هكذا يتم تصحيح امتحانات الباكالوريا

شرع الأساتذة المكلفون بعملية تصحيح أوراق التلاميذ المترشحين لنيل شهادة الباكالوريا، في ظروف خاصة، حيث تتم هذه العملية في سرية تامة، بعد أن باشر المصححون فترة الاعتكاف داخل مراكز التصحيح على المستوى الوطني.

سرية واعتكاف

أفادت إكرام بوعياد، رئيسة قسم الشؤون التربوية للأكاديمية الجهوية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، بأن عملية التصحيح النموذجي قد انطلقت فعلا على مستوى 45 مركزا جهويا، حيث بدأ طاقم من الأساتذة المعتكفين بالمراكز الجهوية، بإجراء الترقيم السري لأوراق المترشحات والمترشحين، مشيرة إلى أنه يتم إخفاء أسماء الأساتذة المكلفين بهذه العملية، حيث يتم ذلك بدون ذكر الأسماء.

وأوضحت المتحدثة ذاتها، بأنه خلال الحصة الأولى من عملية التصحيح، يقوم المفتش بإجراء اجتماع خاص يتم فيه التصحيح بشكل "تجريبي"، حيث يتم فرز عينة مختلفة من الأوراق التي يتم منحها لـ3 أو 4 مصححين "على سبيل المثال"، ثم تتم المقارنة. وبعدها يتم إعادة توزيع الأوراق بين الأساتذة بعد التصحيح، لكي تتم مقارنة التصحيح الخاص بكل أستاذ، وذلك بغاية أن يتفقوا جميعهم على مجموعة من المعايير المحددة، الخاصة بكل جواب على حدة والتي يجب أن يتم التوافق عليها.

وتؤكد بوعياد على أن المفتش الخاص بمراقبة تصحيح الامتحانات، هو الذي يتولى مهمة الرصد والتتبع لهذه العملية، بمراكز التصحيح.

وتضيف: "بعد الانتهاء من عملية التصحيح التجريبي، يحصل كل أستاذ مصحح على الظرف الخاص به بالاسم، ليبدأ عملية التصحيح خارج الاعتكاف بشكل مؤطر ومنظم ويتعين على المصحح التوقيع عند الانتهاء من كل ورقة على حدة، حيث يتحمل مسؤولية جميع الأوراق المصححة، في حال ظهرت أخطاء في التصحيح بعد إعلان النتائج وطالب أحد التلاميذ بإعادة مراجعة ورقته".

بعد التصحيح الفعلي، يقوم الأساتذة كذلك بالقيام بعملية مسك النقط على منظومة "مسار"، حيث ينتقل المصححون لخلية المسك داخل مركز التصحيح التي تكون تحت إشراف ومسؤولية متخصص في المعلوميات، الذي يسهل على الأستاذ المصحح الولوج إلى منصة "مسار" والقيام بوضع النقاط الناتجة عن عملية التصحيح وذلك عبر ترميز سري لا يمكن الاطلاع عليه.

ما مصير الأوراق المصححة؟

من جهة أخرى، تصرح المسؤولة بالأكاديمية الجهوية الرباط-سلا بأن الأوراق المصححة يتم إرجاعها للمركز الجهوي للامتحانات، التي تتضمن خلية جهوية مكونة من 30 شخص، مقسمون إلى 15 ورشة، تكمن وظيفتهم الأساسية في مراقبة مسك النقط، حيث تتمة مراقبة الأوراق الخاصة بإجابات المترشحات والمترشحين، مع اللوائح الموضوعة على منظومة "مسار".

وتشير بوعياد إلى أن هذه العملية تشمل أيضا مراقبة حالات الغياب والغش، بالإضافة إلى مجموعة من الضوابط والمعايير، معتبرة أنها عملية "ليست بالسهلة" وذات مسؤولية كبيرة.

وبخصوص اكتشاف حالات الغش أثناء تصحيح الامتحان، تقول إكرام بوعياد إن ذلك يتم عبر مقارنة الأجوبة مع المحتوى الذي يتم تسريبه على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هناك مجموعة خاصة برصد ما يتم نشره على تلك الشبكات، حيث يتم تحميلها على أقراص، يزود بها الأساتذة المصححون في حال تم اكتشاف أن هناك تطابق بين الإجابات الصحيحة أو الخاطئة التي يتم نشرها على الشبكات الاجتماعية.

وتضيف: "في حال تبين أن الأمر يتعلق بحالة غش، تم اكتشافها من قبل المصحح، بعد مقارنة الأجوبة التي يتم تسريبها على شبكات التواصل، يتم تحرير محضر 'غش أثناء التصحيح'".

وفي نفس السياق، تفيد بوعياد أن هناك مجموعات كبيرة متخصصة في تسريب مواضيع الامتحانات على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة بأنه على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، تم رصد ما يقارب 90 مجموعة يتم إحالة مسيريها للمتابعة القضائية.