رياضة
النموذج التنموي: نجاح الرياضة رهين بتدبيرها ترابيا
26/05/2021 - 00:42
يونس الخراشيوجاء في التقرير، أثناء حديثه عن الشأن الرياضي في صلة مع انتظارات الشباب وحاجياتهم الآنية والمستقبلية، في القسم الأول، المتعلق بمغرب اليوم والغد، الفقرة الثالثة، تحت عنوان: "وضعية راهنة تختلط فيها المكاسب ومظاهر الخصاص"، أن الولوج إلى وسائل التنشئة الاجتماعية وازدهار الشخصية عبر الثقافة والرياضة ما يزال صعبا، موضحا: "فقد تم إيلاء الثقافة والرياضة عناية خاصة على أعلى مستوى في الدولة، والتي تمت ترجمتها من خلال إطلاق العديد من التجهيزات من الطراز العالي، وكذا بواسطة دعم ملحوظ لتنظيم تظاهرات وفعاليات وطنية ودولية ذات مدى واسع. غير أن هذه العناية لم تتم بلورتها كسياسات عمومية، كما يدل على ذلك ضعف الموارد المالية والبشرية المخصصة لها. وإذا كانت البنيات التحتية المخصصة لاحتضان الأنشطة الثقافية قد تم تطويرها، فإن محتوى عرضها وتنشيطها ظلا محدودين أو دون انتظارات الشباب على الخصوص، وهو ما ساهم فـي الحد من جاذبيتها. أما في ما يخص الرياضة، وبالرغم من أهميتها على مستوى الصحة البدنية والنفسية وبكونها مصدرا لتنمية القدرات بامتياز، لا زالت الممارسة الرياضية ضعيفة في المغرب، بل وقد تراجعت على مستوى المنظومة المدرسية".
ولتجاوز هذه الوضعية غير المتماشية مع الحاجيات الشبابية، سيما أن فئة الشباب تمثل النسبة الأكبر في الهرم السكاني، وعليها المعول، أساسا، في دفع المغرب نحو مستقبل أفضل، أكد التقرير الحاجة إلى وضع برنامج وطني مندمج للشباب يتم تدبيره على المستوى الترابي، على أن يغطي مجموع المطالب التي عبر عنها الشباب من ثقافة وفنون ورياضة وترفيه وإدماج سوسيو اقتصادي ومشاركة مواطنة ومساندة اجتماعية، إذ اقترح، عند حديثه في القسم الثاني، المسمى: "النموذج التنموي الجديد: مغرب الغد"، وبالتحديد ضمن الخيار الاستراتيجي الثاني، وضع برنامج وطني مندمج للشباب، يتم تدبيره على المستوى الترابي من طرف هيئات مهنية عبر عقود ترتكز على حسن الأداء"، وزاد يقول: "ويجب أن يغطي هذا البرنامج مجموع المطالب التي عبر عنها الشباب، مـن ثقافة وفنون ورياضة وترفيه وإدماج سوسيو-اقتصادي ومشاركة مواطنة ومساندة اجتماعية"، ثم أوضح: "ويمكن تجسيد هذا البرنامج داخل فضاءات سوسيو-ثقافية ورياضية موجهة للشباب ومتوفرة بالقرب منهم، مع الاستفادة من التجهيزات الحالية والحرص على ضمان الولوج إليها. ويتأتى تفعيل هـذا البرنامج من خلال مقاربة مبتكرة ترتكز على: بنية ضامنة لاستراتيجية تفعيل السياسة العمومية المتعلقة بالشباب والتمويل والشراكات، ووكالات مهنية تتولى تفعيل البرامج بشراكة مع مقدمين خواص للخدمات أو جمعيات تتوفر على التجربة الكافية ومترسخة في المجالات الترابية".
التقرير قدم، ضمن حديثه عن الحلول المقترحة للرقي بالمرفق والممارسة الخاصين بالنشاط الثقافي والرياضي مقاولة "تيبو"، التي تعنى بإدماج الشباب عبر النشاط الرياضي، باعتبارها نموذجا مميزا. وجاء في التقرير أن "تيبو" مقاولة اجتماعية مهمتها تكوين وإدماج الشباب المحرومين الذين يعانون الإقصاء الاجتماعي عـن طريق الرياضة والتنمية الذاتية"، وهي المقاولة التي أحدثت "في 2011 وطورت نموذجا اقتصاديا دائما لتلبية حاجيات اجتماعية بفضل موارد ذاتية وتعبئة شراكات من القطاع العام والخاص. وباعتبارها الفاعل الرئيسي لإدماج وتكوين الشباب بواسطة الرياضة، فإن "تيبو" تقـوم اليوم بتدبير 19 مركزا بالمغرب، تتوزع على 14 مدينة في 8 جهات. وتطمح هذه المقاولة الاجتماعية إلى تغطية الجهات الاثنى عشر للمملكة ومواكبة الاستراتيجية الوطنية في إفريقيا بواسطة الدبلوماسية الرياضية، وأن تصبح بذلك "قاطرة للرياضة من أجل التنمية بإفريقيا في أفق 2030".
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
الأنشطة الملكية