سفيان البقالي في 2022.. شعلة ألعاب القوى العالمية

توج البقالي، شهر يوليوز الماضي، بذهبية سباق 3 آلاف متر موانع، ضمن النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأمريكية، بعد أن قطع مسافة السباق بزمن 8.25:13 دقائق، متقدما على وصيفه في الألعاب الاولمبية الإثيوبي لاميشا غيرما، والكيني كونسيسلوس كيبروتو.

وبعد هذا الإنجاز العالمي، توصّل البقالي ببرقية تهنئة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جاء فيها: "وبهذه المناسبة، نعرب لك عن تقديرنا لهذا الإنجاز الجديد الذي مكنك، مرة أخرى، بفضل ما تتحلى به من روح تنافسية، وغيرة وطنية راسخة، من رفع العلم الوطني عاليا، وإثراء الرصيد الرياضي المغربي ببطولات دولية".

وحظي سفيان البقالي باستقبال الأبطال في مطار الرباط سلا، أثناء عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد التتويج العالمي، كما حظي باستقبال شعبي كبير بمسقط رأسه بمدينة فاس.

وأشادت البطلة المغربية الأولمبية السباقة نوال المتوكل، بأداء البقالي، منوهة بعبقرية وذكائه العالي في إدارة السباقات التي يخوضها، وقدرته على التحكم فيها من البداية إلى النهاية.

وعن المسار الفريد للبقالي، وتطور أدائه سنة بعد أخرى، يقول العداء المغربي السابق إبراهيم بولامي، في حديثه لـSNRTnews: "إنه مسار مثالي من عداء متفان ومجتهد وحريص على الالتزام"، مضيفا: "مسار سفيان البقالي في التطور سنة بعد أخرى، يجب أن يكون مثالا وعبرة في تحفيز العدائين الشباب".

وهو الكلام نفسه الذي قاله عبدالله بوكراع، المدير التقني الوطني لجامعة ألعاب القوى، عن هذا البطل، مباشرة بعد تتويجه بذهب بطولة العالم بيوجين، إذ أكد أن سفيان يمثل نموذجا لجيل بكامله من الرياضيين الجدد، لأنه، برأيه، سيزيد حماسهم، ورغبتهم في الفوز.

وقبل اللقب العالمي، فاز البقالي بسباق 3000 متر موانع، المدرج ضمن ملتقى الدوحة للدوري الماسي لألعاب القوى، شهر ماي من السنة الجارية، كما فاز العداء الأولمبي المغربي بسباق 3000 م موانع، الذي جرى شهر يونيو الماضي، ضمن منافسات ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى، ضمن الجولة الرابعة من العصبة الماسية.

وتُوّج المسار المميز للبقالي هذه السنة بتتويجه أفضل رياضي إفريقي، حيث أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى، شهر دجنبر الجاري، عن اختيار سفيان البقالي أفضل رياضي لعام 2022 في إفريقيا.

ولم يصل البقالي إلى ما وصل إليه، بسهولة، فقد شق طريقه بثبات بداية من المدرسة إلى غاية البوديوم الأولمبي فالعالمي، بتضحيات كبيرة جدا، وهي التضحيات التي يعرفها جيدا من خبروا معسكرات إيفران، بتداريبها الشاقة في الملعب والغابة (السيريات والفارتليك)، فضلا عن تجمعات المعهد الوطني بالرباط.

ومثلما آمن الوالدان بابنهما، مشروع البطل، فقد استقر في قلب المدرب كريم التلمساني، الذي صار له أبا ثانيا، أن هذا الشبل سيكون له باع طويل في ألعاب القوى، بحيث راهن عليه، وراح يمنحه أغلب وقته، وبكل الأريحية الممكنة.

وسيذكر تاريخ ألعاب القوى العالمية أن مغربيا، اسمه سفيان البقالي، قهر الأبطال الكينيين في سباق 3 آلاف متر موانع، وأصبح سيدا لهذا السباق.