إفريقيا
نيجيريا .. بولا تينوبو يدعو خصومه إلى العمل معا
01/03/2023 - 23:16
أ.ف.ب
قالت اللجنة الوطنية للانتخابات إنّ تينوبو، مرشّح حزب "مؤتمر كلّ التقدّميين"، حصل على 8,8 ملايين صوت في الاقتراع الذي شهد أكبر منافسة في تاريخ نيجيريا الديموقراطي. وتقدم على منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديموقراطي الذي حصل على 6,9 ملايين صوت وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال الذي حصد 6,1 ملايين صوت.
أكثر من 25% من الأصوات
وبالإضافة إلى تصدّره النتائج على المستوى الوطني فقد حصد تينوبو أيضاً أكثر من 25% من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد على الأقلّ (24 من 36 ولاية على الأقلّ) بالإضافة إلى منطقة العاصمة أبوجا، وهو شرط لا بدّ منه لفوزه بالرئاسة. وخصه أنصاره باستقبال حار في مقر حملته الانتخابية بعيد إعلان فوزه.
وقال تينوبو متوجها للمعارضة "أدعو منافسيي إلى تشكيل فريق يضمنا جميعا. هذا وطننا الوحيد".
وكانت المعارضة اتُهمت بعمليات تزوير "هائلة" قبل إعلان النتائج حتى. وأضاف "هذا بلدنا يتعين علينا بناءه معا وإصلاح ما تحطم منه. يجب أن نعمل بشكل موحد".
وفي خطاب آخر في أبوجا، الأربعاء، خاطب المرشّح الفائز هذه المرة النيجيريين. وقال "سأعمل ليلاً ونهاراً من أجلكم وخصوصاً الصغار".
وأضاف "أطلب منكم الانضمام إلينا حتى نتمكّن من البدء في إعادة بناء بيتنا الوطني معاً".
ويتوقع أن تصبح نيجيريا البالغ عدد سكانها 216 مليوناً، في العام 2050 ثالث أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني في غرب إفريقيا المهدد بتراجع كبير للديموقراطية وبانتشار العنف الجهادي.
لم يصدر أيّ رد علني بعد ظهر الأربعاء من قبل المرشّحين الخاسرين، لكن يوسف داتي بابا أحمد الذي كان من المفترض أن يشغل منصب نائب أوبي، تعهّد بـ"أنّنا سنذهب إلى المحكمة"، كما حثّ أنصاره على "التزام الهدوء والسلام".
اتهامات عدة بالفساد
وبعد إعلان النتائج، يُمنح المرشحون 21 يوماً للطعن في الانتخابات أمام المحكمة. ويترك هذا الانتصار طعماً من المرارة لدى جزء من الشباب، الذي وضع آماله في التغيير في شخص بيتر أوبي. فقد استقطبت شخصية الحاكم السابق البالغ 61 عاماً والمعروف بنزاهته، جزءً كبيراً من الشباب المتعطّش للتغيير الذي سئم من النخب الحاكمة التي تقدمت بالسن والمعروفة بفسادها.
وقال نيكوديموس دانيال (27 عاماً) وهو سائق دراجة نارية في أونيتشا (جنوب شرق) "نحن مستاؤون"، مضيفاً أنّ "تينوبو هو واحد من الأسوأ. إنه رجل فاسد وشرير، أنا لا أثق به".
وتخلّل الصعود السياسي لتينوبو اتهامات عدة بالفساد، من دون أن تتمّ إدانته، فيما لطالما نفى هذه الاتهامات. من جهته، أشاد الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري (80 عاماً) بفوز تينوبو.
وقال "انتُخب من قبل الشعب، إنه أفضل شخص لهذا المنصب". ورغم أنه اعترف بوجود "عيوب" في العملية الانتخابية التي ندّد بها كثير من المراقبين، إلّا أنه أشار إلى أنّ ذلك لم يقوّض "انتظام" الاقتراع.
ولم تُعرف نسبة المشاركة الرسمية إلى الآن، لكنّ التقديرات تفيد بأنّها منخفضة. وأشارت منظمة "ياغا أفريكا" Yiaga Africa غير الحكومية إلى أنّ نسبة المشاركة بلغت حوالي 30 بالمئة، أي قريبة من تلك المسجلة في 2019 (33 بالمئة).
قوة ثقافية عالمية
في لاغوس المدينة الكبرى البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، استأنفت الحياة مجراها الطبيعي الأربعاء، باستثناء بعض التجمّعات الصغيرة التي ضمّت شباباً لوّحوا بأعلام الحزب الحاكم.
ويأتي ذلك فيما خسر تينوبو في معقل الحزب الحاكم، حيث صوّتت الغالبية لصالح أوبي السبت. وقال أبيولا اديسينا (47 عاماً) "يجب على البلاد أن تمضي قدُماً"، مضيفاً "نعم، إنه مسن، ولكنه منفتح الذهن وسيضمن وحدة بلادنا".
أصبحت نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، السينمائي النيجيري القوي جدًا، وموسيقى "أفروبيت" التي انتشرت بفضل فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد. لكنّ تينوبو سيرث عدداً لا يحصى من المشاكل، إذ سيضطلع بالمهمة الصعبة المتمثلة في إنقاذ البلاد التي تواجه اقتصاداً متعثّراً وعنفاً متكرّراً من قبل الجماعات المسلّحة وقطاع الطرق، في ظلّ فقر السكان بشكل عام.
ورغم أنّه كان يُنظر إلى تينوبو على أنّه المرشّح الأوفر حظّاً في هذه الانتخابات، إلّا أنّ شعبيته كانت تتراجع مع الوقت في مقابل شعبية بيتر أوبي الآخذة في الارتفاع.
يضاف إلى ذلك النقص الكبير جداً في الأوراق النقدية والوقود على مدى أسابيع قبل الانتخابات، ما فاقم من غضب النيجيريين الشديد أصلاً حيال السلطات التي لها سجل كارثي على خلفية انتشار كبير لانعدام الأمن وغلاء المعيشة.
ودعي السبت إلى الاقتراع أكثر من 87 مليون ناخب ليختاروا من بين 18 مرشحاً. وقد جرت عملية الاقتراع بهدوء عموما. منذ عودة الديموقراطية في العام 1999 جرت في نيجيريا سبعة انتخابات على المستوى الوطني شهدت كلها تقريبا عمليات طعن بنتائجها.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
إفريقيا
سياسة
سياسة