عالم
رئاسيات البرازيل .. توقعات بفوز لولا من الدورة الأولى
25/09/2022 - 10:27
أ.ف.بويخوض السباق 11 مرشحا، لكن الاهتمام ينصب على المنافسة بين الرجلين، إذ تبين أحدث استطلاعات نوايا التصويت لمركز "داتافوليا" أن لولا اليساري سينال 47 بالمائة من الأصوات، فيما سينال بولسونارو اليميني المتطرف 33 بالمائة.
ومنذ أشهر تشير الاستطلاعات بشكل ثابت إلى أن لولا (زعيم حزب العمال) سيفوز بولاية رئاسية ثالثة في أكبر قوة اقتصادية في أمريكا اللاتينية، بعدما تولى رئاسة البلاد لولاية أولى في العام 2003 وثانية في 2010.
ولدى خروجه من السلطة كانت نسبة التأييد للولا، العامل السابق في قطاع التعدين، تبلغ 87 بالمائة، لكنه أدخل السجن بين العامين 2018 و2019 في قضية فساد ومنع حينها من الترشح للرئاسة. ومن شأن انتخاب الزعيم العمالي البالغ 76 عاما رئيسا أن يتوج عودته بقوة إلى السلطة.
وقالت فرناندا مانيوتا المحللة في "مؤسسة أرماندو ألفاريس بنتيدو"، ومقرها ساو باولو، إن "استطلاعات الرأي تشير إلى إمكانية حقيقية لفوز لولا من الدورة الأولى" في الثاني من أكتوبر.
ويمكن أن يستفيد لولا من "تصويت تكتيكي" إذا "تحولت إليه أصوات ناخبي مرشحين أقل تنافسية على غرار سيرو غوميش"، في إشارة إلى مرشح وسط اليسار الذي تضعه الاستطلاعات في المرتبة الثالثة مع سبعة بالمائة من الأصوات متقد ما على مرشحة اليمين الوسط سيمون تابت (5 بالمائة).
وبات "التصويت التكتيكي" العنوان الأكبر لحملة لولا الانتخابية.
واعتبرت كارولينا بريغيدو كاتبة المقالات في موقع "يو.او.ال" الإخباري أن "الموقف النموذجي للناخب البرازيلي هو انتظار دنو موعد الانتخابات للتصويت للأوفر حظا".
في الأيام الأخيرة استفاد لولا من موجة تأييد له، إذ دعا الرئيس الأسبق فرناندو هنريك كاردوسو البرازيليين إلى التصويت "للديموقراطية". كذلك أيدت دعوته وزيرة البيئة السابقة مارينا سيلفا.
وطالب سياسيون ومثقفون يساريون في أمريكا اللاتينية سيرو غوميز بالانسحاب لتسهيل فوز لولا.
لكن بولسونارو، زعيم الحزب الليبرالي، البالغ 67 عاما يبدو بدوره واثقا من الفوز، إذ قال خلال تجمع في ولاية ميناس حيرايس (جنوب شرق)، يوم الجمعة، "سنفوز من الدورة الأولى".
وعلى تلغرام تشن شبكات مؤيدة لبولسونارو حملة تشدد فيها على أنه في حال لم تفض الانتخابات إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته، ستكون نتائج الاستحقاق مزورة.
ويسود تخوف من أن يتكرر في البرازيل مشهد اقتحام مقر الكونغرس الأمريكي.
وقالت مانيوتا "قد يكون ذلك خطيرا"، وأضافت "من المرجح جدا أن يشير بولسونارو إلى وجود تزوير انتخابي على غرار (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب، هذا الأمر سيحفز داعميه".
فضابط الجيش السابق يمكنه أن يعول على مجموعات من مناصريه على استعداد للقيام بأي تحرك. وبلسونارو نفسه سبق أن وجه انتقادات حادة لمؤسسات الديموقراطية في البرازيل، لا سي ما المحكمة العليا، وشن حملة عنيفة ضد الاقتراع الإلكتروني معتبرا أنه يعزز احتمالات "التزوير".
فمن المستحيل إذا التكهن بما سيحصل بعد الدورة الأولى.
بدلا من عرض البرامج الانتخابية، طغت الاتهامات الشخصية على حملتي بولسونارو ولولا وسط اتهامات بـ"السرقة" و"انعدام الكفاءة".
والسبت دعت صحيفة "أو غلوبو" لولا إلى "طرح برنامج اقتصادي متماسك" لأن "أحدا لا يعرف كيف سيحكم إذا فاز".
وخلال الحملة جال المرشحان على مختلف الولايات البرازيلية وعقدوا اجتماعات كثيرة وارتديا سترة واقية من الرصاص.
وبات ملف البيئة والمناخ في بلاد تضم الجزء الأكبر من غابة الأمازون، هامشيا، إذ تقدمت عليه ملفات الجوع والتضخم والفساد التي تثير قلق غالبية سكان البرازيل البالغ عددهم 214 مليونا.
ولتوسيع نطاق حملته سعى لولا لاستمالة الإنجيليين الذي يشكلون مع قطاعي المنتجات الزراعية والأسلحة القاعدة الانتخابية لبولسونارو.
واختار لولا لمنصب نائب الرئيس الحاكم السابق لولاية ساو باولو المعتدل جيرالدو ألكمين من اليمين الوسطي، في خطوة لطمأنة الأسواق المتوجسة من انتخابه.
من جهته، يسعى بولسونارو إلى استمالة القواعد الانتخابية النسوية إذ تنبذه الناخبات بغالبيتهن بسبب تصريحاته المتحيزة جنسيا. وهو أجرى حملات انتخابية في منطقة الشمال الشرقي، معقل لولا، لكن يبدو أنها لم تحقق نتائج تذكر بحسب الاستطلاعات.
ويتم تداول الكثير من المعلومات المضللة على شبكات التواصل الاجتماعي. ويتناقل المرشحون أنفسهم هذه المعلومات المضللة على شبكات التلفزة وحتى على منبر الأمم المتحدة كما حصل الثلاثاء الماضي خلال خطاب بولسونارو أمام الجمعية العامة.
وسيشهد الأسبوع المقبل بذل الخصمين اللدودين جهودهما الانتخابية الأخيرة مع مشاركتهما في تجم عات كبرى. وبعدما تغيب السبت، من المتوقع أن يشارك لولا الخميس في مناظرة تلفزيونية مرتقبة بشدة.
مقالات ذات صلة
عالم
رياضة
عالم
نمط الحياة