عالم
ألمانيا.. احتدام السباق لخلافة ميركل
11/04/2021 - 09:36
أ.ف.بوالسؤال الذي يطرح على كل لسان: من بين أرمين لاشيت، زعيم الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وماركوس سودر، رئيس الحزب الحليف البافاري؛ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، سيخوض السباق لقيادة الحملة والوصول المحتمل إلى المستشارية؟
ولم يعلن أي من بينهما رسميا ترشيحه بعد. لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شك، وقد وعد المحافظون بحسم المسألة "بين عيدي الفصح والعنصرة" (24 ماي). والضغوط تتزايد.
وكانت ميركل قررت مغادرة السلطة عقب انتخابات 26 شتنبر المقبل بعد 16 عاما في الحكم، ما سيفتح المجال لحقبة جديدة.
ودعا زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس، حتى إلى جدول زمني مكثف مع إصدار قرار "في الأسبوعين المقبلين".
والهدف من ذلك، إخراج الحزب من الوضع الصعب الذي يمر به في أسرع وقت ممكن، إذ إن نهاية عهد ميركل تتحول إلى محنة بالنسبة إلى الحزب، إلى حد تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية الذي كان يبدو مضمونا قبل بضعة أشهر، للخطر.
وبعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي، وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخرا، يواجه الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة: فتحالف الحزبين لا يحصد حاليا سوى بين 26 في المائة و28,5 في المائة من نوايا التصويت، أي أقل بعشر نقاط من شعبيته في فبراير، إضافة إلى انهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40 في المائة.
وصار حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجل ارتفاعا في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، هو الذي يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديموقراطي المسيحي.
وبذلك يصبح اختيار المرشح المحافظ أمرا بالغ الأهمية. ومن غير المتوقع أن تحسم المسألة اليوم الأحد، أثناء اجتماع الكوادر الرئيسيين في الكتلة البرلمانية الذي ستشارك فيه ميركل. لكن التحالف قد يعطي مؤشرات إلى التوجه العام، في وقت سيدعى المرشحان المحتملان إلى تقديم رؤية كل منهما للمستقبل.
وكتبت صحيفة "سود ويتشه تسايتونغ" أن هذا الاجتماع للبرلمانيين سيكون خصوصا "نوعا من الامتحان للترشيحات". واعتبرت صحيفة "بيلد" أن عطلة نهاية الأسبوع الحالي ستكشف "الحقيقة".
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم، يشارك فيه لاشيت وسودر.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الخمسيني ماركوس سودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، يتقدم على منافسه، إلا أن في ألمانيا لا يتم انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر، بل من قبل النواب. وأفادت قناة "آ ار دي" الرسمية أن 54 في المائة من الناخبين يعتبرون أنه مرشح جيد. أما بالنسبة إلى الستيني أرمين لاشيت، فهو لم يحصل سوى على 16 في المائة من نوايا التصويت.
لكن عموما تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف، إذ أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب إقليمي. ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملا في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.
من جهته، يواجه أرمين لاشيت، الذي انتخب منذ يناير فقط على رأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي، النكسة تلو الأخرى. فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم لكن مدته قصيرة بهدف لجم الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19، انتقادات وحتى سخرية.
وكان رئيس منطقة شمال رينانيا فيستفاليا حتى الآن الداعي إلى تخفيف الإجراءات إلى حد الدخول في نزاع مع ميركل. وقال ماركوس سودر إن "مرشح الاتحاد الديموقراطي المسيحي- الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لن يحقق نجاحا بدون دعم ميركل".
ومسألة تعيين مرشح ملحة جدا في نظر الاتحاد الديموقراطي المسيحي، إذ أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المال الحالي أولاف شولتز. أما حزب الخضر فسيعين مرشحه في 19 أبريل.
مقالات ذات صلة
رياضة
عالم
عالم