مجتمع
السعداني : بعض المؤسسات التعليمية تلجأ إلى تضخيم النقاط
23/06/2021 - 11:37
خولة بنحدو | مراد كراخيأظهرت نتائج امتحانات الباكالوريا المنشورة مؤخرا حصول بعض التلاميذ على نقاط عالية جدا، كيف تفسر ذلك؟
أولا يجب الإشارة إلى أن هذه النقاط العالية جدا، لا تمثل سوى قلة من التلاميذ. ومع ذلك، وفي المجمل فقد لاحظنا ارتفاعا في النقاط المحصلة بالباكالوريا خلال السنوات الأخيرة، الذي يرجع بالأساس إلى الرغبة في زيادة عدد الحاصلين على هذه الشهادة، وهذه ظاهرة عالمية وليست مغربية فقط. فعلى على سبيل المثال، نلاحظ أن الهدف في فرنسا هو أن يجتاز 80 بالمائة من المترشحين شهادة البكالوريا.
هل تعبر هذه النقاط عن الواقع؟
تلجأ بعض المؤسسات التعليمية إلى تضخيم النقاط من أجل تعزيز نجاح التلاميذ من المستوى الابتدائي إلى الإعدادي والثانوي، بهدف الرفع من معدل النجاح العام لتجنب التكرار، حيث يجتاز التلاميذ الفصول دون تمكنهم من التحصيل. أود أن أقول إن هناك ارتباطا بين تضخيم النقاط والانخفاض في تحصيل الطلاب، الذي يُقاس بالاختبارات الوطنية والدولية.
هل يسمح نظام التقييم المعتمد بالمغرب بالوقوف على المستوى الحقيقي للتلاميذ؟
لا، ولهذا أوصى النموذج التنموي الجديد، بوضع نظام تقييم مستقل وشفاف، حيث أن نظام التقييم يجب أن يبدأ منذ المدرسة الابتدائية، من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي للأطفال، بما يمنح إمكانية تعديله، مع مرور السنوات.
واقترحنا في النموذج التنموي كذلك، توسيع وتعميم البرنامج الوطني لتقويم التعليم، الذي تنجزه الهيئة الوطنية للتقييم، التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، من خلال عينة من التلاميذ ليشمل مجموع المتعلمين، حيث ستمكننا هذه الطريقة من إجراء تقييم موضوعي لمستوى كل تلميذ والعمل على تحسين مستواه، كما يمكننا إجراء هذا التقييم باستخدام الوسائل الرقمية للحصول على نتائج فورية.
ماذا عن التوجيه المدرسي؟
إنه عنصر أساسي في نجاح المتعلم، خلال حياته المهنية. وفي هذا الإطار، نلاحظ عدم فعالية النموذج المتبع حاليا، حيث أن التلاميذ لا يطورون شغفهم بمهنة معينة، كما أنه لا يتم توجيه المتعلمين من خلال مهاراتهم أو خططهم الشخصية أو فرصهم في سوق العمل، لهذا يُقترح وضع المشروع الشخصي للتلميذ في صلب عملية التوجيه، بدءا من المدرسة الابتدائية، إضافة إلى تشجيع التكوين المهني.
كيف تتخيل مدرسة الغد؟
مدرسة الغد يجب أن تضمن أولا نقل المهارات الأساسية، من خلال تلقين أساسيات القراءة والكتابة والحساب إلى جميع التلاميذ، وتضمن إدماجهم، خاصة الأطفال في وضعية هشة. وهي أيضا مدرسة تسمح للأطفال بتنمية شخصيتهم واكتساب ثقافة عامة، والتطور من خلال الرياضة والتعبير عن إبداعهم الفني، إنها أيضا مدرسة تمنح لكل طفل مغربي فرصة للنجاح في الحياة بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية.
وفي الأخير، أود أن أقول إن الهدف الأساسي الذي يجب توفره في مدرسة القرن الواحد والعشرين، هو إعداد التلاميذ لوظائف المستقبل.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع