اقتصاد
الهيدروجين الأخضر .. فرص المغرب في سوق النفط الجديد
28/12/2022 - 15:06
يونس أباعليأبرز تقرير حديث، أنجزه بنك الاستثمار الأوروبي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية والاتحاد الإفريقي، الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وكيف يمكن للقارتين الإفريقية والأوروبية الاستفادة منها.
ويجمع التقرير بين تحليل فرص الاستثمار المتاحة في محاور "موريتانيا-المغرب"، و"جنوب إفريقيا-مصر"، مع وضع خارطة طريق للحلول التقنية والاقتصادية والبيئية والمالية التي يمكن أن تطلق التنمية في القارتين عن طريق الهيدروجين الأخضر لخفض تكلفة الإنتاج الطاقي.
وحث التقرير المغرب والدول الرائدة في المجال على تعبئة استثمارات القطاع الخاص، وخلق شراكات قائمة على احتياجات السوق.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يرى أن القارة الإفريقية، عبر المملكة، يمكنها أن تساهم في إنتاج طاقة نظيفة، مشيرا إلى مشاريع المغرب في مجالات إنتاج الطاقة الشمسية والريحية.
وأبرز أن تسخير الطاقة الشمسية في إفريقيا، لإنتاج 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2035، سيساعد في تأمين إمدادات الطاقة العالمية، وخلق مناصب شغل، وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، وتحسين القدرة التنافسية العالمية، والوصول إلى المياه النظيفة والطاقة المستدامة.
وبحسب خلاصات التقرير، فإن إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر يمكن أن يتضمن استثمارا قدره تريليون أورو وزيادة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي، مما يخلق مئات الآلاف من المناصب الدائمة والمؤهلة في جميع أنحاء إفريقيا.
وبدأ المغرب تموقعا جديدا في مجال الطاقة النظيفة، إذ بعدما سجل تقدما كبيرا في الطاقة الشمسية، يدأ يركز على الهيدروجين الأخضر، ويمكنه أن يستحوذ على حصة من الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، تقدر بما بين 2 و4 في المائة في أفق العشرة أعوام المقبلة، بحسب تقارير رسمية.
يشار إلى أن المغرب وقع، في أكتوبر الماضي، اتفاقية الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة والمناخ والبيئة، ستمكن من استثمار كافة الفرص المتاحة للطرفين، على صعيد الأمن الطاقي، والهيدروجين الأخضر.
رؤية ملكية
وكان جلالة الملك محمد السادس ترأس، يوم الثلاثاء 22 نونبر 2022، جلسة عمل خصصت لتطوير الطاقات المتجددة والآفاق الجديدة في هذا المجال.
تندرج جلسة العمل في إطار التتبع المنتظم لصاحب الجلالة للأهداف الاستراتيجية التي حددتها المملكة في مجال تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع، ولاسيما ما يتعلق برفع حصة هذه الطاقات إلى أزيد من 52 بالمائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030.
وتجلى أن التنافسية المتصاعدة للطاقات المتجددة تفتح آفاقا واعدة للمملكة، ولاسيما في مجالات تحلية مياه البحر والقطاع الواعد للهيدروجين الأخضر واستخداماته، لذلك بهدف الارتقاء بالمغرب إلى نادي الدول ذات المؤهلات القوية في هذا القطاع المستقبلي، والاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون، أعطى جلالة الملك تعليماته ببلورة "عرض المغرب" عملي وتحفيزي في أقرب الآجال، يشمل مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، حيث يتعين أن يشمل، إلى جانب الإطار التنظيمي والمؤسساتي، مخططا للبنيات التحتية الضروري.
فرص للتموقع
وكانت دراسة أنجزتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) خلصت إلى أن المغرب سيكون ضمن البلدان الأربع الأولى التي يمكنها أن تصبح رائدة في إنتاج الهيدروجين مستقبلا، خلف كل من أستراليا صاحبة الرتبة الأولى والشيلي والمملكة العربية السعودية.
وقالت الوكالة إنها اعتمدت تحليلا جيوسياسيا لآثار التطورات الناشئة في الهيدروجين، بالاعتماد على تقارير واستطلاع آراء خبراء المجال في عدد من الدول.
ويمكن للمغرب أن يستحوذ على حصة من الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، تقدر بما بين 2 و4 في المائة في أفق العشرة أعوام المقبلة.
وكانت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة أعلنت أن المغرب يتموقع تدريجيا كرائد حقيقي في مجال الطاقات المتجددة. وذلك في إطار رؤية ملكية متبصرة. وبذلك، تنشط المملكة في نشر مصدر جديد للطاقة النظيفة يتمثل في الهيدروجين الأخضر، باعتباره حجر زاوية في الانتقال الأخضر للقطاعات الطاقية والصناعية.
وأكدت أن استراتيجية تطوير الهيدروجين الأخضر ترمي إلى تلبية الطلب المحلي وتحسين استغلال الإمكانات الوطنية، خاصة من خلال الصادرات، وأن الاستراتيجية الوطنية، وضعت بعد توصيات الدراسة التي أكدت توفر المغرب على إمكانات كبيرة لتطوير هذا القطاع، موضحة أن المملكة يمكن أن تستحوذ على ما يصل إلى 4 في المائة من الطلب العالمي على الجزيئات الخضراء.
ولفت شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى أن ما يسمى التكنولوجيات المتصلة بـ'Power-to-X' ومن ضمنها الهيدروجين الأخضر، تعد بمثابة بدائل موثوقة تمكن من تقليص استعمال الغاز والاحتراق مع معالجة مشكل تخزين الطاقات المتجددة.
وذكر خلال أشغال القمة العالمية للطاقة بأن مجلس الطاقة العالمي بألمانيا بوأ المغرب مكانة ضمن 5 بلدان ذات إمكانات إنتاجية وتصديرية كبيرة بشأن الجزئيات الخضراء (الأمونياك، والميثانول..)، مشيرا إلى أنه بإمكان المملكة حيازة نسبة 4 بالمئة من السوق العالمية للهيدروجين، أي ما يناهز 3 ملايير دولار. وخلص إلى أن "هذه السلسلة ستمنح بلادنا، في أفق سنة 2030 وما بعدها، إمكانات هامة بشأن إحداث القيمة وفرص الشغل".
وكان رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شدد في مؤتمر دولي حول النقل المستدام نظم بمراكش أكتوبر الماضي، على ضرورة تطوير سلسلة الهيدروجين الأخضر على الصعيد الوطني، للسماح بإزالة الكربون من العديد من القطاعات الاقتصادية، مؤكدا أن المغرب يمكنه أن يصبح فاعلا رئيسيا في تطوير سلسلة الهيدروجين الأخضر على الصعيد الإقليمي.
وشدد على أن المملكة قادرة على زيادة تطوير صادراتها من الكهرباء الخضراء إلى أوروبا، أو أيضا الهيدروجين الأخضر، أو حتى مزيج من الاثنين، لأنها تمتلك الشروط اللازمة ليشكل منصة مركزية يمكنها جذب المقاولات الأوروبية الراغبة في الاستقرار بالمملكة، للاستفادة من الكهرباء الخضراء بتكلفة تنافسية.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد