات بـ936 مليون دولار في الولايات المتحدة عام 2015.
طُرح الفيلم في 29 يناير بالتزامن مع عطلة السنة القمرية الجديدة، وهي الفترة التي يرتاد فيها عدد كبير من الصينيين السينما مع عائلاتهم.
وقد أعطى هذا العمل دفعا للمجال السينمائي الوطني. ففي العام 2024، انخفضت إيرادات شباك التذاكر بنسبة 23% مقارنة بالعام 2023.
يستفيد "ني دجا 2"، وهو تكملة لجزء أول، من الطلب المتزايد للجمهور على إنتاج مستوحى من الثقافة التقليدية بجودة جيدة وباستخدام أحدث التقنيات.
وقد شكّل مصدر فخر للصينيين الذين شاهدوه. يقول جاو تشن (36 عاما) لوكالة فرانس برس إنّ "ني دجا متجذر بعمق في الثقافة الصينية".
ويضيف هذا الرجل الذي شاهد الفيلم مع عائلته "إنّ الشخصيات والمؤشرات الثقافية مألوفة جدا لنا".
- منافسة ديزني -
يشيد المتفرجون أيضا بجودة المؤثرات الخاصة، وهذا دليل على أن الإنتاجات الصينية يمكن أن تقدم أداء مماثلا أو أفضل في بعض الأحيان، من إنتاجات هوليوود، على قولهم.
يقول جاو إنّ "الأفلام الأجنبية تتميز أحيانا بمؤثرات بصرية استثنائية بالفعل، لكنّ السينما الصينية باتت تتقن هذه التكنولوجيات".
وتقول تشو بيهونغ (26 عاما) لوكالة فرانس برس "كنت أفضّل الأفلام التحريكية الغربية، مثل أعمال ديزني وبيكسار. لكنّ تلك الصينية أصبحت اليوم أفضل جودة وأصبحت أفضّل الإنتاج المحلي".
وفي تسعة أيام فقط، حطم فيلم "Ne Zha 2" الأرقام القياسية على شباك التذاكر المحلي، متجاوزا فيلم الخيال العلمي "ذي ووندرينغ إيرث" (2019) وفيلم "ذي باتل آت ليك تشانغجين" (2021).
بعدما شهد عام 2024 نقصا بالأفلام الناجحة، عزّز "ني دجا 2" ثقة الصينيين بالقطاع السينمائي المحلي، وفق تشو بيهونغ.
وبحسب الصحافة الصينية، يقول المخرج جياو زي (الاسم الحقيقي يانغ يو) إنه حاول في البداية العمل مع شركاء دوليين، لكن نتائج بحثه لم تلبّ توقعاته. وفضّل في النهاية العمل مع فريق أعضاؤه صينيون.
"ليس سوى البداية"
ويقول المشاهدون إنهم لاحظوا تلميحات جيوسياسية في مشاهد معينة من الفيلم، مثل قصر الشرير الذي يذكّرهم بالبنتاغون أو البيت الأبيض.
ولم يبد طاقم الفيلم رأيه بشأن هذه التعليقات. وتقول تشانغ تشنغفا (22 عاما) لوكالة فرانس برس "لقد تخطى هذا الفيلم توقعاتي بكثير. إنه يثير الحماسة. وعندما غادرت صالة السينما، انتابني شعور بالفخر كصينية"، لأن الصين ليست معتادة على إنتاج أفلام بهذه الجودة البصرية والسردية. وتضيف "أعتقد أنّ إنتاجات أخرى مماثلة تنتظرنا في المستقبل، أرى أنّ هذا الفيلم ليس سوى البداية".
تقول الخبيرة في القطاع السينمائي الصيني ينغ تشو إنّ نجاح الفيلم يثبت أن "الأعمال التحريكية الصينية أصبحت لاعبا رئيسا في المجال ويمكنها منافسة أفلام ديزني والرسوم المتحركة اليابانية في السوق الصينية".
وتشير إلى أن الفيلم "حوّل قصة تقليدية إلى حكاية حديثة عن الفردية، وهو ما يمسّ وترا حساسا لدى المشاهدين".
لكن هل سيجد "ني دجا 2" المستوحى من أسطورة غير معروفة خارج الصين، جمهوره في الأسواق الغربية؟ تقول بيهونغ "لا أعتقد أن المشاهدين الأجانب سيفهمون القصة بعمق مثلنا. لكنني آمل في أن يساعدهم هذا الفيلم على فهم الثقافة الصينية".

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
مجتمع
فن و ثقافة