عالم
أحداث قطاع غزة تخلق الجدل بالجامعات الأمريكية
15/10/2023 - 11:52
أ.ف.برغم أن إدارة بايدن الأمريكية تظهر دعما راسخا لإسرائيل منذ بدء العملية التي شنتها حماس، تشعل الحرب بين الحركة والدولة العبرية جدلا ساخنا في العديد من الجامعات الأميركية المرموقة.
في جامعات هارفارد وستانفورد ونيويورك، كان الموضوع متفجرًا لدرجة أن الخلافات بين الطلاب والأساتذة والمسؤولين الإداريين تسببت في عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية والإعلامية، حتى أنّها كلّفت البعض عروض عمل وتسببت في خوف آخرين على سلامتهم.
وفي جامعة هارفارد، احتدم النقاش بعدما وقّعت نحو ثلاثين مجموعة طلّابية بيانًا مشتركًا يحمّل "النظام الإسرائيلي كامل المسؤولية عن العنف" ويؤكّد أن عملية حركة حماس "لم تأتِ من العدم" وأن "العنف الإسرائيلي يهيمن على كل جوانب الوجود الفلسطيني منذ 75 عامًا".
وعلّق الوزير السابق للخزانة الأميركية لورنس سامرز، الذي تسلم رئاسة هذه الجامعة قبل نحو 20 عامًا، "أشعر بالاشمئزاز (من هذا البيان) ومن صمت قادة جامعة هارفارد".
وتابع على منصة "إكس" بأن هارفارد تبدو "محايدة في أحسن الأحوال في مواجهة الأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل اليهودية".
ومن جهته، قال المسؤول الديموقراطي في ولاية ماساتشوستس جيك أوشينكلوس إنه"يخجل" من جامعته، معتبرًا البيان الصادر عن المجموعات الطلابية "فاسدا أخلاقيًا" وموقف المسؤولين في الجامعة "جبنًا أخلاقيًا". ونشرت إدارة الجامعة بيانًا اعتُبرت نبرته خجولة جدًا.
وفي مواجهة سيل الانتقادات، اضطرت رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي إلى نشر بيان ثانٍ، وكتبت "لا أريد أن يكون هناك أدنى شكّ بشأن أنني أدين الفظائع الإرهابية التي تتسبب بها حركة حماس". بعد البلبلة، "ومن أجل سلامة الطلاب"، اختفت القائمة الكاملة للمجموعات الطلابية الموقعة من الوثيقة الأصلية لأن بعض الطلاب تعرّضوا لنشر بياناتهم الشخصية على الانترنت بدون موافقتهم.
وعرضت شاشة على سيّارة قرب الجامعة صورًا وأسماء مع عبارة "أكبر معادين للسامية في جامعة هارفارد". مذاك، سحبت بعض المجموعات الطلابية توقيعها من البيان، وفقًا لصحيفة "هارفارد كريمسون" الجامعية، فيما نأى بعض الطلاب الآخرين بأنفسهم عن النص.
وأكّد رجل الأعمال بيل أكمان على منصة "إكس" أن بعض رؤساء الشركات يطالبون بالكشف عن أسماء الموقّعين لضمان عدم توظيفهم في المستقبل. وكانت رئيسة تجمّع طلاب الحقوق في جامعة نيويورك أيضًا عرضة لسياسة مماثلة.
فبعدما كتبت أنها لن تدين "المقاومة الفلسطينية" وأن إسرائيل تتحمّل "المسؤولية الكاملة" عن الخسائر البشرية، أُلغي عرض العمل الذي قدمته لها شركة وينستون وسترون للمحاماة.
وفي الساحل الغربي من الولايات المتحدة، وجدت جامعة ستانفورد المرموقة كذلك نفسها عرضة للانتقادات بعد رفضها إدانة لافتات مؤيدة للفلسطينيين باسم حرية التعبير رفعها طلابها مؤكدة رغبتها في البقاء على الحياد.
وكتب أساتذة في جامعة جورجتاون في العاصمة واشنطن لرئيس الجامعة للتنديد بـ"صمته الطويل عن معاناة الفلسطينيين"، فيما وقّع أكثر من 44 ألف شخص على عريضة تطالب بإقالة أستاذ بجامعة ييل بسبب تغريدات وصف فيها إسرائيل بأنها "دولة استيطانية وترتكب إبادات وقاتلة".
وفي هذه الأجواء المتوترة، يعبّر الطلاب من الجانبين عن انزعاجهم. وقالت رئيسة تجمّع "الطلاب من أجل إسرائيل" في جامعة براون جيليان ليدرمان على قناة "سي إن إن" إن "العديد من الطلاب اليهود" يشعرون بأنّهم "مهدّدون"، مضيفة "لم نشعر أبدًا بذلك من قبل في الحرم الجامعي".
من جهته، قال طالب في جامعة هارفارد طلب عدم الكشف عن هويته حسبما ذكرت قناة "إيه بي سي نيوز"، "من المخيف جدًا أن تكون فلسطينيًا اليوم (...) في بيئة معادية إلى هذا الحدّ"، وأعلنت جامعته هذا الأسبوع أن عناصر أمن الجامعة عززوا انتشارهم داخل الحرم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
سياسة
سياسة