مجتمع
الهراويين .. مشاتل روبوت في الابتدائي
09/06/2022 - 15:10
عبد الرحيم السموكني | فهد مرونلم يمنع تمدد الإسمنت في الحقول على مدى العشر سنوات الأخيرة، من منع زرع بذور من نوع خاص، ليست فلاحية بالمرة، بل رقمية. ففي منطقة الهراويين، بشمالها وجنوبها، تواصل المدينة المتروبولية اكتساح ضواحيها القروية، لينبثق شكل هجين من التجمعات الحضرية. في الهراويين، التابعة ترابيا لإقليم مديونة، صنع تلاميذ المدرسة العمومية المفاجأة قبل عام، عندما احتل مشروع في الروبوتيك لإعدادية سيدي حجاج المرتبة الثالثة وطنيا، في نهائي حضرته ثانويات تقنية شهيرة في الدارالبيضاء، ما أدى إلى تناسل نواد للروبوتيك والبرمجة، في مدارس عمومية محسوبة على العالم القروي.
يقول عزيز بويدية النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في مديونة إن وصول مشروع في الروبوتيك العام المنصرم إلى احتلال المرتبة الثالثة وطنيا، دفع إلى تشجيع نواد أخرى في سبع مدارس ابتدائية في الإقليم.
ويحكي المسؤول بأن مشروع تلميذ في إعدادية سيدي حجاج قدم تصميما لشاحنة ذكية، آلية القيادة، تقوم بتحميل وإفراغ البضائع بناء على الاستشعار بالألوان، كان المحرك الأبرز، ويقول "تقبلنا بداية فوز المشروع على المستوى الجهوي، رغم أن المنافسة كانت تضم ثانويات تقنية عريقة، لكن عندما وصل المشروع إلى النهائي على المستوى الوطني، يمكن القول إنها كانت مفاجأة". ووفق المسؤول، فإن هذا الإنجاز أظهر أن المنطقة تتوفر على مواهب كبيرة، لهذا قررنا أن نوجه دعما لهذه الأندية، ونعطي أولوية للأنشطة الموازية، سواء كانت في التخصصات التقنية أو الفنية.
كيف يمكن العثور على مواهب في البرمجة في مدرسة عمومية وفي العالم القروي؟ تضم الهراويين أكبر مدرسة من حيث الكثافة، وتنقسم إلى شمالية، مبنية بشكل عشوائي، رأت النور في التسعينيات، وكانت نقطة جذب للمهاجرين القرويين الراغبين في الاستقرار ضواحي المدينة، أما الهراويين الجنوبية، فهي مصممة بشكل حديث وتضم بالأساس سكان كاريان سنطرال الشهير، يقول المعتصم السليماني، وهو رجل تعليم وإطار تربوي بالمديرية الإقليمية لمديونة، إن "تأسيس نواد لسكراتش، قبل خمس سنوات، شكل أول بذرة رقمية زرعت في أقسام الأنشطة الموازية ببعض المؤسسات التعليمية في الإقليم، وتحديدا منطقة الهراويين، اليوم نرى بعض النتائج، إذ وصلنا إلى سبع أندية، وفضلا على جائزة العام الماضي، فاليوم لدينا تلميذان وصلا إلى الامتحانات النهائية للقبول في كلية محمد السادس متعددة التخصصات في بن جرير، شعبة البرمجة".
في هذه النوادي التعليمية، سواء في مدرسة عمر بن عبدالعزيز أو مدرسة أبي العلاء المعري أو أحمد بوكماخ أو أبي بكر الصديق، يفضل التلاميذ قضاء وقت أكبر في صالات الروبتيك، ويطالبون بحصص أطول. بالنسبة لمعتصم السليماني، فقبل الحديث عن الموارد، يجب أن ندرك أن تعليم المعلوميات في المغرب يقتصر فقط على المكتبة، أي "البيروتيك"، وهي في الغالب برامج "وورد وإكسيل وباور بوينت"، في حين تركز حصص الأنشطة الموازية على زرع أولى مفاهيم البرمجة".
ويضيف "بالنسبة لهذه السنة، نشتغل على مفهوم الاستشعار لدى الآلة، وكيف يمكن تمرير الأوامر من الإنسان للآلة. إن الأهم في البداية هو لفت انتباه التلاميذ لهذه التخصصات، ليبقى الأمل النهائي والأكبر أن نرى يوما ابتكاراتهم ومشاريعا خاصة بهم".
في جميع الأندية بالمدارس الخمس، هناك أطفال يحلمون بالاختراعات، من يطمح إلى التعمق في دراسة البرمجيات والتخرج كمهندس برمجيات ومعلوميات، وآخر يفكر في صناعة غواصة ومروحية في آن، وثالث يفكر في سيارة مقاومة للجاذبية.
بالنسبة لإنشاء ناد للروبوتيك، يتطلب الأمر حواسيب، ولوحة "أردوينو" يبدأ سعرها من 3 آلاف درهم إلى 9 آلاف درهم، وأغلب الأقسام جرى تجهيزها بتعاون بين جمعية التعاون المدرسي وجمعيات الآباء.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع