نمط الحياة
نجوم البرامج التلفزيونية الأمريكية ضحايا مقاطع فيديو مزيفة أنشأها الذكاء الاصطناعي
22/11/2023 - 13:59
أ.ف.بتروج مقاطع فيديو شوهدت آلاف المرات عبر فيسبوك، مزايا منتجات للتنحيف أو مُعالِجة لمرض السكري، من خلال استغلال صورة نجوم برامج تلفزيونية من القنوات الأمريكية على غرار "سي بي إس" و"سي إن إن".
وأُنشئت مقاطع الفيديو هذه بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، وتشكل ما يعرف بـ"التزييف العميق" (ديب فايك)، وهي تلاعبات رقمية تتزايد نسبتها وقربها من الواقع، مما يشكل ضررا على سمعة وسائل الإعلام التقليدية.
وعلق بعض المذيعين والصحافيين الذين انتحلت شخصياتهم، فور نشر مقاطع الفيديو هذه عبر المنصات الاجتماعية.
وقالت مذيعة شبكة "سي بي إس" غايل كينغ في منشور عبر صفحتها في إنستغرام في أكتوبر "لم أسمع قط عن هذا المنتج وما استخدمته مطلقا! لا تنخدعوا بهذه المقاطع المُركّبة بتقنية الذكاء الاصطناعي".
وتستخدم في مقاطع فيديو أخرى أقوال محرفة للملياردير إيلون ماسك، لأغراض تجارية.
وتقنية "التزييف العميق" التي تمجد أنواعا عدة من المنتجات وخططا استثمارية مشبوهة، غالباً ما تحيل المستخدم على منصات للتجارة الإلكترونية ومواقع موقتة تختفي بعد أيام قليلة من نشر مقاطع الفيديو عبر الانترنت.
وتحظر شركة "ميتا" (فيسبوك وإنستغرام) منذ سنة 2020، نشر هذا النوع من مقاطع الفيديو في منصاتها، باستثناء الشرائط التي تنطوي على محتوى ساخر. إلا أنّ مقاطع فيديو "التزييف العميق" التي أجرت وكالة فرانس برس عملية تحقق من عدد كبير منها، لا تزال تنتشر من دون ضوابط عبر الإنترنت.
استنساخ صوتي
يقول الأستاذ المتخصص في التكنولوجيا الرقمية لدى جامعة بيركلي في كاليفورنيا هاني فريد "نشهد انتشارا متزايدا لهذا النوع من مقاطع الفيديو التي تستخدم فيها عينة صوتية مدتها دقيقتان فقط ويُعاد من خلالها إنتاج صوت شخص ما في تسلسل تخيلي جديد، مع تحريك الفم بالتزامن مع صدور الصوت".
وتعد الأسماء البارزة في المجال السمعي البصري أهدافا سهلة لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي على مقاطع الفيديو هذه، بسبب ظهورها الدائم عبر الشاشة.
وتقول عميدة كلية الصحافة في جامعة ميسيسيبي أندريا هيكرسون، إنّ مقاطع الفيديو الشائعة تمثّل اتجاهاً مقلقاً لأنّ الجمهور أنشأ علاقة من الألفة مع هذه الشخصيات العامة، التي انتُحلت هويتها.
وتضيف لوكالة فرانس برس إنّ "الأمر خطر جدا لأن الناس لا يتوقعون أنّ تكون المعلومات المضللة حاضرة في مقاطع الفيديو هذه".
أزمة ثقة
ويحتل المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي مكانة متزايدة في عمليات الاحتيال المالي، التي كلفت الأميركيين نحو 3,8 مليارات دولار في العام 2022، وفق عمليات حسابية أجرتها هيئة المنافسة الأميركية.
واستهدفت عمليات الاحتيال هذه أشخاصا في بلدان عدة بينها كندا وأستراليا، وكلفت بعض الأفراد عشرات بل مئات الآلاف من الدولارات.
ويقول المحامي تشيس كارلسون في منشور عبر مدونة خلال مطلع هذه السنة إن "عمليات الاحتيال تصبح معقدة بصورة متزايدة، إذ يجمع المجرمون بين أساليب الاحتيال التقليدية وعمليات احتيال تستند إلى العملات المشفرة وبرامج الذكاء الاصطناعي".
ويزداد قلق الأمريكيين من استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدا في المواضيع السياسية.
ويتوقع أكثر من 50% منهم أن المحتوى المضلل الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي ستؤثر سلباً على الانتخابات الرئاسية لسنة 2024، بحسب استطلاع نشره في شتنبر موقع "أكسيوس" وشركة "مورنينغ كونسلت" للأبحاث الاقتصادية.
وسبق أن تحققت وكالة فرانس برس من مقاطع فيديو تم التلاعب بها، يظهر فيها الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يعلن عن تعبئة عامة، أو أخرى لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وهي تعلن تأييدها لحاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتوصل استطلاع أجرته شركة "غالوب" في أكتوبر إلى أن ثلث الأمريكيين فقط يثقون "بصورة كبيرة" أو "إلى حد ما" بوسائل الإعلام الإخبارية، في نتيجة مُشابهة لأدنى رقم سُجّلت سنة 2016.
وينطوي انتشار هذا المحتوى الذي يمكن أحيانا رصده بسهولة لرداءة نوعيته، على خطر تأجيج "أزمة ثقة" الجمهور في وسائل الإعلام والمؤسسات، على قول مديرة معهد البيانات والديمقراطية والسياسة في جامعة جورج واشنطن ريبيكا ترومبل.
وتؤكد الخبيرة التي تشدد على ضرورة توخي الحذر قبل إعادة نشر أي نوع من المحتوى عبر الإنترنت، أن "المعلومات ذات النوعية العالية تنتشر بصورة دائمة، ويمكننا مع نسبة كبيرة من الشك، تحديد الحقيقي من المضلل".
مقالات ذات صلة
تكنولوجيا
تكنولوجيا
تكنولوجيا
تكنولوجيا