مجتمع
التهاب الكبد الفيروسي (س) .. تشخيص مبكر وأدوية مجانية
28/07/2022 - 16:19
وئام فراجالتهاب الكبد الفيروسي (س) مرض معد يصيب الكبد، يسببه الفيروس الكبدي الوبائي من نوع (س)، ويختلف من شكل حاد يدوم بضعة أسابيع، إلى مرض مزمن يصاحب المريض مدى الحياة، كما قد يؤدي تقدم الإصابة به إلى مضاعفات خطيرة مثل تليف أو سرطان الكبد.
125 ألف مصاب
وحسب بيانات المسح الوطني لنسبة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي بالمغرب، التي كشفت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمناسبة إطلاق أول حملة وطنية للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي (س)، يقدر معدل انتشار التهاب الكبد الفيروسي (س)، بحوالي 0,5 بالمائة بين عموم السكان، كما يقدر عدد المصابين بالفيروس المزمن بـ125 ألف شخص، وتبقى هذه النسبة عالية وسط الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
وفي هذا الإطار، أوضح البروفيسور محمد الطاهري، أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، والكاتب العام للجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي، أن التهاب الكبد الفيروسي (س) مرض صامت يمكن أن يصيب الإنسان بدون أي أعراض، مشيرا إلى إمكانية تطوره من مرض صامت إلى مسبب أساسي في تشمع الكبد أو سرطان الكبد، فضلا عن تسببه في مضاعفات أخرى من بينها نقص في عضوية الكبد.
ونادرا ما يمكن ملاحظة أعراض حادة على المريض مثل الحمى واصفرار الجلد وقلة الشهية والغثيان، وآلام البطن، ولون رمادي في البراز أو البول الداكن.
وحول الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الالتهاب، أبرز البروفيسور الطاهري، في تصريح لـSNRTnews، أن كل شخص معرض للإصابة بالاتهاب الكبد الفيروسي (س)، إلا أنه يصيب خصوصا مرضى غسيل الكلي، وحاملي الأمراض المنقولة جنسيا، وعائلات المصابين بهذا الفيروس، فضلا عن الأشخاص المصابين بنقص المناعة البشرية، ومتعاطي المخدرات، وعاملات الجنس، ومثليي الجنس وغيرهم.
وشدد الكاتب العام للجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي على أهمية الوقاية من المرض عبر الحرص على عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الغير؛ مثل فرشاة الأسنان وأدوات الحلاقة والحقن وكل أداة حادة مستعملة، من أجل تفادي التعرض لحادث مرتبط بدم شخص مصاب بالمرض.
وأشار، في السياق ذاته، إلى إمكانية انتقال العدوى إلى الأم الحامل، ما يستدعي إجراء فحص للتيقن من عدم الإصابة بالفيروس قبل الولادة تفاديا لنقل العدوى إلى الجنين.
وعلى مستوى العلاجات المتاحة، أكد البروفيسور محمد الطاهري أن العلاجات الموجودة ناجعة مقارنة بالسابق، موضحا أن الأدوية المضادة لالتهاب كانت تؤخذ عن طريق الحقن في مدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، كما كانت لها أعراض جانبية عديدة مثل التسبب في أمراض الغدة الدرقية ونقص الكريات البيضاء والحمراء والاكتئاب.
1700 مركز تشخيص
أما الأدوية الحالية، يضيف البروفيسور الطاهري، تؤخذ عن طريق الفم، ولا تحمل أي أعراض جانبية، كما تصل نجاعتها إلى حوالي 95 في المائة، وتقضي نهائيا على الفيروس في 95 في المائة من الحالات.
وأكد أنه في إطار الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت شعار "من أجل مغرب بدون التهاب الكبد الفيروسي (س)"، سيتم إجراء الفحص والتشخيص المبكر للفئات المستهدفة، خاصة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 40 سنة، وتوفير الأدوية للمصابين داخل المستشفيات العمومية بالمجان، لافتا إلى أن دراسة وطنية أظهرت أن الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 40 سنة يواجهون خطر الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي أكثر من غيرهم وذلك بخطر 1 في المائة.
وحسب معطيات توصل بها SNRTnews، سيتم إجراء الفحوصات في 1700 مركز تشخيص يشمل مؤسسات الصحة العمومية، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات السجنية، والمراكز المرجعية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.
وتتوزع على المنظمات غير الحكومية بـ420 ألف اختبار سريع لفيروس التهاب الكبد (س)، والمندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج بـ5000 اختبار سريع، والمديريات الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بـ101 ألف اختبار سريع.
تتبع الحالات
وسيستفيد من هذه الاختبارات المرضى الذين يعانون من عوامل التعرض لفيروس التهاب الكبد (س)، ومرضى غسيل الكلي، والحوامل في استشارة ما قبل الولادة، والمرضى الحاملين لأمراض منقولة جنسيا، والأشخاص المصابون بنقص المناعة البشرية، والرجال والنساء فوق 40 سنة.
وفي المؤسسات السجنية سيستفيد من الفحوصات المتعلقة بالتهاب الكبد الفيروسي (س) الأشخاص الذي تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق.
وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية توفير مجموعة من الخدمات بعد الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي (س) عن طريق اختبار سريع مصحوب باستشارة قبل الاختبار وبعده، تتجلى أساسا في إحالة الحالات الإيجابية إلى مراكز رعاية التهاب الكبد الفيروسي (س)، وتأكيد حالات التهاب الكبد المزمنة في المختبرات الجهوية أو الإقليمية عن طريق اختبار الحمولة الفيروسية، فضلا عن علاج الالتهاب بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر (AAD)، ومتابعة المرضى وتأكيد الشفاء عن طريق فحص الحمولة الفيروسية بعد 12 أسبوعا من نهاية العلاج.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
عالم
عالم