رياضة
الرياضة المدرسية .. عودة الحياة
10/07/2021 - 17:54
صلاح الكومريفي سنوات سابقة، كانت الرياضة المدرسية، الابنة البكر للرياضة الوطنية المغربية، في الكثير من الفروع الرياضية، خاصة في ألعاب القوى، إذ أن الكثير من الرياضيين المغاربة، السابقين، برزت مواهبهم في الملتقيات والبطولات المدرسية، ثم ألحقوا بالأندية المحلية، وتدرجوا في مختلف الفئات، إلى أن أصبحوا أبطالا، ثم نجوما، شرفوا الراية المغربية في الحافل الدولية، على غرار سعيد عوطية، نزهة بيدوان، نوال المتوكل، صلاح حيسو، خالد السكاح، وآخرين.
إعلان العودة
في 17 شتنبر 2018، وقع سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة سابقا، اتفاقية شراكة أمام أنظار الملك محمد السادس، تخص إحداث مسالك دراسية "رياضة ودراسة"، ومسالك بالتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين، في إطار إعادة الروح للرياضة المدرسية، وأيضا من أجل خلق آفاق متعددة للتلاميذ والطلبة.
واستنادا إلى وزارة التربية الوطنية فإن هذه الاتفاقية تهدف إلى "تحقيق التميز الرياضي والدراسي للتلاميذ الرياضيين الموهوبين، عن طريق تمكينهم من المزاوجة بين التعليم والتكوين الأكاديمي، من خلال متابعتهم دروس جيدة، وبين التكوين الرياضي، عبر ممارستهم للأنشطة الرياضية على المستوى المطلوب".
وحسب الوزارة ذاتها، فإن هذه الاتفاقية، تهدف، أيضا، إلى "تهيئ الظروف والشروط اللازمة لممارسة الأنشطة الرياضية المدرسية، من طرف المتعلمين والمتعلمات، وجعل المدارس مشتلا للتنقيب عن المواهب الرياضية، وصقل مهاراتها وتوجيهها إلى الأندية الرياضية الوطنية".
مسؤول: الرياضة المدرسية أساسية
قال عبد السلام ميلي، مدير "مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية" في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن الرياضة المدرسية، كانت ومازالت "مكونا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه من المنظومة التعليمية المغربية".
وأضاف عبد السلام ميلي، في اتصال هاتفي مع SNRTnews، أن وزارة التربية الوطنية، حريصة على دمج مادة التربية البدنية والرياضة في المناهج التعليمية، في جميع المدارس والمؤسسات التعليمية في المملكة، العمومية والخصوصية، وأيضا مؤسسات التكوين المهني، والهدف من ذلك، حسب المتحدث ذاته، تمكين التلميذ من ترجمة إبداعاته ومواهبه على أرض الواقع، وأيضا جعل هذه المؤسسات "مشتلا للمواهب والكفاءات".
وحول أسباب توقف الرياضة المدرسية عن "تفريخ المواهب"، قال المسؤول ذاته، إن "الرياضة المدرسية كانت دائما حاضرة في المؤسسات التعليمية، لكن الأندية هي من توقفت عن الاعتماد على المواهب المدرسية"، مضيفا: "السبب في ذلك أن مجموعة من الأندية كانت تعتمد التنقيب على المواهب في المدارس، لم يعد لها وجود اليوم".
وأضاف عبد السلام ميلي، أن الاستراتيجية المتبعة، حاليا، ترتكز على خلق "مراكز لمسارات ومسالك رياضة ودراسة"، وتوفير جميع الأصناف الرياضية التي يمارسها التلاميذ في المدارس، مبرزا: "لكل تلميذ أو تلميذة الحق في ممارسة أي نشاط رياضي يستهويه".
مشروع "رياضة ودراسة"
من أجل إعادة إحياء الرياضة المدرسية، وجعلها أكثر هيكلة وتنظيما، كان لزاما إحداث مسالك "رياضة ودراسة"، بهدف "تكوين المتعلمين والمتعلمات والموهوبين رياضيا، تكوينا مندمجا يمكنهم من تطوير مهاراتهم الرياضية وتنمية مكتسباتهم المعرفية والعلمية، من خلال المزاوجة بين التكوين الرياضي والتحصيل الدراسي"، حسب ما جاء في بلاغ سابق لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
في هذا السياق، يقول عبد السلام ميلي، لـSNRTnews، إن مشروع "رياضة ودراسة"، يمنح التلاميذ الموهوبين، فرص أكبر للمزاوجة بين الممارسة الرياضية والتحصيل الدراسي، بحكم أن التلميذ سيدرس في مركز رياضة ودراسة لنصف يوم، من الثامنة صباحا إلى الواحدة ظهرا، ثم يمارس الرياضة في نصف اليوم الثاني، في النادي أو الجمعية الرياضية التي ينتمي إليها، من الثالثة عصرا إلى السادسة زوالا، وهذا البرنامج، حسب المتحدث ذاته، يمتد لـ5 أيام في الأسبوع، من الاثنين إلى الجمعة، على أن يقضي التلميذ يومي السبت والأحد في تلقي دروس الدعم، حين لا يكون ملزما بخوض أي منافسة رياضية.
وأضاف مدير "مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية" في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أنه من أجل خلق وتكوين رياضي كبير، يجب أن توفر له شروط الدراسة والممارسة الرياضية، لهذا، تم تجهيز المراكز والمؤسسات التعليمية التي تعتمد مسالك "رياضة ودراسة"، بجميع الأولويات والحاجيات الأساسية للتلاميذ، على غرار التغذية، الملابس، الأدوات المدرسية، والمعدات الرياضية.
