مجتمع
زلزال الحوز .. كيف يمكن تجاوز اضطراب ما بعد الصدمة؟
21/09/2023 - 11:40
وئام فراج
أكد الدكتور فيصل طهاري، أخصائي نفسي اكلينيكي ومعالج نفساني، أن التداعيات النفسية للزلزال سواء بالنسبة للأشخاص القاطنين بالمناطق المتضررة أو باقي المدن المغربية التي شعرت به يمكن أن تستمر لفترة ما بعد الزلزال، مشيرا إلى أن حدة هذه التداعيات تختلف حسب درجة الإحساس به والقرب منه.
وأوضح طهاري، في تصريح لـSNRTnews، أن بعض الأشخاص خصوصا الذين يعانون من هشاشة نفسية وسبق أن تعرضوا لاضطرابات نفسية مازالوا يشعرون بإحساس الزلزال، فضلا عن نوبات الهلع والقلق والخوف.
ولا تقتصر الصدمات النفسية التي يصعب تجاوزها على الكوارث الطبيعية إذ يمكن أن تصيب الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث سير قوية وتفجيرات أو عنف منظم وغيرها من الوقائع الصعبة.
وأبرز المعالج النفسي أن هذه الصدمات النفسية تدخل ضمن أعراض ما يسمى بـ"اضطراب كرب ما بعد الصدمة"، بمعنى استمرار الإحساس بالخوف من تكرار الحادث رغم مرور أسابيع أو أشهر أو سنة على وقوعه، ما يشكل صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية.
ولا تتوقف أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وفق طهاري، عند هذا الحد، بل يمكن أن ترافقها أعراض جسدية من قبيل ألم في المعدة واضطرابات في دقات القلب، وصعوبة في التنفس وأحيانا الإحساس بالغثيان والتقيؤ، بالإضافة إلى الإحساس بالخوف والقلق الدائمين وصعوبات في النوم، والكوابيس المزعجة، وفقدان شهية الأكل وانخفاض الرغبة الجنسية، فضلا عن آلام في الرقبة والرأس.
وينصح المعالج النفسي من يعانون من هذه الأعراض بتشخيص هذه الاضطرابات عند مختص ثم البدء في العلاج المناسب سواء النفسي المعرفي السلوكي أو الدوائي الطبي الذي يصبح ضروريا في بعض الأحيان.
وحسب خبراء الصحة، يصيب "اضطراب الكرب بعد الصدمة" حوالي 9 في المائة من الأشخاص في وقت ما خلال حياتهم، بما في ذلك مرحلة الطفولة، ويستمر هذا الاضطراب لأكثر من شهر واحد.
ويُعاني ما بين 2 إلى 3 أشخاص من كل 100 شخص خلال سنة واحدة من اضطرابات الكرب التالي للصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة، كما تعد النساء أكثر عرضة لهذا الاضطراب من الرجال.
وسبق أن أكدت أستاذة الطب النفسي والعقلي بكلية الطب والصيدلة بالرباط هند نفيع أن المواكبة النفسية جزء مهم من الدعم اللازم للمواطنين المتضررين من زلزال الحوز.
وقالت الطبيبة العضو بالجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية التي شكلت خلية دكاترة وأخصائيين نفسانيين للاستماع والمواكبة النفسية للمواطنين المتضررين من الزلزال، أن التأثير النفسي لفاجعة الحوز كان أشد وطأة على الأطفال لأن صغر سنهم وقلة نضجهم لا تسمح لهم بفهم ماهية هذه الكارثة الطبيعية والخسائر التي تسببت فيها.
وشددت نفيع على أهمية توعية المواطنين المتضررين بضرورة الخضوع لتتبع نفسي طويل الأمد إن أمكن لضمان صحة نفسية جيدة، والتمكن من التكفل بهم بصفة استعجالية في حال ظهور أعراض جديدة أو انتكاسة.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع