اقتصاد
اختفاء النحل .. كيف تحاصر الظاهرة ؟
01/02/2022 - 10:11
مراد كراخيعقد رئيس الحكومة، السبت، 29 يناير 2022، جلسة عمل، عبر طريقة التناظر المرئي، مع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مرفوقا بالمدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) والمدير المركزي لسلاسل الإنتاج، تدارس من خلالها الحالة الراهنة لهذه الظاهرة، والأسباب المساعدة لظهورها، وكذا السبل الكفيلة بمواجهتها والتقليل من آثارها على سلسة تربية النحل.
وبعد مناقشة معمقة لأسباب حدوث هذه الظاهرة والسبل الكفيلة للتقليص من آثارها على قطاع تربية النحل، تم إعداد برنامج خاص لدعم المربين المتضررين، وذلك بتخصيص مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراءات آنية؛ من بينها دعم المربين لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة عبر توزيع طوائف نحل جديدة، والقيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل ضد داء الفارواز، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة مربي النحل، خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربيته، حسب البلاغ ذاته.
قال الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، إن الأخيرة تنسق مع مصالح "أونسا" لاستكمال التحريات والدراسات الميدانية اللازمة من أجل معرفة الأسباب والعوامل الكامنة وراء هذه الظاهرة.
وأوضح بنبل، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الظاهرة تواصل الانتشار، إذ "تم تسجيل ظهور بؤر جديدة في مناطق أخرى نتيجة ترحيل خلايا النحل المصابة، مما أدى إلى انتشار العدوى"، داعيا النحالين إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمحاربة هذه الظاهرة المرضية والحد من انتشارها.
وتتمثل هذه الإجراءات في تعقيم أدوات فحص خلايا النحل قبل استعمالها وبعده، والإبقاء على الخلايا المصابة في أماكنها إلى حين معالجتها، والتأكد من زوال الحالة المرضية، وإبعاد الخلايا الفارغة من النحل المصابة بالمرض، حتى لا يرعى عليها نحل آخر فينتقل المرض إلى خلايا مجاورة، ومن ثم إلى مناحل أخرى.
ومن بين الإجراءات كذلك، يضيف بنبل، التخلص من الإطارات الحاملة للحضنة المصابة، بشكل يضمن القضاء على الفيروس مسبب الظاهرة، إضافة إلى تلافي الاستعمال العشوائي للأدوية، خاصة المضادات الحيوية، وعدم استعمال أي دواء كيفما كان إلا عند الضرورة القصوى، وبعد استشارة الطبيب البيطري المختص واتّباع تعليماته.
عواقب بيئية
يرى مصطفى بنرامل، الاستشاري البيئي، ورئيس جمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن ظاهرة اختفاء طوائف النحل راجعة إلى عدة عوامل، من بينها قلة التساقطات المطرية، وضعف التغذية الناتجة عن قلة المراعي، والحالة الصحية للمناحل المرتبطة بظروف العناية بالخلايا والوقاية الصحية، بالإضافة إلى ممارسات تربيتها والاستعمال المكثف للمبيدات الحشرية والكيماوية.
ومن الناحية البيئية، أبرز بنرامل، لـSNRTnews، أن اختفاء النحل يؤثر على تلقيح النباتات، مشيرا إلى أنه يساهم بشكل مباشر في تلقيح نحو سدس النباتات المزهرة في العالم، وحوالي 400 نوع زراعي مختلف من النباتات.
وأوضح الاستشاري البيئي أن النحل يعد أهم ملقح للمحاصيل الغذائية على وجه الأرض، إذ أنه يساهم في الأمن الغذائي للإنسان، كما يحافظ على التنوع البيولوجي.
وتابع المتحدث ذاته، أن النحل يعتبر مؤشرا على صحة البيئة، إذ "تعد صحة ووفرة النحل مؤشرين حاسمين على صحة البيئة الأوسع، لأن العوامل التي تؤثر على النحل ستؤثر في الغالب على الملقحات الأخرى، مما سينعكس سلبا على الصحة البيئية العامة".
وفي انتظار تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، يأمل مربو النحل المتضررون إيجاد كيفية لدعمهم خلال هذه المرحلة، في ظل تراجع الإنتاج المراقب، وعلى العموم، فإنتاج العسل بالمملكة لا يلبي الطلب المحلي، حيث بلغ 7960 طنا في عام 2020.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
نمط الحياة
مجتمع