اقتصاد
خطة المغرب لتوفير عرض محفز من الهيدروجين الأخضر
16/02/2024 - 17:34
وئام فراجيسعى المغرب إلى تسريع وتيرة تطوير الطاقة المتجددة؛ على رأسها القطاع الواعد للهيدروجين الأخضر، لتحقيق ريادته القارية في المجال؛ بحيث تعمل المملكة على تعزيز الشراكات الوطنية والدولية للتمكن من ولوج الأسواق العالمية وتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة الخالية من الكربون.
وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن الهيدروجين الأخضر يدخل ضمن الحلول التكنولوجية الواعدة التي من شأنها تلبية هذا الطلب، وذلك في ظل التنافسية التي تتميز بها الطاقات المتجددة.
استراتيجية وطنية للتنمية
وأوضحت بنعلي، في كلمة تلاها بالنيابة عنها ممثل الوزارة، الخميس 15 فبراير 2024، في مهرجان الرباط للعلوم، أن الهيدروجين الأخضر يحظى باهتمام خاص في المغرب، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة لتحقيق تنمية مستدامة وتحول طاقي ناجع.
وأبرزت أن "عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر عملي ومحفز، أصبح ضروريا لتنفيذ التزام المملكة لصالح الاستدامة والابتكار، مشيرة إلى أن المملكة انخرطت في مسار التنمية المستدامة عبر وضع استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والتي يتم حاليا إعادة صياغتها.
وتسمح هذه الاستراتيحية بتحقيق تكامل وتقارب في السياسيات القطاعية، نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز نماذج جديدة للتقدم المبني على أساس اقتصاد أخضر وشامل.

وأشارت، في هذا الإطار، إلى الاستراتيجية الطاقية لعام 2009 التي يتوفر عليها المغرب، مبرزة أنها تعتمد على 3 ركائز أساسية تتعلق بتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والتكامل الإقليمي. كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى ضمان استقلالية المملكة الطاقية والإسهام في تقليص الانبعثات الغازية.
وذكّرت الوزارة، كذلك، بالمجهودات المبذولة من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والتي تتوفر على برنامج عمل خاص بإزالة الكربون مع إنتاج الأمونيا الخضراء في أفق 2027.
كما أشارت إلى إمكانيات المكتب الشريف الطاقية؛ على غرار الطاقة الريحية والطاقة الشمسية الاستثنائية الموجودة في عدد من جهات المملكة مع توفير بيئة مناسبة للمستثمرين الخواص.
بيئة مواتية للاستثمار
وتطرقت الوزارة إلى أهمية التوفر على عرض مغرب-هيدروجين الأخضر، عملي ومحفز، لتنفيذ التزام المملكة لصالح الاستدامة والابتكار، موضحة أن هذا العرض يجب أن يغطي سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب وأن يشمل مخطط البنيات التحتية اللازمة فضلا عن الإطار التنظيمي والمؤسساتي.
وأشاد ممثل الوزيرة في فعاليات مهرجان الرباط للعلوم بالرأسمال البشري الذي تتوفر عليه المملكة، والذي يتمتع بخبرة في مجال الطاقات المتجددة وتطوير البحوث، مشددا على أهمية تحقيق تكامل صناعي خالي من الكربون وخلق فرص شغل في المجال، فضلا عن صناعة محلية تحقق إضافة للشراكات المغربية الأوروبية.

وأكد أن دور وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة يكمن في وضع مخططات الاستثمار ومراقبة ومتابعة هذه المخططات مع القطاعين العام والخاص، بهدف خلق بيئة مواتية للاستثمار النظيف والبحث والتطوير وتعزيز آفاق التصدير، وبالتالي تقوية مكانة المغرب في المجال الطاقي على المستوى الوطني والدولي.
وأقرت الوزيرة، في كلمتها، بضرورة اتباع نهج صارم وعملي لتحقيق هدف البلوغ إلى 52 في المائة من الطاقات المتجددة قبل عام 2030، وتحقيق مختلف الأهداف المسطرة في المجال، مؤكدة أن المغرب يسعى لخلق شراكات لتقوية القطاع وجعله أكثر مرونة، فضلا عن خلق نظام بيئي مناسب لنمو وتطور الهيدروجين الأخضر بالمغرب في كافة المجالات.
تشجيع البحث العلمي
من جانبه، أكد محمد الخلفاوي، الكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن البحث العلمي يرتبط بشكل وثيق بالتنمية المستدامة لما له من دور مهم وتأثير على مختلف مؤشرات التنمية.
وأوضح، خلال حديثه عن البحث العلمي في مجال الهيدروجين الأخضر بمهرجان الرباط للعلوم، أن وزارة التعليم العالي عملت على إعداد البرنامج الوطني لدعم البحث العلمي والابتكار الذي يروم تمويل مشاريع للبحث في المجالات ذات الأولوية الوطنية بميزانية لا تقل عن 600 مليون درهم لدعم المشاريع المنتقاة، مبرزا أن مجال إنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر سيكون من بين المجالات ذات الأولوية.

وأشار، في هذا الإطار، إلى إصلاح سلك الدكتوراه لإعداد دكاترة من الجيل الجديد، مبرزا أنه تم اعتماد 245 مسلكا جديدا للدكتوراه وفق هذا الإصلاح، وانتقاء ألف طالب وطالبة كطلبة دكتوراه مؤطرين على الصعيد الوطني خلال سنة 2023 يستفيدون من منحة شهرية صافية تبلغ 7 آلاف درهم، مقابل المشاركة في تأطير أنشطة أكاديمية بجامعاتهم تزامنا مع إعداد أطروحاتهم.
ومكنت مجهودات الباحثين والباحثات، وفق الخلفاوي، من تسجيل 154 براءة اختراع برسم سنة 2022 باسم الجامعات، داعيا إلى تضافر الجهود وتعزيز مزيد من التعاون والشراكات لتجويد العلوم والبحث العلمي في المجالات ذات الأولوية على غرار الطاقات المتجددة.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد