سياسة
حمى الانتخابات تجتاح الأحزاب السياسية
26/04/2021 - 12:21
مراد كراخييجب الارتقاء بالنقاش السياسي الذي تشهده الساحة السياسية المغربية، خلال الأيام الماضية، ليشمل التفكير في إيجاد بدائل للسياسات الحالية، وإيجاد حلول لبعض المظاهر التي تساهم في الحد من سرعة المغرب على المستوى التنموي والاقتصادي والاجتماعي، وفق الأستاذ محمد بودن، المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية.
بودن، كشف في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الحركية التي يعرفها المشهد السياسي بالمغرب، ظاهرة مألوفة، تبرز مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، حيث تشرع الأحزاب في تعزيز قواعدها وتقوية حضورها، من خلال تلميع صورتها إعلاميا، وتعزيز "مواردها البشرية الانتخابية"، موضحا أن الانتخابات المقبلة ستتميز بالخصوصية في ظل الجائحة، بالموازاة مع التطور الكبير الذي عرفه الفضاء الرقمي، الذي ستستخدمه الأحزاب لتقوية حضورها.
وأضاف المتحدث ذاته أن أساليب السجال والكشف عن نقاط ضعف الخصوم، إضافة إلى استقطاب النخب أو ما يصطلح عليه بـ"الترحال السياسي"، ليست جديدة على المشهد السياسي الوطني، موضحا أن ما يميز الاستحقاقات المقبلة، التي لم يتحدد موعدها بشكل رسمي بعد، هو "التشويق"، في ظل دخول قيادات بعض الأحزاب في مناوشات ثنائية، إضافة إلى استغلال بعض القضايا الاجتماعية في الحملات الانتخابية، من خلال الاحتفاظ بملفات قضايا معينة، يتم الكشف عنها مع اقتراب الانتخابات، لتصفية حسابات سياسية.
"البيجيدي" : ممارسات بعض الأحزاب تنفّر الناس من الحياة السياسية
أكد نزار خيرون، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية ومسؤول الإعلام بالحزب، أن دور الأحزاب السياسية دستوريا يتمثل في أنها تساهم في تأطير المواطنات والمواطنين عبر مختلف الأنشطة والمبادرات، بشكل متواصل طيلة المدة الانتدابية، لكن "للأسف الشديد معظم الأحزاب تغيب بشكل كلي عن الساحة وتظهر مع حلول السنة الانتخابية، وهذه السنة شاهدنا بعضاً من هذه الأحزاب تظهر في تكتل تدافع عن تعديل ضمن القوانين الانتخابية لمحاصرة حزب سياسي لأهداف انتخابية ظاهرة للعيان دون الحديث عن ممارسات أخرى هدفها استمالة الرأي العام انتخابيا".
وأوضح خيرون لـ"SNRTnews"، أن المتغيرات التي تعرفها الساحة السياسية بالمغرب مؤخرا، تؤشر على أننا "أمام حملة انتخابية سابقة لأوانها" تقوم بها بعض الأحزاب من قبيل "القفة الرمضانية" و"المساعدات الاجتماعية"، التي تنتهي بالفئة المستهدفة إلى التسجيل غير الإرادي في قوائم عضوية هذه الأحزاب، وغيرها من الممارسات والمبادرات التي تغيب طيلة الخمس سنوات مدة الانتداب التنظيمي للهياكل التنفيذية، وهي ممارسات "مع الأسف تساهم في تنفير الناس من الحياة السياسية وتضرب في العمق العمل السياسي النبيل".
أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، يضيف المتحدث ذاته، فهو لم يتوقف عن تنظيم الأنشطة طيلة مدة الانتداب، من لقاءات تواصلية إشعاعية وداخلية ومهرجانات خطابية ومبادرات مواكبة للأحداث والقضايا التي تعنى بها بلادنا، وهياكله تنعقد بشكل مستمر ويمكنكم العودة إلى عدد البلاغات التي أصدرتها الأمانة العامة وهياكل الحزب الموازية والمجالية ستجدها تصدر بشكل متواصل، "مترفعاً عن كل الممارسات والمناوشات التي من شأنها الإساءة للعمل السياسي وللأحزاب السياسية والمؤسسات المنتخبة".
"التقدم والاشتراكية": يجب القطع مع الاستغلال السياسوي للقضايا الاجتماعية
وفي السياق ذاته، قال كريم التاج، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، إن الأحزاب عندما تتحرك وتبادر، وتكون أكثر دينامية، من خلال إصدار مواقف، فهذا هو الوضع العادي والطبيعي، سواء بالانتخابات أو بدونها، مؤكدا أن هذه الأمور يجب أن تتم "بدون خشونة".
وأوضح تاج لـ"SNRTnews"، أن المشهد السياسي بالمغرب، ورغم أن موعد الاستحقاقات الانتخابية لم يحدد بعد، فإننا نلاحظ أن بعض الأحزاب تقوم بالاستغلال السياسوي لبعض القضايا الاجتماعية والمزايدة عليها، لخدمة أجنداتها الانتخابية.
كما أشار تاج، إلى استغلال الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بعض الأسر المغربية، بسبب الجائحة، من خلال توظيف بعض الأحزاب السياسية لبعض المبادرات التضامنية، في تلميع صورتها انتخابيا، داعيا إلى وضع حد لهذه الممارسات التي تستغل فقر مواطنين لإذلال كرامتهم، في مقابل ربح بعض النقاط الانتخابية.
وبخصوص تصوره للحملات الانتخابية خلال الاستحقاقات المقبلة، كشف تاج، أن المتغير الوحيد هو أن الانتخابات ستأتي في سياق الأزمة التي فرضها الوباء، وغير ذلك لا ينتظر أن يكون هناك جديد في المشهد السياسي في ظل عدم تسجيل أي تغيير على مستوى النخب.
"الأحرار": أحزاب تعلق فشلها على شماعة العمل الاجتماعي
وفي المقابل، قال منير الأمني، عضو المكتب الوطني للشبيبة التجمعية، وعضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن الضجة التي خلقتها بعض الأحزاب السياسية، مؤخرا، بخصوص العمل الاجتماعي الذي تقوم به مؤسسات "مقربة" من "الأحرار"، يمكن تصنيفها ضمن "حملة انتخابية سابقة لأوانها إذا ربطناها بالسياق الزمني".
وأوضح الأمني، لـ"SNRTnews"، أن هناك بعض الأحزاب فشلت في مجارات العمل والدينامية التي يبصم عليها التجمع الوطني للأحرار، خلال الأربع سنوات الماضية، لأن هذا العمل الاجتماعي كان ممتدا منذ سنوات، وهذا ما يفسر الحملة التي تشنها هذه الأحزاب خلال هذه الظرفية بالذات، التي تتزامن مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
وحول تصور حزب "الأحرار"، للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، التي يرتقب أن تكون خلال الأشهر القادمة، أكد الأمني، أن الحزب من خلال عرضه السياسي الذي اشتغل عليه بشكل تشاركي مع كل جهات المملكة، فهو ينوي خوض الانتخابات المقبلة بمنهجية جديدة، قوامها المقاربة التشاركية، مؤكدا أن مسار الحزب سيكون "متغيرا ونوعيا" مقارنة مع الاستحقاقات السابقة.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة