نمط الحياة
إفريقيا تسعى لإيجاد السبيل لمكافحة الجرائم السيبرانية
12/05/2022 - 09:19
أ.ف.بتعد البلدان الواقعة جنوب الصحراء من أسرع الأسواق الإلكترونية نموا في العالم، ما يجعلها جذابة وعرضة للجرائم الإلكترونية، كما يقول الخبراء.
وقال الخبير الاقتصادي التشادي سوكسيه ماسرا في مؤتمر عبر الإنترنت اختتم الثلاثاء في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، "يجب رفع قضية الأمن السيبراني إلى مصاف مهام الدولة الأساسية، إذا فعلنا ذلك، فسوف تتم متابعة الأمر. هناك وعي غير كامل بهذه المشكلة، وعلينا تسريع الأمور".
ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في إفريقيا نصف مليار شخص، وفق منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول"، وهو رقم يضع القارة في موقع متقدّم على مناطق أخرى على غرار أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وهناك هامش واسع للنمو بما أن أكثر من 60 بالمئة من سكان دول القارة هم من غير المستخدمين للشبكة.
والهجمات الكبرى على شبكة الإنترنت نادرة في إفريقيا، وكان أبزرها قطع الشبكة في ليبيريا (غرب إفريقيا) في العام 2016، لكن خبراء أشاروا إلى إن عمليات الاحتيال والسرقة تتزايد، بما يكلف الاقتصاد خسائر تقدّر بأربعة مليارات دولار سنويا.
وقال الكولونيل غويلبيتشين وتارة قائد وحدة مكافحة الجرائم السيبرانية في ساحل العاج إن "أقل من خمسة بالمئة من الهجمات (السيبرانية) التي تقع في ساحل العاج تستهدف بشكل محدد أنظمة كمبيوتر".
لكنه أوضح أن "95 بالمائة (من الهجمات السيبرانية) هي عمليات احتيال عبر الإنترنت أو تحويلات مالية عبر هواتف محمولة أو عمليات ابتزاز بالفيديو الخ".
ويستخدم أفارقة كثر هواتفهم المحمولة لتنفيذ تحويلات مالية فورية، غالبا عبر متاجر تجنّبا للنفقات المصرفية واختصارا للوقت.
والمنحى المسجل في إفريقيا يعد درسا للقارة بعدم الاحتذاء بأنحاء أخرى من العالم في ما يتعلق بآلية التصدي للجرائم المرتكبة عبر الإنترنت، وفق وتارة.
وهو قال "علينا أن نعد استجابة متكيّفة مع المشكلة المحلية، من غير الجائز المقارنة بين إفريقيا وأنحاء أخرى من العالم لديها خصائصها وبيئاتها الرقمية الخاصة ومخاطرها".
طبّقت دول عدة في إفريقيا خطة استراتيجية للأمن السيبراني، وأنشأت وحدات تضم محققين متخصصين وأطلقت حملات توعية.
"ردة فعل آلية" أمنية
وفي ساحل العاج على سبيل المثال، هناك 200 ألف متابع لصفحة منصة مكافحة الجرائم السيبرانية على فيسبوك حيث تقدّم للعامة النصائح وتبلّغهم بالمخاطر المستجدة وعمليات التوقيف.
وقال وتارة إن "الأمن الرقمي يجب أن يصبح ردة فعل آلية للعامة، بالضبط كتلك التي تدفع الأشخاص إلى إقفال أبوابهم ليلا"، وتشهد سوق برامج الحماية الإلكترونية ازدهارا.
وبحسب شركة "بي.دبليو.سي" للخدمات الاستشارية، ارتفعت قيمة مبيعات هذه البرامج من 1,33 مليار دولار في العام 2017 إلى 2,32 مليار دولار في العام 2020.
وقال منظّم "منتدى إفريقيا السيبراني" فرانك كاي "هناك وعي وطلب حقيقي".
ومن بين المواضيع التي تناولتها الندوات خلال المؤتمر الذي استمر يومين، المخاطر التي تواجه القطاعات المالية والتجارة الإلكترونية في إفريقيا وتعزيز حماية البيانات والتعاون بين الدول الإفريقية لمكافحة الجرائم السيبرانية، وعلى هامش المؤتمر روّجت نحو 20 شركة لمنتجاتها وخدماتها.
مقالات ذات صلة
عالم
اقتصاد
تكنولوجيا
مجتمع