مجتمع
"Health Tech".. رهان المستقبل لتأهيل المنظومة الصحية
23/05/2021 - 23:57
مراد كراخييعتبر العجز الكبير في الموارد البشرية، وضعف معدل التأطير الطبي وعدم تكافؤ توزيعها الجغرافي، من أبرز التحديات التي تواجه مشروع تعميم التغطية الصحية بالمغرب، حيث تظهر المعطيات المتوفرة، أن عدد الأطباء والممرضين بالمملكة لا يغطي 53 بالمائة من حاجيات المغاربة، ويجمع مختصون على أن التقنيات الجديدة، كفيلة بتسهيل ولوج المواطنين إلى الخدمات الصحية.
كشف الخبير الدولي في السياسات الاجتماعية والمدير السابق لوكالة التنمية الاجتماعية، نجيب اكديرة، أن تعميم التغطية الصحية يتطلب رفع مجموعة من التحديات المرتبطة أساسا بالحاجة للموارد البشرية المؤهلة وتوزيعها الجغرافي، موضحا أن التقنيات الصحية الجديدة "HealthTech"، يمكن أن تساهم في تسهيل ولوج المواطنين إلى الخدمات الصحية، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية الوطنية.
وقال اكديرة، خلال حلوله ضيفا على برنامج "حديث الثلاثاء" لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن "المغرب اتخذ خطوات مهمة في هذا الصدد خاصة في إطار تبادل الخبرات واستيراد التقنيات من فرنسا وبلجيكا مثلا".
وفي هذا الإطار، كشف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن التكنولوجيات الحديثة، أظهرت نتائج إيجابية على المستوى العالمي، حيث أنها "تساعد على ربح الوقت وتوفير المال وجودة العلاج والحياة بالنسبة للمرضى".
وأوضح حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه التكنولوجيا تمكن المريض، من الاتصال مع الطبيب المعالج، من المنزل في كثير من الحالات، كما تمكن الأطباء من الاستشارة مع خبرات من خارج الوطن، كما "أثبتت دراسات علمية أن هذه التقنيات تمكّن الطبيب من ربح 15 ساعة من العمل أسبوعيا".
وعلى المستوى الوطني، كشف حمضي أن التكنولوجيات الجديدة على المستوى الطبي، يمكن أن تساهم بشكل كبير في إنجاح مشروع تعميم التغطية الصحية، وفي إصلاح المنظومة الصحية الوطنية بشكل عام، حيث ستوفر على المواطنين، خصوصا سكان المناطق البعيدة، التنقل إلى المدن الكبرى لإجراء فحوصات مثل تخطيط القلب التي يمكن إجراؤها عن بعد، كما تساعدنا على الاستعانة بخبرات من دول أجنبية، قد تصل إلى العمليات الجراحية.
وأضاف حمضي، أن المغرب مدعو للإسراع بالانخراط في هذه التكنولوجيا، التي قطعت فيها بعض الدول أشواطا مهمة، مشيرا إلى أنه "وعلى عكس الاعتقاد السائد، بأن التكنولوجيات الحديثة نخبوية وباهظة الثمن، فقد أثبتت التجربة أن التكنولوجيا بصفة عامة يمكنها الانتشار بشكل سريع، كما هو الشأن بالنسبة للاتصالات والإنترنت التي وصلت إلى القرى والمناطق النائية البعيدة".
ولعلاج النقص الحاد في الموارد البشرية على مستوى المنظومة الصحية، إضافة إلى معالجة مشكل توزيع الأطباء على الصعيد الوطني الذي لا يتم بطريقة عادلة، حيث يسجل خصاص كبير في الأماكن البعيدة عن المحور، "تبقى التكنولوجيا الحديثة حلا من الحلول لدمقرطة الرعاية الصحية، لكل المواطنين"، وفق المتحدث ذاته.
وخلص حمضي، إلى أنه يجب أن يتم تكوين الأطباء بطريقة تسمح لهم بالإلمام بهذه التكنولوجيا، إضافة إلى توفير التقنيات والأجهزة المناسبة بالمستشفيات والمراكز الطبية، خصوصا بالمناطق البعيدة، كما يجب إطلاق حملات تحسيسية لتوعية المواطنين بهذه المستجدات حتى يتسنى لهم الانخراط بشكل إيجابي، إضافة إلى أن وسيلة التواصل بين الطبيب والمرضى، يجب أن تتوفر على الشروط العلمية، والأخلاقية، والقانونية، للمحافظة على السر المهني، وضمان جودة الخدمة المقدمة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع