مجتمع
الهزات الإرتدادية بعد زلزال الحوز .. مدير الجيولوجيا : لاتدعو للقلق
14/09/2023 - 13:44
حليمة عامر
يجمع الخبراء والباحثون في الجيولوجيا على أنه بعد حدوث أي زلزال كبير، يمكن أن تحدث هزات ارتدادية، قد تستمر لأسابيع، وربما لأشهر في بعض الحالات.
وقد تصل تلك الهزات الارتدادية إلى 4 درجات على مقياس ريتشر.
وفي توضيح حول هذا الموضوع، يطمئن محمد ابن الخديم، مدير مديرية الجيولوجيا، التابعة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بأن هذه الهزات الارتدادية هي ظاهرة طبيعية ولا تدعو للقلق.
هزات ضعيفة
يعتبر المتحدث ذاته، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الهزات الارتدادية عبرة عن ردود فعل طبيعية، تحدث بسبب استمرار عدم استقرار الأرض إثر الزلزال الأول (الأساسي)، وهو ما يجعلها تصدر هزات ارتدادية لفترات معينة.
ويقول إن السبب الرئيسي لحدوث أي زلزال هو الضغط الذي تتعرض له الأرض بفعل نشاط الصفائح التكتونية، وقوة تلك اللحظة، لذلك يعتبر محمد ابن الخديم أن هذا النوع من الهزات الارتدادية ظاهرة طبيعية.
الباحث يؤكد أن بعض المناطق مثل جهة أكادير لها ميزات جيولوجية خاصة، حيث تشهد باستمرار هزات أرضية خفيفة، وهو ما يعتبر ظاهرة طبيعية في هذه المناطق، بناء على دراسات الباحثين، الذين يعتبرون أن ذلك لا يشكل سببا للقلق.
هل يمكن توقع توقيت حدوثها؟
و يشير موسى مسرور، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم ابن زهر بأكادير، إلى أنه يمكن أن يتبع أي زلزال هزات ارتدادية بنفس المنطقة، لأنها تساهم في تنفيس الطاقة من الأرض، وتمنع تجمعها تحت الطبقات الأرضية.
يقول الأستاذ الباحث إنه لا يمكن التنبؤ بدرجات ومقاييس هذه الهزات الارتدادية، ولا حتى توقيت حدوثها.
غير أنه يتضح، من خلال الدراسات التي استحضرت الزلازل التي شهدها المغرب في السنوات السابقة، أن هذه الهزات غالبا ما تكون أقل شدة من الزلزال الرئيسي.
ويؤكد المصدر ذاته أن هذه الهزات يمكن أن تستمر لشهور، غير أن شدتها تتلاشى تدريجيا مع مرور الوقت، بسبب تباطؤ حركتها.
يشار إلى أن لجنة علمية، مكونة من أساتذة وباحثين في علم الجيولوجيا، بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، قدمت معطيات علمية حول الزلزال الذي شهدته عدد من مناطق المملكة ليلة الجمعة.
اللجنة أشارت، في معطيات توصل بها SNRTnews، إلى أن هذه المنطقة تتميز بتضاريس وعرة وتلتقي فيها القمم الشاهقة التي يتعدى ارتفاعها 2500م والأودية السحيقة.
كما تتشكل بنيويا من ثلاث أصناف من الصدوع، وهي صدوع محاذية شمال أطلسية وجنوب أطلسية، والتي تحد سلسلة جبال الأطلس، فيما صدوع الدرجة الثانية، وهي بوجهة NE-SW كصدع تيزي نتاست وصدع إردوز، وصدوع الدرجة الثالثة بوجهتين E-W و WNW-ESE كصدع أغبار وصدع أوكدامت.
وتشير اللجنة إلى أن الزلزال الأخير وقع نتيجة لتقارب الصفيحتين الإفريقية والأوراسية، مشيرة إلى أنه استنادا لما نشرته هيئة المسح الجبولوجي الأمريكية، فإن الصدوع من الدرجة الأولى قد تكون عرفت نشاطا مكثفا وبشكل عكسي، بينما تحركت صدوع الدرجة الثانية على شكل فوالق ذات اتجاه ميسري وصدوع الدرجة الثالثة على شكل تراكب.
وقالت اللجنة إن صدوع الدرجة الثالثة قد تكون المسبب الرئيسي للزلزال وللهزات الارتدادية، مشيرة إلى الامتداد الهام لهذه الصدوع ودرجة ميلانها الضعيفة لتفسير حجم القوة التي عرفها هذا الزلزال.
ولم تستبعد اللجنة العلمية أن تكون صدوع الدرجتين الأولى والثانية قد عرفت أيضا نشاطا موازيا، لكن بدرجة أقل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن وجود طبقة سميكة من الصخور تعود إلى العصر الكمبري الأوسط والمعروفة تحت اسم "" schistes à Paradoxides، قد تكون لعبت دورا مهما في التخفيف من قوة هذه الزلازل.
توصيات اللجنة
أوصت هذه اللجنة العلمية بمراجعة خريطة توزيع المناطق الزلزالية الخاصة بالقانون المتعلق بالبناء المضاد للزلازل، وإعداد خرائط دقيقة للمناطق التي تعرضت لتشوهات على السطح.
كما دعت اللجنة العلمية السالفة الذكر إلى تعميق البحث عن آثار واضحة لمختلف الصدوع من طرف خبراء جيولوجيين عبر الصور الجوية، وتحديد نوعية التحركات التي شهدتها أصناف الصدوع الثلاثة المشار إليها سالفا عبر القياسات البنيوية.
واقترحت اللجنة إدراج المعطيات الجيوعلمية المتوفرة عند عمليات اتخاد القرار، خلال مختلف مراحل إعادة البناء بالمناطق المتضررة.
وأوصت اللجنة بالأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات أثناء اختيار مواقع محطات قياس الزلزال التي سيقوم بها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.

مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع