سياسة
الأحزاب تُكثف استعمال الرقمنة مع دنو الانتخابات
14/06/2021 - 10:19
يونس أباعلييظهر تقرير لمكتبة إعلانات فيسبوك عن الفترة الممتدة من 11 مارس إلى 7 يونيو 2021 صدر بحر الأسبوع الماضي كيف أن أحزابا اعتمدت على هذه الفضاءات الافتراضية كثيرا، لترفع عن طريق "السبونسورينغ" معدل المشاهدات وتوسع انتشار المنشورات لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، مقابل قدر مالي. وهذا توجه طبيعي تفرضه خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي على كل من يتعامل مع هذه الوسائط، على اعتبار أن العالم الافتراضي أصبح يشتغل وفق منطق "الماركيتينغ".
الدعامات الورقية لم تعد ذات جدوى
يرى كريم تاج، مسؤول التواصل بحزب التقدم والاشتراكية، أنه كان من الضروري في ظل "كورونا" الاعتماد على التواصل الرقمي، من خلال مختلف المنصات المتوفرة، سواء الصفحة الرسمية للحزب وصفحة الأمين العام للحزب، إضافة إلى حسابات تويتر وإنستغرام، والصفحات الجهوية للحزب، بالإضافة إلى استعمال منصات أخرى مثل ميكروسوفت وزوم وغيرها.
وأبرز تاج، في تصريحه لـSNRTnews، أن الحزب يبني خطته التواصلية المتعلقة بالانتخابات على رافعة أساسية تعتمد على التواصل الرقمي، قائلا "نعتمد عليها كثيرا، ومُبرمجة، حيث إن الدعامات الورقية التي كنا تعتمد عليها سابقا سنوصلها عبر وصلات تواصلية وفيديوهات واجتماعات رقمية عن بعد".
ويرى أن هذه الصيغ التواصلية بديل للتواصل المباشر، "لأن الظروف العادية تستدعي مجهودا كبيرا لتنظيم تجمع يحضره بضعة آلاف في مكان معين، أما الآن يمكن التداول في موضوع معين ويصل إلى عشرات الآلاف في مناطق جغرافية كثيرة".
وختم قائلا: "لقد أصبح الاستهداف دقيقا، والتفاعل يتيح التعرف عن الهدف إن وصل أم لا. وأصبحت الأمور قابلة للقياس بكيفية علمية دقيقة".
كل الإمكانيات المتاحة تُستعمل
من جانبه، كشف علي الغنبوري، عضو لجنة التواصل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن استراتيجية الحزب في هذا السياق "وطنية" و"متكاملة"، وقد اشتغل عليها نخبة من مناضليه، لكي يتواجد في مواقع التواصل الاجتماعي بقوة.
لا تقتصر هذه الاستراتيجية التواصلية لدى حزب "الوردة" على صفحة رسمية وحيدة، كما يشرح الغنبوري، في اتصال بـSNRTnews، بل تشمل كل الامتدادات الفرعية والتنظيمية، من خلال الفروع والكتابات الإقليمية وغيرها.
وتعتمد على ثلاثة مبادئ أساسية، يحددها في "ترويج خطاب الحزب، وإشاعة قيمه والدفاع عنه، والتجديد في الوسائل المتبعة في وسائط التواصل الاجتماعي"، من خلال الفيديوهات و"الگرافيك" والإيميل و"البلوگات" ومحركات البحث و"يوتيوب"، وكل التقنيات الحديثة التي يستعملها الحزب.
وقال: "لا نتشغل بمنطق الذباب الإلكتروني، ولا نستعمل هذه الرقمنة في لحظة الانتخابات فقط، لأن الحزب متواجد فيها على امتداد السنوات. هناك خلية تواصلية هدفها ترجمة الأفق السياسي إلى مادة ومحتوي رقمي"، مشيرا أن هذه الاستراتيجية جعلت الحزب رائدا في ما يخص "الگرافيزم"، فجميع الأنشطة تعتمد على هذه التقنية، إضافة إلى تقنية "البودكاست".
عمل تكميلي للجولات المباشرة
من جهته، يقول المهدي بنسعيد، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الأخير كمؤسسة وكقيادات حزبية كان من أول الأحزاب السياسية التي اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي في مخاطبته للمواطنين قبل عقد من الآن.
واسترسل، في اتصال بـSNRTnews، مضيفا أن هناك استمرارية وبحثا دائما عن كيفية تطوير عمل الحزب بهاته الوسائل لتكون أكثر نجاعة.
وبحسبه، لا يمكن لحزب يؤمن بضرورة التحديث والتطور داخل المجتمعات ألا يعتمد على مبدأ التواصل الرقمي في ممارساته الداخلية أولا، ووسائل عمله ثانيا، والتي من ضمنها التواصل مع المواطنين والمواطنات.
هل التطور الرقمي بديل جديد للحملات والجولات المباشرة التي يقوم بها المنتخبون والأحزاب؟ يجيب المهدي بنسعيد بأن الأمر متعلق بعمل تكميلي، وليس بديلا؛ إذ أبرز أن العمل على أرض الواقع والتقرب من المواطنين في أحيائهم ومنازلهم عبر الجولات المباشرة ونهج سياسة القرب مهم جدا لإعادة الثقة لدى المواطنين في العمل السياسي والحزبي والمنتخبين، ووسائل التواصل الاجتماعي لأنها تمكن من الوصول لأكبر عدد من المواطنين في وقت وجيز جدا وبمختلف مناطق المملكة.
ولا يمكن اعتبار هاته الرقمنة لها سلبيات في نظر بنسعيد، لأنها تدخل ضمن صراع سياسي وحزبي، وهو أمر محمود طالما كان الانتقاد بناء ومبنيا على أسس صحيحة يمكن أن تساهم في الرقي بالممارسة السياسية في المغرب.
كما لا يمكن تحميل وسائل التواصل الاجتماعي سبب أي سلبيات، "فهاته الأمور موجودة حتى داخل الإعلام الكلاسيكي والمواقع الإخبارية وعلى أرض الواقع كذلك، وأمر مثل هذا يحتاج تخليقا للحياة السياسية والحزبية عموما وفي مختلف المستويات"، يختم قوله.
مقالات ذات صلة
سياسة
تكنولوجيا
تكنولوجيا