رياضة
المترجي .. العائد إلى المجد من بعيد
04/06/2022 - 10:25
صلاح الكومريليلة 15 فبراير 2020 أصدر جمهور الوداد حكما نافذا في حق زهير المترجي بالنفي خارج النادي إلى الأبد، بل وحذر الإدارة من استمراره في القلعة الحمراء، بسبب رميه لقميص الفريق في لحظة غضب. وبعد مرور أزيد من سنتين، وبالضبط في 30 ماي 2022، سيتحول المترجي إلى بطل، وعريس النادي، ومحبوب الجماهير.
في تلك الليلة "المشؤومة" من تاريخ الوداديين، 15 فبراير 2020، والتي لم تنته على خير، بسبب الهزيمة المفاجئة أمام الدفاع الحسني الجديدي، وبعض الأحداث اللارياضية، اقتنع جميع الوداديين، وتأكدوا، أن زهير المترجي صار مغضوبا عليه، ولم يعد له مكان في القلعة الحمراء، وأن استمراره في الفريق من سابع المستحيلات وضرب من الخيال.
وما زاد من يقين الوداديين باستحالة استمرار المرتجي مع النادي، وقتذاك، خروج مجموعة "الوينرز" ببلاغ تحذر فيه سعيد الناصيري، رئيس النادي، بدفع الثمن في حال استمر "المغضوب عليه".
لم يكن أحد ليصدق، وقتذاك، أن هذا اللاعب الذي يطالب الجمهور برحيله عن النادي إلى الأبد، لأنه رمى القميص أرضا، هو ذاته من سيكتب جزءا من تاريخ النادي بمداد من ذهب، وهو من سيقود الفريق إلى الفوز بأغلى البطولات، دوري أبطال إفريقيا، للمرة الثالثة في تاريخ النادي، في ليلة تاريخية ستبقى خالدة في أذهان الوداديين، وهو من سيوقع على أحد أجمل الأهداف في تاريخ النهائيات.
المنرجي، وهو من مواليد ضواحي الدار البيضاء في فاتح أبريل 1996، كتب لنفسه ميلادا جديدا في رحاب الوداد ليلة 30 ماي 2022، وخلد اسمه إلى جانب من ضحوا من أجل الفريق، بإحرازه لهدفين في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري، وقبل ذلك كان له دور بارز في بلوغ المباراة النهائية، وقرر أن يشارك فيها رغم أنه كان يعاني مضاعفات إصابة تعرض لها سابقا.
كيف تحول المترجي من لاعب محكوم عليه بالنفي ومغضوب عليه، إلى محبوب الجماهير وملهمها ورجائها في مزيد من الألقاب؟ الجواب لا يدركه إلى اللاعب نفسه، وبعض المقربين منه، ومنهم رئيس الفريق سعيد الناصيري، الذي دعاه وألح عليه لطي الماضي وفتح صفحة جديدة.
منذ حادثة 15 فبراير 2020، أدرك المترجي، الملقب بـ"أبو جنة"، أن عليه أن يتغير 360 درجة من أجل نفسه وعائلته الصغيرة ومساره الرياضي، فقرر أن يبدأ من جديد، وأن يجتهد ويعمل أكثر في هدوء، ويتسلق المراتب في صمت، وأدرك أيضا، من بعض المقربين منه، أنه إذا سار على الطريق الصحيح سيصل بدون شك إلى ما يطمح إليه، وسيخلق لنفسه فرصة أو فرصا كثيرة لرد اعتباره أمام الجمهور الودادي.
يقول وليد الركراكي، مدرب الوداد، إنه حين جاء إلى النادي، كان يعرف وضعية اللاعب وعلاقته مع الجمهور، موضحا: "قلت له ثق في، أريد منك شيئا واحدا فقط، أريدك أن تجتهد وتظهر لي أني أخطئ حين أبقيك احتياطيا أو أبعدك عن التشكيلة الرسمية. وها هو الآن زهير واحد من أبرز اللاعبين في البطولة".
رفض المترجي النفي، فقد كان يدرك أن الرحيل، هو استسلام، فقرر تحدي نفسه والبقاء، وكتب قصة فيها الكثير من العبر، يمكن أن تكون درسا للعديد من اللاعبين الشباب الذين يستسلمون بعد أول عثرة، قصة تؤكد أن كرة القدم، لعبة لا يحكمها منطق ولا تعرف المستحيل، ومليئة بالتقلبات والأحداث غير المتوقعة.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة