إفريقيا
جنوب إفريقيا .. إغراق شعب قوس قزح في الظلام
15/12/2022 - 13:48
وكالة المغرب العربي للأنباءلقد تفاقمت أزمة الكهرباء في جنوب إفريقيا بشكل مطرد منذ الشتاء الماضي (ماي-أكتوبر)، حيث قررت "إسكوم " الانتقال إلى مستويات أعلى من انقطاع التيار الكهربائي بعد حدوث العديد من الأعطاب التي أثرت على قدرتها على الإنتاج.
ويعتبر المواطنون والمقاولات الانتقال إلى المستوى 6 من أصل 8 انقطاعات للتيار الكهربائي، والذي يسمى "فصل الأحمال" كابوسا حقيقيا، الأمر الذي خلف مشاعر من الغضب والسخط في بلد يعتبر من أكثر البلدان تصنيعا في إفريقيا.
وهكذا ألقى نقص الطاقة بظلاله بشكل كبير على ثقة المستثمرين وإنتاج المقاولات خلال الربع الثاني من هذا العام ، مما تسبب في انكماش الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة، وفقا لأرقام وكالة الإحصاء الجنوب إفريقية .
وأكد محافظ البنك المركزي، ليسيتجا كغانياغو، أن نمو اقتصاد جنوب إفريقيا سيتأثر بشكل خطير في عام 2022 ، حيث شهدت البلاد أطول فترة انقطاع للتيار الكهربائي. وتم تعديل توقعات النمو الخاصة به، إذ انخفضت من 2.5 في المائة إلى 1.9 في المائة.
ويرى المحلل ديل ماكينلي أن شركة "إسكوم " تواجه مشكلة هيكلية لا يمكن معالجتها على المدى القصير، مسجلا أن أزمة الكهرباء تعد إرثا تاريخيا عميق الجذور. وقال إن البلاد يجب أن تتوقع المزيد من انقطاعات التيار الكهربائي في السنوات القادمة.
واعتبر ماكينلي، في هذا الصدد، أن أصل المشكلة يكمن في فشل أسطول محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بسبب نقص الصيانة والاستثمار الذي استمر لأكثر من عقد من الزمان.
وأشار إلى أن السؤال المطروح حاليا هو متى سيشرع منتجو الطاقة المستقلون في الدخول على الخط لتخفيف العبء على الشركة العامة غير القادرة على ضمان إمدادات مستقرة للبلاد.
في أعقاب ذلك، بدأت مدن جنوب إفريقيا الرئيسية في سباق مع الزمن لإيجاد بدائل للطاقة التي توفرها إسكوم . وقد أعلنت مدينة جوهانسبرغ، القلب الاقتصادي والمالي للبلاد، مؤخرا عن عزمها إطلاق إطار عمل قريبا يهدف إلى ضمان إمدادات الطاقة من لدن منتجي الطاقة المستقلين.
وبدأت مدينة كيب تاون، الواقعة في الجنوب الغربي من البلاد، بالفعل في عملية تنويع مصادر الإمداد بالكهرباء، من أجل الحد من تأثير انقطاع التيار الكهربائي على المردودية الاقتصادية والأسر.
ومن هذا المنطلق ، دعت أحزاب المعارضة إلى تغيير جذري في السياسة لإخراج البلاد من الظلام الذي تفرضه الشركة العامة المنكوبة.
ودعا التحالف الديمقراطي إلى مزيد من الاستثمار في توليد الكهرباء من طرف القطاع الخاص وإدراج مصادر الطاقة المتجددة ومنتجي الطاقة المستقلين في الشبكة لسد الفجوة بين العرض والطلب. وحذر زعيم الحزب جون ستينهاوزن من أن البلاد تواجه وضعا "كارثيا" حيث فشلت شبكة الكهرباء الوطنية في إبقاء الأضواء منيرة، وهو ما يعتبر بحسبه ، نتيجة مباشرة لعقود من الفساد وسوء التدبير.
فبينما أعلنت حكومة جنوب إفريقيا عن عدة خطط لضمان إمداد موثوق به لشبكة الكهرباء الوطنية ، بما في ذلك من خلال استيراد الكهرباء من البلدان المجاورة ، يبدو أن هذه الحقيقة القاتمة التي تتخلل الحياة اليومية لبلد نيلسون مانديلا قائمة فعلا وقد تستمر لفترة طويلة.
ووفقا لخبراء من جنوب إفريقيا، لا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه لوضع حد لهذه الأزمة التي تشل البلاد وتهدد الجهود المبذولة لضمان الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة كوفيد.
مقالات ذات صلة
إفريقيا
إفريقيا
إفريقيا
إفريقيا