اقتصاد
من الموزونة إلى الورق.. كيف سك المغاربة نقودهم قبل قرون؟
25/01/2023 - 18:01
وئام فراج | حمزة بامويقرب متحف بنك المغرب زواره المغاربة والأجانب من مختلف الإصدارات النقدية التي تم سكها في المغرب وخارجه، وذلك من خلال مقاربة كرونولوجية لهذه الإصدارات تنطلق من فترة ما قبل ماكينة فاس إلى غاية تأسيس دار السكة.
افتتح يوم الثلاثاء 24 يناير 2023 بمتحف بنك المغرب بالرباط، معرض مؤقت يحمل اسم "دار السكة: فن ومهارات"، يروم تسليط الضوء على مكون أساسي في الاقتصاد المغربي وهو الإصدارات النقدية.
ويبرز المعرض الذي يعد الرابع والأخير لسلسة معارض متحف بنك المغرب التي تحتفي بالذكرى الـ20 لتأسيس المتحف، مهارات تصميم الأوراق والقطع النقدية وخصائصها الفنية.
ماكينة فاس
قطع نقدية مختلفة الأشكال والأحجام، وأوراق بنكية تؤرخ لحقب زمنية وأحداث رمزية مرت بالمملكة، تم عرضها بدقة وتسلسل كرونولوجي للتعريف بالتطور الذي شهدته الإصدارات النقدية بالمملكة، منذ إصدار أقدم قطعة نقدية لما قبل دار السكة، إلى غاية آخر الإصدارات التذكارية لبنك المغرب.
وتعود أقدم قطعة نقدية تم سكها في ماكينة فاس ما بين سنة 1306 و1310 هجرية تحت حكم السلطان مولاي الحسن الأول، إلى "موزونات ماكينة فاس"، حسب ما أكده مسؤول مصلحة المجموعات المتحفية بمتحف بنك المغرب، يوسف بوقريني.
وأصدرت ماكينة فاس، مكان نشأة العملات الحديثة بالمغرب، سنة 1888 أولى النقود المصنوعة محليا، ويتعلق الأمر بسلسلة من العملات البرونزية التي تحمل على الوجه عبارة "ضرب بفاس".

وتم الاعتماد في ضرب النقود على طريقة ميكانيكية بواسطة رقاص مستورد من ستراسبورغ (فرنسا)، الشي الذي أحدث ثورة خاصة في ما يتعلق بالطريقة القديمة لضرب النقود، وذلك من خلال الرفع من الدقة ومعدل الضرب مقارنة بالضرب التقليدي بالمطرقة.
كما كانت الغاية من هذا القرار تخفيف التكاليف المتعلقة بضرب العملات في الخارج. واستمر النشاط النقدي للماكينة حتى السنوات الأخيرة من حكم السلطان مولاي عبد العزيز.
جلالة الملك محمد الخامس .. هوية نقدية جديدة
يكشف متحف بنك المغرب عن تاريخ الأوراق البنكية بدءً من عهد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس مرورا بفترة حكم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ثم آخر الإصدارات لفترة حكم جلالة الملك محمد السادس.
وحسب المعطيات التي يقدمها المتحف، فقد مارس بنك المغرب، الذي تم إنشاؤه بموجب ظهير 30 يونيو 1959 عوض البنك المخزني المغربي، امتياز إصدار العملة الوطنية عبر طرح أولى الأوراق البنكية من فئة الدرهم للتداول سنة 1960 لتعويض الأوراق البنكية المعاد طباعتها والتي تم إصدارها خلال الفترة الانتقالية بين الفرنك والدرهم.
وتحمل الأوراق البنكية الجديدة من فئة 5 و10 دراهم على الوجه صورة جلالة الملك الراحل محمد الخامس، مرفوقة بمنظر لمدينة فاس وصومعة حسان بالرباط.

جلالة الملك الحسن الثاني .. توطيد الاستقلال النقدي
وفي سنة 1965 قام البنك المركزي لأول مرة بإصدار ورقة بنكية من فئة 50 درهما تمت طباعتها من طرف بنك فرنسا، تحمل على الوجه صورة الراحل الحسن الثاني ومنظرا لقصبة الأوداية.
وبدأ بنك المغرب اعتبارا من سنة 1987 الإنتاج المحلي للأوراق البنكية وذلك في مقر دار السكة، حيث تم طرح سلسلة جديدة منها للتداول من فئات 10 و50 و100 درهم تحمل على الوجه صورة الملك الراحل مصحوبة بمنظر لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ويتتبع تاريخ النقود الائتمانية المغربية منحى تطوري يتماشى بشكل خاص مع تاريخ القرن العشرين، حيث شهد هذا الأخير ظهور الأوراق البنكية وتجديد تقنيات ضرب وطباعة العملة مما أحدث ثورة على مستوى التقنيات الموروثة.
وتوجت رحلة المغرب نحو الاستقلال بتأسيس دار السكة في مارس 1987 من قبل جلالة الملك الحسن الثاني، تجسيدا للقرار الملكي بتزويد المغرب بوحدة إنتاج العملة الخاصة به.

جلالة الملك محمد السادس .. صورة لمغرب صاعد
تم في 2002 طرح أولى الأوراق البنكية للتداول في عهد جلالة الملك محمد السادس، وهي مصممة وفق أحدث التقنيات وتعكس من خلال ثيماتها غنى التراث الجغرافي والتاريخي والاقتصادي للمغرب.
وفي سنة 2012، تم إصدار سلسلة جديدة من الأوراق البنكية من فئة 20 و50 و100 و200 درهم، واستوحت موضوعاتها، وفق معطيات المتحف، من مفاهيم الحداثة والانفتاح والتنوع والتضامن.
وبفضل خبرتها الفريدة في المغرب، أصبحت دار السكة الشريك المتميز للعديد من الوزارات والمؤسسات العمومية لإنتاج مجموعة من الوثائق المؤمنة.
وأصبح إشعاع دار السكة دوليا لا سيما من خلال الشراكات المبرمة مع دول أجنبية لطباعة الأوراق البنكية.


مقالات ذات صلة
اقتصاد
فن و ثقافة
اقتصاد
فن و ثقافة