رياضة
أولمبياد طوكيو .. العالم ينتظر المفاجأة
23/07/2021 - 09:56
أ.ف.بعلى الملعب الأولمبي، الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرة كل أربع سنوات.
وسيكون الافتتاح (الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، 11,00 ت غ) بحضور الإمبراطور ناروهيتو، مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في مارس 2011، إثر زلزال مدمر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي، وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.
وبعدما تأجلت في مارس 2020 لمدة سنة، تضمنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هددتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون "دليلا على انتصار البشرية على الفيروس".
لكن تصاعد حد ة كورونا عالميا وظهور المزيد من المتحورات المعدية، خفض حدة النغمة المنتصرة وأثار معارضة متزايدة داخل البلاد.
ومع تفكيك "اللغم" تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.
وفيما يتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطورة ليتمكنوا من عيش الحدث.
أنشأت شركة "أو بي أس" (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.
وسيتمكن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.
ورغم التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص "بي سي آر" وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها "أوتشا"، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح.
ولتجنب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظرا على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر. ويتعين عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.
واجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015 بعد سنتين من منحه حق الاستضافة، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظرا لكلفته المرتفعة، فيما كبد التأجيل نفقات إضافية بقيمة 2,6 مليار دولار.
وفيما استقال رئيس اللجنة التنظيمية الياباني تسونيكازو تاكيدا في 2019 بسبب اتهامات بالرشوة من أجل دعم ملف طوكيو، استقال رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري في فبراير الماضي بعد تلميحات مهينة بحق النساء. وتنحت وزيرة الألعاب سايكو هاشيموتو من منصبها في الحكومة، لتحل بدلا من "مستر" موري.
فنيا تقدم المؤلف الموسيقي كيغو أويامادا، الذي شارك في تصميم حفل الافتتاح باستقالته، على خلفية قصة تنمر قديمة بحق رفاق له أيام الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اختار المدير الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام هيروشي ساساكي الاستقالة بعدما شبه ممثلة كوميدية بدينة بالخنزير.
واحتكر السباح الأمريكي مايكل فيلبس (23 ذهبية) وعداء المسافات القصيرة الجامايكي أوسين بولت (8 ذهبيات) النجومية في النسخ الثلاث الأخيرة في بكين 2008، لندن 2012 وريو 2016. لكن مع اعتزال العملاقين، تبدو الساحة خالية لطامحين في التربع على عرش الأولمبياد.
في طوكيو، يأمل الأمريكي كايليب دريسل أن يصبح رابع سباح في التاريخ يحرز سبع ذهبيات في نسخة واحدة. ودريسل (24 عاما) كان قد أحرز ذهبيتين في ريو 2016، لكنه حقق تطورا رهيبا في السنوات الأخيرة، وتوج 13 مرة في بطولة في العالم منذ 2017.
وتستعد مواطنته كايتي ليديكي، حاملة 5 ذهبيات، للغوص في الأحواض مع مهمة تحقيق رباعية تاريخية في سباقات 200 و400 و800 و1500 م. وتأمل لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز في معادلة الرقم القياسي للسوفياتية لاريسا لاتينينا بإحراز تسعة ذهبيات أولمبية.
وبعد تحطيمه هذا الشهر رقما قياسيا صامدا منذ 1992 في 400 م حواجز، تتركز الأضواء على النروجي كارستن فارهولم، ومثله فعلت الأمريكية الشابة سيدني ماكلافلين في المسافة عينها عندما تفوقت على مواطنتها دليلة محمد.
وبعدما فرض نفسه ملكا لمسابقة الوثب بالزانة وتحطيم الرقم العالمي، يستعد السويدي أرمان "موندو" دوبلانتيس لتذوق طعم الذهب بعمر الحادية والعشرين. وينتظر سباق 10 آلاف م لدى السيدات، منافسة طاحنة بين الأثيوبية ليتيسينبيت غيدي والهولندية سيفان حسن، بعد تحطيمهما الرقم العالمي في غضون يومين.
ومن الرياضيين المنتظرين في طوكيو، المصنف أول عالميا في كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ولاعب كرة السلة الأمريكي كيفن دورانت والسباح البريطاني آدم بيتي.
ولدى العرب، يحلم القطري معتز برشم بذهبية أولمبية أولى في الوثب العالي، بعد برونزية 2012 وفضية 2016، يضيفها إلى لقبيه في مونديالي 2017 و2019. ويعد المغربي سفيان البقالي من أبرز المرشحين في سباق 3 آلاف م موانع، فيما يعول المصريون كثيرا على لاعبة التايكواندو هداية ملاك، وتأمل التونسية أنس جابر بمنح ذهبية تاريخية لتونس في كرة المضرب بعد بلوغها ربع نهائي بطولة ويمبلدون.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة