نمط الحياة
التطور التكنولوجي .. دعوة لإعادة التفكير في تحديات الإعلام المغاربي
17/11/2023 - 13:59
وئام فراج | حمزة بامووفي هذا الإطار، أكد فتحي الدبابي، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في المغرب، على ضرورة إعادة التفكير في التحديات الاستراتيجية المطروحة اليوم على وسائل الإعلام، مثل تأثير التطور التكنولوجي واستقلالية الصحافة والإعلام على المستوى الاقتصادي والتحريري.
محاربة الأخبار الزائفة
ويرى الدبابي أن الإعلام خدمة عامة، بحيث يكمن دوره في خدمة المواطن والمجتمع وليس أطرافا أو مصالح معينة، وذلك على غرار خدمات الصحة والتعليم، مشددا على ضرورة التفكير في كيفية المواءمة بين ملكية الإعلام وملكية وسائل الإعلام ونموذج العمل الخاص بالإعلام، وحكامة وسائل الإعلام بصفة عامة.
كما أكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في المغرب، في كلمته خلال ندوة صحافية نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب حول "إعادة التفكير في وسائل الإعلام المغاربية: من التحدي التكنولوجي إلى الاستقلال الاقتصادي والتحريري"، على أهمية قيام وسائل الإعلام بدورها في خدمة المجتمع، في إطار الشفافية وحقوق الإنسان وفي التعبير والحق في الوصول إلى المعلومة.
وتوقف الدبابي عند انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة خصوصا في فترة الأزمات، ومدى سماح الوسائط الرقمية بانتشار هذه الأخبار دون أي ضوابط، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الأمم المتحدة تقوم باستشارة عالمية حول الموضوع.

وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة اسمها "verified"، في محاولة لحث الناس على عدم استهلاك ما يرونه على وسائط التواصل والمنصات الرقمية بصفة آلية، والعمل على التأكد من المعلومة قبل مشاركتها مع الآخرين.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة تستعد لطرح تصور جديد، خلال السنة المقبلة، عبر مبادرة تتعلق بسلامة المعلومات على المنصات الرقمية، يطرح فيها الأمين العام للأمم المتحدة 9 مقترحات تشتمل على مبادئ وطرق عمل الفاعلين في مجال الإعلام.
وتتعلق هذه المقترحات أساسا، وفق الدبابي، بالالتزام بسلامة المعلومات سواء من قبل الدول أو الفاعلين، واحترام حقوق الإنسان، ودعم وسائل الإعلام المستقلة عن أي ضغط أو توجيه، وتعزيز الشفافية، "بالنظر لتطور التكنولوجية بشكل سريع جدا أكثر من واضعي السياسات"، بالإضافة إلى تمكين المستخدمين من المواطنين البسطاء لكي لا يتم استهلاك الأخبار بشكل آلي.
وتهم مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة كذلك، تعزيز البحث وإمكانية الحصول على البيانات، وتوسيع نطاق الاستجابات، فضلا عن إجراءات ردعية وتعزيز الثقة والأمن، وتغيير نمط العمل، "بحيث تقوم معظم الوسائل الرقمية حاليا على البحث عن المشاهدة والنقرات والإشهار دون الاهتمام بالمحتوى"، وفق مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في المغرب، لافتا إلى أن هذه المقترحات تروم جعل الفضاء الرقمي آمنا وإيجابيا ومفيدا.
تعزيز الاستقلالية التحريرية
بدوره، دعا إيريك فالط، الممثل الدائم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسيكو بالمغرب، إلى العمل على محاربة الأخبار الزائفة، وضمان حرية التعبير لوسائل الإعلام بشكل فعال وبممارسة مسؤولة.

وأكد أن اليونيسكو قامت بمعية شركائها بالمغرب بعدة مبادرات من أجل تعزيز قدرات الفاعلين الإعلاميين، وذلك عبر شراكات مع جمعيات للصحافيين مكنت من تنظيم دورات تكوينية في هذا المجال.
من جهته، أكد سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، على ضرورة "تحمل الصحافة المغاربية مسؤوليتها بالكامل عبر تبني نهجا تقنيا وأخلاقيا لمواجهة المعلومات المضللة"، مشيرا إلى أن "الوصول إلى المعلومات الحقيقية والموثوقة حق غير قابل للتصرف للمواطنين؛ إذ يتيح لهم فك رموز الشأن العام وتكوين آراء مستنيرة".

وأكد، في سياق متصل، على أهمية تعزيز الاستقلالية التحريرية للمؤسسات العمومية تجاه الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، وفهم متبادل أفضل وتعزيز العمل لبناء صحافة أكثر استنارة ومسؤولية.
واعتبر، في سياق الحديث عن الإعلام العمومي، خطوة إنشاء هولدينع إعلامي عمومي ""فرصة لبلادنا لتعزيز التعددية السياسية وتيارات الفكر والرأي والتنوع في الإعلام العمومي".
يشار إلى أن الندوة المنظمة على مدى يومي الجمعة 17 والسبت 18 نونبر، تعرف مشاركة عدد من المسؤولين والإعلاميين والصحافيين والفاعلين الحقوقيين من كل الدول المغاربية (المغرب، موريتانيا، ليبيا، تونس، الجزائر)، والذين يناقشون مجموعة من القضايا والمحاور متعلقة أساسا بـ"الحاجة إلى الصحافة اليوم"، و"مستقبل الصحافة في عصر التطور التكنولوجي"، و"واقع حرية الصحافة في المنطقة المغاربية"، و"النموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية ورهان الاستدامة والاستقلالية التحريرية".

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة