اقتصاد
التعاونيات الفلاحية تنتظر التفاتة من الحكومة
18/10/2021 - 08:48
حليمة عامرتأمل فئة من أرباب التعاونيات والعاملين فيها أن تشمل الإصلاحات التي ستتخذها الحكومة الجديدة جانبا من المشاكل والصعاب التي واجهتهم، بعدما تأثروا بتداعيات فيروس كورونا، وأوشك عدد منهم على الإفلاس.
خلق فرص للتسويق
بحسب عمر علي بن مبارك، مدير مسير للتعاونية النسوية أرگان دوتوريرت، بأكادير، فإن إصلاح القطاع يبدأ أولا بالتفكير في إيجاد منافذ وأسواق لتقوم التعاونيات بتسويق منتوجاتها بها، إذ أفاد بأنهم حاليا عاجزون عن بيع المنتوجات التي يملكونها كما كانوا في السابق.
وقال بن مبارك، في تصريح لـSNRTnews، إن هذه الأزمة انعكست على أسعار المواد الأولية، الخاصة بالأرگان، إذ ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الشهور السابقة، الأمر الذي جعل المهنيين يعانون بين مطرقة غياب منافذ التسويق وسندان غلاء المواد الأولية؛ "أفياش" التي تصنع منها المواد المعروضة للبيع، مبرزا أنها ارتفعت من 3 إلى 7 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وكانت التعاونية النسوية أرگان دوتوريرت، بأكادير، تبيع من طن إلى طنين من المنتوجات المصنعة من قبلها، لكن خلال السنتين الأخيريتين لم تعد تبيع حتى ربع منتوجاتها، بسبب تقلص الأسواق التجارية.
ويأمل المقاول الشاب في دعم القطاع وخلق فرص لإدماج نساء التعاونيات، إذ كانت مؤسسته توفر للعاملات دخلا اقتصاديا، تواجهن به تكاليف العيش، غير أنه بعد الركود الاقتصادي الذي وجدن أنفسهن فيه، تراجعت مداخيلهن.
وأبرز المتحدث ذاته أن غالبية زبائنهم الذين كانوا يشترون مواد التجميل الطبيعية المصنعة من الأرگان، تراجعت مداخيلهم، بدورهم، وأصبحت مسألة شراء هذه المواد مجرد كماليات، خصوصا بعد ارتفاع أسعار عدد منها.
مواكبة المهنيين للخروج من الأزمة
من جهتها، أوضحت حفيظة، صاحبة تعاونية نجمة أركان بمنطقة سوس، التي تصنع وتبيع مواد التجميل الطبيعية والكسكس، أن المهنيين يأملون من وزارة الفلاحة أن تقوم بتأطيرهم ومواكبتهم حتى الخروج من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي ألمت بهم بسبب الركود التجاري.
وقالت المتحدثة ذاتها إنه قبل إطلاق تعاونيتهم لم تجدن أي مواكبة في جميع المراحل التي مررن منها، من مرحلة التأسيس إلى أن أصبحن قادرات على تدبير أنفسهن، مشددة على مواكبة حاملي المشاريع، ودعمهم عن قرب.
وعاشت تعاونية نجمة أركان سوس، مثل غيرها من التعاونيات، أزمة في النهوض من تداعيات كورونا، إذ غاب عنها المعرض الدولي للفلاحة، بسبب تداعيات كورونا، رغم الأسواق الالكترونية الافتراضية التي طرحتها أكثر من جهة للنهوض بالقطاع، منها المعرض الرقمي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني "Coop Expo".
وتعتبر المتحدثة ذاتها أن الوضعية الوبائية بالمنطقة أصبحت تسمح بتنظيم معارض محلية، لإنقاذ ما تبقى من القطاع، رغم أنهم ضيعوا فرصة الانتعاش خلال فصل الصيف، الذي شهد دخول مغاربة العالم وخلق نوعا من الرواج بفضل السياحة الداخلية.
دراسة لتقييم الآثار
وسبق لدراسة أجراها المركز المغربي للدراسات والمقاولات الاجتماعية، همت جهة فاس مكناس، أن كشفت تأثير الجائحة على للتعاونيات، إذ كان سلبيا على العديد من الأنشطة، بما فيها الصناعة التقليدية والخدمات، مبرزة أن هذه التأثيرات أعطت تفاوتا في رقم معاملاتها وساهمت في تأثير سلبي على المشغلين وعلى العاملين فيها.
وبينت هذه الدراسة أن هذا التأثير يتفاوت من قطاع لآخر، إذ أن التعاونيات التي تشتغل في الصناعة التقليدية استطاعت أن تحول عملها نحو صناعة الكمامات والمعقمات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التعاونيات الفلاحية، بحكم وجودها بالمجال القروي، حيث تتميز هذه الأخيرة بصغر حجمها وبقوة التضامن بين أعضائها، ما جعلها تصمد أمام الجائحة.
وأوضحت الدراسة أن التعاونيات المرتبطة بالخدمات السياحية والمطعمة والنقل، كانت أكثر تضررا بسبب توقف أنشطة المجالات المرتبطة بها.
وأبرزت الدراسة أن هناك تعاونيات استطاعت أن تدبر الأزمة عبر ولوج منصات التسويق الإلكترونية التي وضعتها وزارة الصناعة والتجارة ومكتب التنمية والتعاون رهن إشارة هذه التعاونيات، لكن في المقابل هناك 41 في المائة من التعاونيات، ضمن عينة تمت دراستها، توقفت أنشطتها بما بين 80 و100 في المائة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع