عالم
تسابق شركات اللقاحات على تلقيح الأطفال لمكافحة الجائحة
17/03/2021 - 17:16
أ.ف.بوالأطفال أقل عرضة للإصابة بأعراض المرض الشديدة، وأصغرهم سنا ليسوا ناقلين نشطين للعدوى. لذلك لم تعط الأولوية حتى الآن لتطعيمهم.
وحصلت شركة فايزر على ترخيص لاستخدام لقاحها للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أكثر، وموديرنا وجونسون آند جونسون لمن هم في سن 18 عاما أو أكثر.
وبدأت الشركات الأميركية الثلاث منذ عدة أشهر تجارب سريرية لاختبار لقاحاتها على الفتية (من سن 12 عاما). وتدرس أسترازينيكا من جانبها تأثير لقاحها ابتداء من سن ست سنوات.
وتخطط شركة التكنولوجيا الحيوية موديرنا الآن لاستقطاب 6750 طفلا ورضيع ا للمشاركة في تجاربها في الولايات المتحدة وكندا. وستتم متابعتهم لمدة 12 شهرا بعد الجرعة الثانية.
وهذا العدد أقل من عشرات الآلاف ممن استقطبوا في التجارب التي شملت البالغين، لأن الأساس هنا، كما يقول خبراء، هو تحديد الجرعة الأنسب لهم، إذ تمت بالفعل دراسة آلية عمل اللقاح وكذلك سلامته.
وقال عالم المناعة الشهير أنتوني فاوتشي الشهر الماضي إن الأطفال الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما سيتم تطعيمهم "على الأرجح" في أوائل عام 2022.
قالت الطبيبة لي سافيو بيرز، رئيسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، لوكالة فرانس برس "أعتبر هذا أولوية قصوى (...) الأطفال دون سن العاشرة ينقلون الفيروس بوتيرة أخف، لكن هذا لا يعني أنهم لا ينقلونه على الإطلاق" بما في ذلك إلى أشخاص معرضين للخطر.
وأضافت أنه "حتى وإن كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض خطيرة، فهذا لا يعني أنهم لا يصابون بها"، بما في ذلك على مدى عدة أشهر، مشيرة إلى مئات الوفيات بين الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتأثرون بشكل كبير بعواقب معينة للوباء، مثل إغلاق المدارس.
وقال هنري بيرنستين، أستاذ طب الأطفال "كلما زاد عدد من يتلقون اللقاح، كان ذلك أفضل".
في الولايات المتحدة يمثل من هم دون 18 عاما حوالي خمس السكان. وقد تكون هذه النسبة أعلى في دول أخرى.
كما يبدو أن من غير المحتمل تحقيق ما يعرف باسم المناعة الجماعية اللازمة لوقف انتشار الوباء بدون أن يشمل التطعيم الأصغر سنا.
ولا تعرف بعد بالضبط النسبة المئوية من السكان الذين ينبغي تلقيحهم لتحقيق هذه المناعة الجماعية: ربما بين 70 في المائة أو 85 في المائة، وفق ا للدكتور فاوتشي.
كتب أخصائيا طب الأطفال بيري كلاس وآدم ج. راتنر في دورية نيو إنغلند جورنال أوف مديسين العلمية المرموقة في فبراير "تتطلب المناعة الجماعية الفعالة تطعيم الأطفال (...) إنه واجب أخلاقي وضرورة عملية".
وشددا على أن الفوائد ستكون "مباشرة" (ستقلل إصابة الأطفال بالمرض) و"غير مباشرة" (لن ينقلوا المرض).
ولكن "حساب نسبة المخاطر إلى الفائدة سيكون مختلفا عند تلقيح طفل يبلغ من العمر 9 سنوات أو شخص في التسعين من عمره"، كما يقول آميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للسلامة الصحية.
فإذا كانت اللقاحات فعالة جدا ضد حالات المرض الشديد بكوفيد والدخول إلى المستشفى والوفيات، فهذه "نادرة جدا عندما يتعلق الأمر بالأصغر سنا".
ويسأل في هذا السياق "ما هو مستوى الآثار الجانبية التي يمكن تحملها؟"، طارحا فكرة التوزيع حسب الفئات العمرية التي من شأنها أن تعطي الأولوية لليافعين الأكبر سنا مقارنة مع الأطفال الصغار.
ولأنهم ما زالوا في فترة النمو، تهدف التجارب السريرية على الأطفال إلى فهم كيفية استجابة أجهزتهم المناعية في مراحل النمو المختلفة.
ويعتبر العمل على مراحل مع النزول التدريجي في الفئات العمرية نهجا قياسيا في تطوير العلاجات.
لكن أميش أدالجا يقول إنه من الممكن أيضا أن يكون الوباء تحت السيطرة حتى قبل إعطاء اللقاحات للأطفال.
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
عالم