وقال المسؤول ذاته، إن التجربة الأولى للمراكز التعليمية "رياضة ودراسة"، انطلقت السنة الماضية في مدن طنجة، الدار البيضاء، الرباط، آسفي، ومدن أخرى، في أفق نشر هذه المراكز، في السنوات المقبلة، في جميع أكاديميات المملكة.
الإقبال في تزايد
في أول موسم دراسي 2019/2020، في مسارات مسالك "رياضة ودراسة"، بلغ عدد التلاميذ المسجلين 267 تلميذا، وفي الموسم الثاني 2020/2021، ارتفع عدد المسجلين لـ1396، ويرتقب أن يبلغ العدد المسجلين 4200 تلميذ وتلميذة في الموسم الدراسي المقبل 2021/2022.
وحسب عبد السلام ميلي، فإنه من المرتقب أن تشهد السنوات المقبلة، إقبالا كبيرا على مراكز "رياضة ودراسة"، خاصة وأن النتائج المسجلة، في السنوات الأولى لهذا المشروع، إيجابية وجد محفزة، بحيث، يقول المتحدث ذاته، أن مجموعة من التلاميذ شاركوا في تظاهرات رياضية دولية، خاصة بالرياضة المدرسية، وأحرزوا على المراكز الأولى.
تنظيم تظاهرات مدرسية
منذ انطلاق مشروع "رياضة ودراسة"، الهادف إلى إعادة إحياء الرياضة المدرسية، نظمت الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، ومجموعة من الجامعات الرياضية، العديد من الملتقيات الرياضية المدرسية، الوطنية والدولية، على غرار الدورة 17 للبطولة الدولية للألعاب الرياضية المدرسية "جمنزياد Gymnasiade 2018"، في الفترة الممتدة ما بين 2 و9 ماي 2018، في مدينتي مراكش والدار البيضاء، بمشاركة أزيد من 3000 شاب وشابة، في الفئة العمرية المتراوحة ما بين 15 و18 سنة، يمثلون 58 دولة من مختلف القارات.
وخلال هذا التظاهرة، احتلت الرياضة المدرسية المركز الثاني، برصيد 88 ميدالية، منها 33 ميدالية ذهبية، و23 فضية، و32 برونزية، بينما حل المنتخب المدرسي الأكراني في المركز الأول برصيد 104 ميدالية.
كما نظم المغرب الملتقى الإفريقي الثاني للرياضة المدرسية، يومي 27 و28 أبريل 2019، في مدينة طنجة، بمشاركة 15 بلدا إفريقيا، تحت شعار "الرياضة المدرسية دعامة لتنمية الشباب الإفريقي".
وتنظم، سنويا، العديد من الملتقيات والبطولات المدرسية المحلية، على غرار "البطولة الوطنية في العدو الريفي"، و"البطولة الوطنية للألعاب الجماعية"، و"البطولة الوطنية المدرسية للتعليم الابتدائي"، و"البطولة الوطنية المدرسية للمراكز الرياضية"، و"البطولة الوطنية لمؤسسات التعليم القروي"، و"البطولة الوطنية المدرسية للتلاميذ في وضعية إعاقة".
اتفاقيات شراكة مع الجامعات الرياضية
يوم الاثنين 26 أبريل 2021، أشرف سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، على توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع ممثلي عدد من الجامعات الرياضية الوطنية.
وتم توقيع هذه الاتفاقية مع جامعات كرة الطائرة، الرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب، التايكواندو، الرياضات الحضرية، الكانو كاياك، الهوكي، كرة القدم، والأولمبياد الخاص المغربي.
كما وقعت وزارة التربية الوطنية، في 7 يوليوز 2021، اتفاقية شراكة وتعاون مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية.
واستنادا إلى وزارة التربية الوطنية، فإن جميع هذه الاتفاقيات، تهدف إلى "الارتقاء بالرياضة المدرسية وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية، لتكوين أجيال رياضية قادرة على تمثيل المملكة المغربية تمثيلا مشرفا في مختلف المنافسات العربية والدولية".
إضافة إلى ذلك، ستمكن هذه الاتفاقيات، حسب الوزارة ذاتها، من "إنجاز مشاريع مشتركة تهم تطوير الرياضة المدرسية والمدنية وتبادل الخبرات والتجارب في مجال التحكيم والتدريب والتدبير وفي مجالات أخرى، وأيضا الاستفادة من المرافق والفضاءات الرياضية والإدارية والتربوية المتوفرة لدى الأطراف المعنية شريطة التنسيق".
الرسالة الملكية.. خارطة الطريق
كانت ومازالت الرسالة الملكية للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة، التي نظمت يومي 24 و25 أكتوبر 2008 في الصخيرات، خارطة طريق إصلاح وتقويم الرياضة الوطنية، ووضعها على السكة الصحيحة.
ومن بين ما جاء في الرسالة الملكية، دعوة المسؤولين الرياضيين إلى إعادة إحياء دور الرياضة المدرسية والجامعية، مشيرة إلى أنها تعاني "الإهمال".
وجاء في الرسالة الملكية: "يجب إعادة تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية، اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة وصقلها".
وأَضافت الرسالة الملكية: "أمام الإهمال الذي أصبحت تعانيه، فإنه أصبح من الملح جدا، الانكباب على وضعية هذه الرياضة المدرسية والجامعية بغية توسيع قاعدة الولوج إليها وتحسين تجهيزاتها التحتية وشروط ممارستها، في إطار شراكة نموذجية بين الفرق التأطيرية، داخل المؤسسات التربوية والهيآت الرياضية".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة