نمط الحياة
إيزة جنيني: ولدت ولادتين الأولى بالبيضاء والثانية بالكارة
24/09/2022 - 17:36
إكرام زايداعتبرت السينمائية إيزة جنيني الاحتفاء بها في النسخة الحالية من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، مفاجأة لها ومبعث سعادة واعترافا بانتمائها للسينما المغربية التي قدمت لخزانتها العديد من الأعمال سواء التي أنتجتها أو وزعتها أو أخرجتها.
التكريم في المهرجان الوطني للفيلم طنجة مفاجأة
لم تكن إيزة جنيني تتوقع تكريمها في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، لأنها تحضر فعالياته لأول مرة ولأنه لم يسبق لها عرض أيا من أعمالها السينمائية في دوراته الماضية.
تقول "أعتبر نفسي منتمية للسينما المغربية عند النظر إلى مساري السينمائي الذي يمتد لعقود، وبفضل هذا الانتماء يتم تكريمي هنا".
حضور المغرب في مسار إيزة جنيني
يحضر المغرب في المسار الفني للمخرجة إيزة جنيني على غرار حضوره في مسارها الشخصي، منذ بداية اشتغالها في الحقل السينمائي.
تقول "ولادتي الأولى كانت في مدينة الدار البيضاء، أما ولادتي السينمائية فكانت في منطقة الكارة لأن البذرة الأولى لشغفي بالسينما كانت في هذه الرقعة الجغرافية، حيث الموسم والسوق والعديد من التفاصيل التي ولدت إيزة السينمائية".
حكاية إنتاج فيلم "ليام آ ليام"
حضرت إيزة جنيني حفلا فنيا أحيته مجموعة "ناس الغيوان" في العاصمة الفرنسية باريس بإيعاز من صديقتها الفرنسية التي كانت محبة لناس الغيوان نهاية السبعينيات.
اندهشت إيزة من كيفية تفاعل الجماهير مع هذه الموسيقى التي شدت انتباهها، في الوقت الذي كانت محبة وشغوفة بموسيقى الريغي.
تقول "عندما شاهدت فيلم "ليام آ ليام" شدت انتباهي أول لقطة كانت للراحل العربي باطما، على النحو الذي شدني صوته الخاص. وبعد تواصل المعنوني معي بخصوص ترويج فيلم يتضمن حفل لناس الغيوان، اقترح علي الاشتغال على عمل وثائقي يهم المجموعة، ومن هنا انطلق العمل وأنتجت الفيلم".
"ليام آ ليام" في مهرجان كان السينمائي
شرعت جنيني في توزيع الأفلام المغربية، مستهلة هذا المسار بفيلم "ألف يد ويد" للمخرج سهيل بن بركة سنة 1973.
تقول جنيني "كنت أشرف حينها على إدارة قاعة سينمائية خاصة في باريس، حيث كان يلتقي عدد من لجان الانتقاء الخاصة بمهرجانات سينمائية على غرار روتردام وكان وأسبوع النقد".
"ولأني كنت أعرف أعضاء هاته اللجان، تواصل جنيني، فقد قدمت لهم فيلم "ليام آ ليام"، ليتم اختياره للمشاركة في قسم "نظرة ما" لمهرجان "كان" السينمائي في دورته لسنة 1978، كما اختير فيلم "جرحة في الحائط" للمخرج الجيلالي فرحاتي للمشاركة في أسبوع النقد".
الفيلم الوثائقي.. الاختيار الملهم
تعتبر جنيني أن اشتغالها في الفيلم الوثائقي اختيارا ملهما بالنسبة إليها، لم يفرض عليها ولم تخطط له ولم تتصوره من قبل.
تقول "حينما أنجزت أول فيلم وثائقي لي، كنت أبلغ من العمر 46 سنة، وقبلها كان لي مسار سينمائي من خلال اشتغالي في مجال الإنتاج والتوزيع السينمائيين".
أول تجربة إخراج فيلم وثائقي
لم تكن إيزة جنيني مستعدة لخوض تجربة الإخراج السينمائي، لهذا اقترحت على المخرج أحمد المعنوني ومخرجين آخرين تولي إخراج أعمال وثائقية حول فن العيطة وحول الفنانة الراحلة فاطنة بنت الحسين.
لكن إيزة قررت بعد مدة خوض عالم إخراج الأفلام الوثائقية، رغم أنها لا تملك خلفية عن هذا التخصص.
تقول "خضت أول تجربة إخراج وأنا لا أعلم شيئا عن الإخراج، لذا كنت حريصة أن يشتغل معي المتمكنون في مجالاتهم. وهو ما جعلني أكتسب التجارب تدريجيا، وأتعلم من الهفوات التي ارتكبتها من عمل إلى آخر".
تضيف إيزة "كل فيلم يشكل مغامرة متفردة بالنسبة إلي، وعندما نقيم الأعمال التي قدمتها في مساري نرى مجموعة متجانسة فيما الحقيقة هي أن لكل عمل خصوصيته وظرفيته وفريقه وشركاؤه".
ارتباط دائم بالتراث المغربي
ولدت إيزة جنيني في المغرب، وغادرته متجهة نحو فرنسا حيث عاشت فترة شبابها، محاولة التشبع بالثقافة الغربية بعيدا عن ثقافة بلدها الأصلي المغرب.
التقت جنيني العديد من الأشخاص الذين أثروا في مسارها الفني، على غرار الراحلين الطيب الصديقي وعبد الله الستوكي اللذين بفضلهما أتيحت لها فرصة الاستماع والاستمتاع بالتراث المغربي وموسيقاه.
تقول " اكتشفت الدقة المراكشية في مهرجان أصيلا، ومن هنا بدأت علاقتي بمختلف الألوان الموسيقية التراثية. ثم أحدثنا بمعية الراحل الطيب الصديقي، مهرجان "الموسيقى أولا"، وكنت حينها أعرض الأفلام السينمائية على جدران الصويرة، وهذا خلق لدي متعة كبيرة تقاسمتها مع ساكنة المدينة".
جنيني.. رفض للقب المخرجة المغربية اليهودية
ترفض جنيني توصيفها بالمخرجة المغربية اليهودية، لأن هاجس اشتغالها في الأفلام الوثائقية ينطلق من صدقها وذاتيتها للوصول إلى الآخر بسهولة ويسر حيثما كانت رقعته الجغرافية.
تقول "لا أحب تصنيفي في خانة معينة، لأني أروي في أعمالي قصصا خاصة بي بعيدا عن أية بعد ديني".
سوق الخميس.. جديد إيزة جنيني
تشتغل جنيني على اللمسات الأخيرة لفيلمها الوثائقي الجديد "سوق الخميس د الكارة" الذي اشتغلت فيه استنادا للمادة الأرشيفية التي وظفتها في فيلمها الوثائقي السابق "ولاد مومن" سنة 1994.
عن هذا العمل، تقول "إنه فيلم بدوي صور في قلب المغرب، اشتغلت فيه بصدق وتحدثت فيه عن ذاتي بشكل حقيقي وأملي أن يتمثل الآخر ذاته فيه خلال العرض المقرر له ضمن مهرجان سينمائي سيقام في إسرائيل ويحتفي بالمغرب شهر نونبر 2022".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة