الزراعة الملحية.. مشاريع ناجحة بالمناطق الجنوبية للمغرب

وتواجه المناطق الجنوبية تحديات تتعلق بالمناخ الصحراوي وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التساقطات، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى إنتاج المحاصيل التقليدية مثل الذرة العلفية بسبب تأثير الملوحة، كما يتأثر قطاع الماشية بفعل تدهور المراعي.

وتُعرّف "الزراعة الملحية" بأنها "زراعة تقوم على زراعة محاصيل وسلالات نباتية لها القدرة على تحمل مستويات عالية من الملوحة ودرجة الحرارة، ونبعت فكرتها في الأساس من الطبيعة ذاتها ومن نمو نباتات مقاومة للملوحة بشكل طبيعي وفطري على الشواطئ الرملية ومناطق المد والجزر والأراضي السبخية وغيرها من المناطق المغمورة بالمياه المالحة".

وتعتبر "الزراعة الملحية" من الحلول التي يمكن أن تحدث ثورة في مجال الزراعة التقليدية منها الحفاظ على موارد المياه العذبة ومخزون المياه الجوفية، واستغلال المناطق الساحلية غير الحضرية والأراضي السبخية في الزراعة.

وأفاد عبد العزيز حريش، خلال ندوة نظمت على هامش المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، أن تبني محاصيل جديدة وتقنيات مبتكرة يمكن أن يساعد على تحسين الإنتاجية بالمناطق الصحراوية، حيث أظهرت المشاريع التي أطلقها كل من مؤسسة "فوسبوكراع" التابعة المكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية نجاعتها.

وتابع أن إدخال محاصيل بديلة في منطقة العيون بمحيط "فم الواد" المتأثر بالملوحة أعطى أداء زراعيا مهما، كما أثرت الأسمدة العضوية والكيماوية إيجابا على إنتاج الأعلاف، كما ساهم استبدال المحاصيل التقليدية في تحسين إنتاج الحليب وخفض تكلفة الأعلاف بنسبة تصل إلى 32 بالمائة.

وأفاد المتحدث ذاته بأن هناك إمكانيات لتطوير "الزراعة الملحية" في المناطق الجنوبية للمغرب بفضل الثروات الطبيعية المتاحة، مشيرا إلى أن المحاصيل العلفية البديلة سيكون لها دور كبير مستقبل في ظل الطلب المتزايد على الأعلاف.

وخلص إلى أن "الزراعة الملحية" هي فرصة مهمة لتحسين الإنتاجية الزراعية بالمناطق الجنوبية للمملكة ومواجهة التحديات المناخية والبيئية، مبرزا أن استغلال هذه الفرصة يتطلب الاستثمار في الأبحاث وتطوير التقنيات الزراعية الجديدة، إضافة إلى توفير التدريب والتوعية للمزارعين حول الطرق الجديدة للزراعة المستدامة.