اقتصاد
التكوين مفتاح تطوير مجال صناعة الأدوية
03/05/2021 - 11:38
سهام خلوف (متدربة) | مريم ايت اوعنفي المغرب، كما في باقي الدول، أبرزت الأزمة الصحية الناجمة عن وباء "كوفيد-19" الأهمية الحاسمة لصناعة الأدوية. وكقطاع استراتيجي للاقتصاد الوطني، شكلت صناعة الأدوية نشاطا أساسيا وذا أولوية طوال هذه الفترة الصعبة. وعلى الصعيد الوطني، تمثل هذه الصناعة وزنا اقتصاديا مهما وتساهم بشكل كبير في خلق فرص الشغل.
القطاع بالأرقام
بحسب آخر الأرقام الصادرة عن الجمعية المغربية للصناعات الدوائية، فإن هذه الصناعة توظف ما يقرب عن 50 ألف شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، منهم ما لا يقل عن 98 بالمائة من المغاربة. وهو رقم لا يزال على حاله، حسب الصناعيين، على الرغم من تداعيات الأزمة المرتبطة بكوفيد-19 على الاقتصاد الوطني.
أكد علي سدراتي، رئيس الجمعية المغربية للصناعات الدوائية، في تصريح أدلى به لـSNRTnews أن، "بالمغرب، لدينا 12 ألف صيدلي موزعين في جميع أنحاء البلاد بالنسبة إلى 36 مليون نسمة، في حين أن فرنسا لديها 23 ألف لحوالي 68 مليون نسمة، ناهيك عن أن استهلاكنا للأدوية في المغرب أقل ب30 مرة من استهلاك فرنسا".
توجد حاليا في المغرب 49 شركة أدوية صناعية في جميع أنحاء البلاد. هذه الشركات تسلم الأدوية يوميا إلى حوالي ستين بائعا بالجملة يغطون كامل التراب الوطني.
التكوين رافعة لا غنى عنها
يحقق هذا القطاع مبيعات عالمية سنوية تبلغ 15 مليار درهم، تمثل 1,5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، و5,2 بالمائة من القطاع الصناعي (حسب الجمعية المغربية للصناعات الدوائية). مثل أي نشاط آخر، يعتمد تطوير صناعة الأدوية وتطورها بشكل أساسي على جودة التكوين المهني المقدم.
يشير علي سدراتي إلى أن "المغرب محظوظ لوجود الكثير من الموارد البشرية المكونة في الجامعات الوطنية، سواء في كليات الطب أو الصيدلة أو العلوم أو الاقتصاد أو حتى الهندسة"، مضيفا أن "قطاع الصيدلة هو أحد قطاعات التكنولوجيا الرائدة على المستوى العالمي. وعند الحديث عن التكنولوجيا الرائدة، نحتاج إلى تكوين، واكتساب تقنيات، ومهارات".
ونظرا لمتطلبات قطاع الصيدلة من حيث الجودة والسلامة، يلعب التكوين دورا لا بديل عنه في تطوير هذه الصناعة. "نرحب بالعديد من المتدربين من مختلف المجالات، ونقوم بالتوظيف ونكون على العمل. هذا القطاع يساهم بدوره في التكوين؛ إذ لدينا العديد من الاتفاقيات مع جامعات الدولة المختلفة، سواء في العلوم أو الطب أو الصيدلة أو غيرها"، يشرح سدراتي.
معهد لتعزيز التكوين
وفي السياق ذاته، وقع وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني سعيد أمزازي، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب شكيب العلج، ووزير الصناعة والتجارة مولاي حفيظ العلمي، ورئيس الفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي علي سدراتي، في 16 من ابريل الماضي بالدار البيضاء، اتفاقية إطار تهدف إلى إنشاء معهد تكوين مهني في مهن صناعة الأدوية.
ووضح علي سدراتي لـSNRTnews انه "سيتم إنشاء هذا المعهد الجديد لتمكين وضمان تكوين الشباب الموجه بشكل خاص لأنشطة صناعة الأدوية. وهذا رصيد ضخم لجميع البلدان الإفريقية أيضا لأن هذا المعهد سيكون قادرا على استيعاب وتكوين تقنيين لإفريقيا".
كما يؤكد المتحدث ذاته أن "المغرب يتوفر على مشتل للموارد المكونة، ولكن في الوقت نفسه، فإن الصناعة الدوائية الوطنية لديها حاجة خاصة لتكوين إضافي محدد، وهذا ما سيوفره هذا المعهد الجديد. منذ عام 2019، تم منح هذا النوع من المعاهد التكوينية إدارة مشتركة وموحدة بين القطاع الخاص والإدارة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مما قد يؤدي إلى ترشيد أفضل أو تحقيق تلاؤم أفضل بين التكوين والحاجة في ما يخص فرص الشغل".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم