مجتمع
الحماية الاجتماعية حلم في طريقه للتحقق للصناع التقليديين
16/04/2021 - 23:29
يونس أباعليالورش الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته يستهدف، من بين فئات أخرى، فئةً تمثل 22 في المائة من السكان النشطين اقتصاديا في المغرب، في قطاع يساهم بنسبة 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وبالتالي هذا الورش الملكي مكسبٌ كما يُجمع على ذلك المعنيون.
القطاع في أرقام
يقدر عدد الصناع التقليديين بحوالي 2,4 مليون شخص، ينشط 47 في المائة في قطاع الصناعة التقليدية الانتاجية، و53 في المائة في الصناعة التقليدية الخدماتية.
بحسب آخر إحصائيات وزارة السياحة والصناعة التقليدية، حقق هذا القطاع الفرعي، رقم معاملات قدره 76,4 مليار درهم، بنسبة نمو تقدر بنحو 4 في المائة، فيما وصلت نسبة القيمة المضافة إلى 38,3 مليار درهم، وفاقت الصادرات 792,15 مليون درهم حسب إحصائيات 2019، ويخلق 1,15 مليون منصب شغل بإضافة الصناعة التقليدية الخدماتية.
وفي 2018، ارتفعت حصة السوق الداخلية من رقم المعاملات لتصل إلى 88 في المائة، مقابل 78 في المائة في عام 2017.
في نهاية عام 2019، تجاوز عدد تعاونيات الصناعة التقليدية 5 آلاف وحدة بما يقرب من 50 ألف منخرط، بما يمثل 18.4 في المائة من الحركة التعاونية الوطنية.
وقد عملت الوزارة بتنسيق مع جميع الفاعلين المعنيين على تنفيذ الورش الاستراتيجي الوطني المتعلق بالتغطية الاجتماعية للصناع التقليديين، وذلك تطبيقا لأحكام القانون رقم 15.98 المتعلق بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض والقانون رقم 15.99 القاضي بإحداث نظام للمعاشات لفائدة فئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا.
ما رأي المعنيين في هذا الورش؟
يشدد عبد الكبير العمراوي، الكاتب الاقليمي لقطاع الصناعة التقليدية بالفداء مرس سلطان للاتحاد العام للمقاولات والمهن، على أن المعنيين عبروا عن اعتزازهم بهذا الورش، لأنه كان من المتمنيات، مشيرا إلى أنهم "كانوا يعانون ويحسون بأنهم مهمشين".
وتابع عضو غرفة الصناعة التقليدية بالدار البيضاء قائلا، في تصريح لـ"SNRTnews": "لقد أتى الورش بميزات كثيرة، وهذا دليل على الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة لهذه الفئات العريضة من المجتمع. الآن سنعقد لقاءات تواصلية مع مسؤولي الضرائب والضمان الاجتماعي للتعبئة الجماعية ومع المعنيين أيضا ليفهموا معنى الحماية الاجتماعية وضوابطها، خصوصا أن هناك اختلافات في ما يتعلق بالنسب السنوية للضريبة الواجب أداؤها وهو ما خلف نوعا من الغموض لدى عديدين"، في وقت مرّ ويمر القطاع من ظرفية صعبة بسبب "كورونا"، ومازال غير منتعش لأن هناك حرفا أغلقت أو تضرر منتوجها وتراجعت مبيعاتها، كالحلاقة والفخارة وغيرها.
ولفت عيسى اشوط، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالرباط، إلى أن الورش هو مكسب كبيير للتجار والمهنيين بكل فئاتهم، ومنذ بدء التنزيل انخرطت النقابة، كما يشرح، في تصريح لـ"SNRTnews"، قائلا: "انتقلنا إلى المعنيين لتشجيعهم على الإدلاء بالتصريحات الضريبية، وقد كان هناك تفاعل عفوي، فقط كان هناك أيضا بعض التذمر من طريقه احتساب الضريبة".
وتشير الأرقام الأخيرة إلى وجود 500 ألف صانع تقليدي يؤدون الضرائب. وقد تم في يونيو الماضي، ملء فراغ تشريعي يمس هذه الفئة، بمشروع قدمته نادية فتاح، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، يهدف إلى تنظيم النسيج الجمعوي بالقطاع وإحداث هيئات مهنية إقليمية وجهوية ووطنية تمثل مختلف أنشطة الصناعة التقليدية، وكذا ضمان امتيازات وتحفيزات لفائدة الصناع التقليديين المقيدين بسجل الصناع التقليدية، أبرزها الاستفادة من نظامي التغطية الصحية والتقاعد.
وقد أوضحت الوزيرة حين المصادقة على المشروع أن هناك مشروعا إصلاحيا كبيرا تسهر عليه الوزارة في صرح المنظومة التشريعية بالمغرب، والهدف هو حسن تنظيم وتدبير قطاع مهم وحيوي في الاقتصاد الوطني يشغل ما يقارب 2,4 مليون صانع وصانعة يمثلون 20 في المائة من الفئات النشيطة، ويساهم بـ7 في المائة في الناتج الداخلي الخام بالمغرب.
لكن إلى جانب الـ500 ألف هناك حوالي مليونان يشتغلون بدون رسم ضريبي في القطاع نفسه، فهناك محلات يُشغل أصحابها شبانا حرفيين لا يؤدون الضرائب، لذلك يتساءل العمراوي كيف سيستفيدون من التغطية التي ارتبطت بالضريبة المهنية، لافتا إلى أن هناك مشكلا آخر مرتبط باختلاف خصوصيات الجهات في ما يتعلق بالضرائب وثمن العقار والأكرية.
سيكون بإمكان التجار والمهنيين والحرفيين، تسجيل أنفسهم والتصريح بأفراد أسرهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، اعتبارا من يوم الاثنين التاسع عشر من أبريل الجاري.
إذ أعلن الصندوق في بلاغ له، عن وضع بوابة www.macnss.ma، رهن إشارة التجار والمهنيين والحرفيين المعنيين بنظام المساهمة المهنية الموحدة الذين قاموا بتقديم إقرارهم الضريبي، حتى يتمكنوا من تسجيل أنفسهم والتصريح بأفراد أسرهم (الزوج(ة) والأطفال).
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
سياسة