اقتصاد
اقتصاد الرياضة.. كيف يمكن تثمين تألق المنتخب في مونديال 2022؟
30/12/2022 - 13:45
يونس أباعلي
أعاد تألق المنتخب المغربي في مونديال قطر النقاش حول ما يمكن للرياضة، مشاركةً أو تنظيما، أن تحققه من تنمية اقتصادية واجتماعية، خصوصا أن تداعيات الحضور في قطر بدت أكثر وضوحا كلما استمر في عبور أدوار المنافسة على مستويات السياحة والترويج لوجهة المغرب والرواج الاقتصادي الداخلي الذي تم خلقه.
والحقيقة، كما أكدت وتؤكد تقارير رسمية عدة، أن الاستراتيجية الوطنية للرياضة، التي تحدثت في جزء منها عن اقتصاد الرياضة وضرورة تطويره، لم تجد طريقا للتفعيل الأمثل، وظلت الرياضة مجرد لعبة.
في هذا الصدد سجل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في رأي سابق له، عدم إيلاء الاهتمام اللازم باقتصاد الرياضة، ووجود خصاص في تقدير نطاقه وفي دراسته، بما يسمح بالنهوض به على الوجه الأمثل.
ومن بين ما جاءت به من توصيات دعم وتطوير جميع مكونات اقتصاد الرياضة، من خلال إنجاز دراسات وطنية وجهوية، للوقوف على الفرص التي يتعين اغتنامها، وكذا توجيه الاستثمارات لتعبئتها في السياسات العمومية، وتطوير المنظومات التي يتطلبها النهوض باقتصاد الرياضة.
الرياضة ضخت الملايير في ميزانيات دول
في قطر تم الكشف عن عوائد مالية وصلت حوالي 17 مليار دولار، تحققت من إنفاق الذين قصدوا هذا البلد الخليجي لمتابعة المونديال، والذين بلغ عددهم نمو 1,2 مليون زائر. كما قدرت الأرقام الرسمية القطرية أن الاقتصاد سينمو بـ3,4 في المائة سنة 2023، فيما أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم على أن نحو 40 مليون شخص يعتزمون زيارة قطر بعد المونديال.
تشير تقارير دولية إلى أن الجامعات الرياضية التي تشارك في دورات كأس العالم من خلال عقود الرعاية تستفيد منها المنتخبات الوطنية. فمثلا جامعة الكرة بالبرازيل وانجلترا وفرنسا استفادت من مداخيل إجمالية تراوحت بين 80 و100 مليون أورو بعد مشاركتها في مونديال روسيا 2018.
ويؤكد رأيٌ سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول "اقتصاد الرياضة: خزان للنمو وفرص الشغل يجب تثمينه"، أن عددا من الدول تؤمن بأن الرياضة محرك اقتصادي، كما سجلت ذلك منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. فهي تشكل 2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي العالمي (1200 مليار أورو)، وفي 3 المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، و2,2 في المائة من سوق الشغل في بلدان الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في فرنسا كشف أن الوزن الاقتصادي للحركة الرياضية في هذا البلد يقدر بحوالي 21,8 مليار أورو سنة 2013، فيما حققت سوق السلع الرياضية رقم معاملات بلغ 12 مليار أورو سنة 2012 لفائدة 1500 مقاولة، في وقت يوفر اقتصاد الرياضة حوالي 210 آلاف منصب شغل.
أما بطولة الأمم المتحدة لكرة القدم في فرنسا فجلبت 1,22 مليار أورو سنة 2016 وانعكاساتٍ مالية قدرت بـ625,8 ملايين أورو، وعائدات للدولة قدرت بـ70 مليون أورو. أما في إسبانيا، فقد حققت السياحة الرياضية 12 مليار أورو سنة 2017.
وإلى جانب كرة القدم، تتوفر دول على رياضة الترفيه ولها ترسانة من التدابير المتعلقة بتأثرها على الاقتصاد، وفي هذا الصدد انتقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عدم توفر المغرب على أي معطيات في هذا الشأن، مشددا على أنه لم تم توفيرها لأمكن فهمُ حجم التمويلات واتضاح الرؤية أمام أصحاب القرار السياسي والاقتصادي.
الرياضة ورواج السياحة
انعكاسات المونديال بدت أكثر وضوحا في قطاع السياحة وما يرتبط به من رواج، إذ رصدت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن المشاركة ساهمت في اهتمام غير مسبوق بالمغرب بذكر اسمه أكثر من 13 مليون مرة، وتسجيل أزيد من 130 مليون تفاعلا مع محتويات "المغرب" من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تضاعفت هذه الأرقام بعد تأهل المنتخب الوطني إلى مراحل الإقصاء المباشر.
أكثر من هذا أن أسواق جديدة برزت بالنسبة لوجهة المغرب، بعيدا عن السوق الأوروبية، التي تعتبر المصدر الرئيسي للسياح إلى المغرب.
وقد أعطت الوزارة توجيهات للتحويل السريع والملموس لهذا الاهتمام العالمي إلى إيرادات سياحية، إلى جانب التفكير في خطة كفيلة بتسريع هذه الوتيرة على المديين القصير والمتوسط.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الموجة الثانية من حملة "المغرب، أرض الأنوار" التي تم إطلاقها في 20 دولة، تم تفعيل العديد من الإجراءات بغية الاستفادة من هذه الإمكانات الجديدة، فضلا عن إجراءات أخرى موجهة في المقام الأول نحو تحويل السياح المحتملين إلى سياح حقيقيين.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
رياضة
رياضة
رياضة