تكنولوجيا
هل يوفر المغرب كهرباء رقمية لمراكز البيانات الضخمة؟
31/05/2023 - 10:36
عبد الرحيم السموكني | محمد شافعييقول لوران روسل، رئيس شنايدر إلكتريك، فرع إفريقيا وإيسلندا، إن الرهان اليوم منصب على تدبير الطاقة وعدم إهدارها، خاصة وأن 40 في المائة يجري تبذيرها سنويا.
ويوضح، خلال ندوة بمناسبة مشاركة الشركة الفرنسية العملاقة في معرض "جتيكس إفريقيا"، الذي انطلق اليوم الأربعاء في مراكش، إن هناك اليوم اهتماما بـ"الكهرباء الرقمية"، المولدة أصلا من مصادر نظيفة أو متجددة، لكن هناك سوء تدبير، واليوم صارت تقنيات وبرامج معلوميات حديثة تستعمل الذكاء الاصطناعي، تقوم بتدبير الاستهلاك الطاقي بشكل فعال ومعقلن.
خصصت الشركة الفرنسية متعددة الجنسيات أزيد من 76 مليون أورو للبحث والابتكار، خاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة. ووفق روسل، فإن توفير الكهرباء لتزويد مراكز البيانات الضخمة أظهر نجاعة كبيرة، ما خلق طلبا في السوق الإفريقي.
يرى روسل أن المغرب كان ذكيا واستباقيا عندما قرر سياسة انتقال طاقي صوب صفر كربون، ما جعله اليوم يجر إفريقيا إلى الأعلى، وفق قوله، في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
ويقول "على الرغم من أن إفريقيا ليست ملوثا كبيرا في العالم، ولها هامش كبير للتحرك مع حصتها في انبعاثات الكربون، إلا أن المغرب فهم أن البصمة الكربونية ستكون عاملا قويا في دعم تنافسيته أمام مصنعين كبار مثل الصين والهند، وبالتالي، فإن أبواب الأسواق الأوروبية ستكون مفتوحة أمام صادراته أكثر من غيرها، لأنها صناعة ببصمة صفر كربون، واليوم نحن نتحدث عن كهرباء 4.0؛ أي كهرباء ذكية أو رقمية، والمغرب مؤهل لأن يكون منصة القارة في هذا المجال".
يكشف لوران روسل أن شنايدر "الأم"، تمكنت من خفض استهلاك الطاقة في العقار، من 300 وات في المتر المربع إلى 180 وات في المتر المربع، بفضل اتباع فروع الهولدينغ سياسة خضراء، فكرت منذ البداية في اقتصاد الطاقة.
أما أمين بنشقرون وهو رئيس قسم الأمان المعلوماتي بشنايدر إلكتريك، فيرى أن المغرب اليوم مؤهل ليتحول إلى منصة قارية لاستقبال مراكز البيانات الضخمة، وأن تجربة مركز البيانات التابع لجامعة محمد السادس متعددة التقنيات في ابن جرير أثبت فعاليته.
ووفق بنشقرون، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم سمح بإعداد برمجيات تتحكم بشكل أفضل في استهلاك وتدبير الكهرباء، ويضيف "إن تشييد وتدبير وصيانة مركز بيانات ليس أمرا سهلا، ولكل مركز بيانات خصوصيته وطبيعة البيانات التي يضم، وبالتالي، فإن الكهرباء تبقى حيوية بالنسبة لهذه المنشآت. إنها أشبه بغرف عناية مركزة، تحتاج دوما إلى تبريد بدرجات مختلفة، وبالتالي، فإن تدبير الطاقة لها يبقى أمرا ضروريا ومصيريا".
يوضح بنشقرون أن توفر مركز بيانات على مصدر طاقة نظيف وبرنامج تدبير ذكي يساعد بشكل كبير في حصوله على شهادة Tiers 4، وهي أعلى معيار محدد اليوم لاستقبال الزبائن بخوادمهم، وهذا المعيار يمكن للمغرب الوصول إليه، لأن الهدف هو أن يحتضن المغرب مركز بيانات ضخم لإحدى شركات "غافا"، وهذا أمر ممكن، ونحن مؤهلون له، سواء بشريا أو لوجستيا".

مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
سياسة
تكنولوجيا