مجتمع
المسنون المغاربة .. كيف ينظمون وقتهم اليومي؟
06/10/2023 - 12:23
وئام فراج
يحتفل العالم مع مطلع شهر أكتوبر لكل سنة باليوم العالمي للمسنين، وهي مناسبة للنهوض بأوضاع الأشخاص المسنين الذين يرتفع عددهم مع التحول الديمغرافي الذي يشهده العالم.
وفي هذا الإطار، خصصت المندوبية السامية للتخطيط عدد أكتوبر من مختصراتها الشهرية للحديث عن الوقت اليومي للأشخاص المسنين بالمغرب، مبرزة أن تقدم الأشخاص في السن يصاحبه تغيير في جدول أوقاتهم، حيث يمكن أن يتخلى بعضهم عن بعض الأنشطة ويكثفون مشاركتهم في أخرى، أو يجربون أنشطة جديدة.
23,2 في المائة من المسنين بحلول 2050
وأوضحت المندوبية أنه كلما تقدم الشخص في السن ينخفض الوقت الذي يخصصه للعمل المهني لصالح وقت الأنشطة الترفيهية. ومع ذلك، تضيف المندوبية، يبقى بعض الأشخاص المسنين في سوق العمل لأن عملهم يمكن أن يساعدهم على التطور شخصيا، في حين يمكن لآخرين البقاء فيه بسبب الضغوط الاقتصادية.
ويوشك المغرب على غرار عدة دول أخرى، وفق معطيات المندوبية السامية للتخطيط، على إنهاء انتقاله الديمغرافي الذي يتميز بالشيخوخة التدريجية لسكانه، حيث تستمر نسبة السكان البالغين 60 سنة فأكثر في الارتفاع، منتقلة من 9,4 في المائة سنة 2014 إلى 12,7 في المائة سنة 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 23,2 في المائة بحلول سنة 2050.
ووفقا للمعطيات التي اعتمدت عليها المندوبية في مذكرتها، والمستمدة من البحث الوطني حول استعمال الزمن الذي يعود لسنة 2012، يستحوذ الوقت المخصص للحاجيات الفسيولوجية والأنشطة الترفيهية على أكثر من ثلثي يوم واحد لدى الأشخاص المسنين، بحيث يشغل الوقت الفزيولوجي (النوم والوجبات والعناية الشخصية) ما يقرب من نصف يوم واحد (46,4 في المائة) لدى الأشخاص المسنين (مقابل 43,8 في المائة) لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 سنة؛ أي بمتوسط 11 ساعة و8 دقائق في اليوم.
ويرتفع هذا المتوسط مع التقدم في السن، منتقلا من 10 ساعات و46 دقيقة للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 60 و69 سنة إلى 11 ساعة و39 دقيقة لدى البالغين 70 سنة فما فوق.
أما العمل المهني فيشغل نسبة 8,3 في المائة من اليوم الواحد لدى الأشخاص المسنين، وهي نسبة أقل من تلك التي يخصصها الأشخاص له في سن النشاط.
الأنشطة المنزلية
من جهة أخرى، يحتل الزمن المخصص للأنشطة المنزلية، وفق معطيات المندوبية، نسبة 8,8 في المائة من يوم واحد لدى الأشخاص المسنين مقارنة بـ11 في المائة عند الأشخاص في سن النشاط، أي بمتوسط ساعتين و6 دقائق.
أما بقية اليوم فهي مخصصة بشكل رئيسي للأنشطة الترفيهية حيث يقضي فيها كبار السن في المتوسط 5 ساعات و16 دقيقة يوميا، أي أقل بقليل من ربع وقتهم اليومي (22 في المائة)، وتصل هذه النسبة إلى 18,5 في المائة عند الأشخاص النشيطين.
كما يخصص كبار السن 7,8 في المائة و6,2 في المائة على التوالي من يومهم للممارسات الدينية والتواصل الاجتماعي، أي بمتوسط ساعة و53 دقيقة وساعة و29 دقيقة في اليوم.
وعلى مستوى الجنس، أظهرت معطيات المندوبية السامية للتخطيط أن الرجال والنساء يشغلون وقتهم بطرق مختلفة، إذ تخصص النساء ما يقارب أضعاف الوقت في الأنشطة المنزلية، وتخصص وقتا أقل بثلاث مرات في الأنشطة المهنية مقارنة بالرجال.
وفي هذا الإطار، تخصص النساء المسنات في المتوسط وقتا أطول بـ3,7 مرات في الأنشطة المنزلية مقارنة بنظرائهن الرجال، أي حوالي 3 ساعات و14 دقيقة مقابل 52 دقيقة. فيما يعد الرجال المسنون أكثر عرضة للنشاط في سوق العمل من النساء ويقضون في المتوسط أكثر من ساعتين يوميا مقارنة معهن.
مشاهدة التلفاز
بالإضافة إلى ذلك، يحصل الرجال في المتوسط على وقت فراغ أكثر بساعة واحدة يوميا من النساء، ويتم قضاء هذا الوقت الإضافي بشكل أساسي في التنزه أو المشي أو مشاهدة التلفاز.
ويخصص المسنون وقت فراغهم بشكل رئيسي لمشاهدة التلفاز والراحة والقيلولة، علما أن الأنشطة الترفيهية لها تأثيرات مختلفة على رفاه كبار السن؛ إذ أظهرت دراسة المندوبية أن البعض منها يساعد في الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، في حين أن بعضها الآخر أقل فائدة لأنها يمكن أن تساهم في العزلة الاجتماعية.
ويتم قضاء 87 في المائة من وقت الفراغ في المنزل، وتحتل مشاهدة التلفاز مكانة بارزة بين هذه الأنشطة، إذ يقضي الأشخاص المسنون في المتوسط ساعتين ودقيقتين يوميا أمام شاشة التلفاز.
ويشاهد الرجال المسنون التلفاز أكثر من النساء (بفارق 12 دقيقة في اليوم) وتأتي بعد ذلك أنشطة الراحة والقيلولة التي تستغرق ساعة و23 دقيقة وساعة و9 دقائق على التوالي من الوقت اليومي للأشخاص المسنين. ويخصص الرجال والنساء تقريبا نفس الحيز الزمني لذلك.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع