مجتمع
رمضان و"كورونا".. ارتفاع منسوب التضامن بين المغاربة
25/04/2021 - 09:36
وئام فراجتهتم معظم الجمعيات الخيرية في شهر رمضان، بتقديم المساعدات الغذائية للأسر المعوزة والفقيرة، كمظهر من مظاهر الرحمة والتكافل الاجتماعي، وينخرط في هذه العملية محسنون وراغبون في فعل الخير بحثا عن أجر وثواب هذا الشهر العظيم.
قفف رمضانية ومساعدات مادية
وفي هذا الإطار، يقول يوسف الجاهدي، الكاتب العام لمؤسسة أمجاد الخير للأعمال الاجتماعية، إن المغاربة يُعرفون بتآزرهم وتعاونهم خلال الأزمات، مؤكدا أن الجمعية سجلت إقبالا هاما من طرف المحسنين للمشاركة في الأنشطة التي تقوم بها من أجل مساعدة الأسر المحتاجة.
وأكد الجاهدي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الجمعية تمكنت بفضل مساعدات المحسنين من توفير مجموعة من الإعانات الغذائية ومواكبة العائلات الفقيرة، والمتضررة من الجائحة، مشيرا إلى أن الجمعية تهدف خلال هذا الشهر الفضيل إلى توزيع 600 قفة غذائية على صعيد مدينة الدار البيضاء.
ودعا المتحدث ذاته، كافة المغاربة إلى الانخراط في دعم الأسر المحتاجة في كافة بقاع المغرب، من أجل التخفيف من حدة الأزمة الصحية التي أصابت العالم.
من جهته، قال رضوان مقدم، رئيس جمعية "غد أفضل" إن جمعيته تعنى بأطفال العالم القروي، وتشجهم على التمدرس عبر تزويدهم بالملابس والكتب المدرسية والطعام، فضلا عن الاشتغال على البنية التحتية للمدارس بالمناطق النائية.
ومع ظهور جائحة "كورونا"، يضيف مقدم، توجهت الجمعية نحو تقديم المساعدات للأسر المتضررة من الجائحة، بعدما قامت في شهر رمضان الماضي بجرد لأسماء مجموعة من الأسر المعوزة، خاصة التي كان يعيلها العمال المنزليون والعاملون في الحمامات الشعبية وباقي المياومين المتوقفين عن العمل.
وأبرز المتحدث ذاته أن جمعيته تمكنت بفضل جمع التبرعات، من مساعدة حوالي 3000 أسرة في مختلف أنحاء المغرب، وذلك بشراكة مع جمعيات محلية أخرى.
كما تسعى جمعية "غد أفضل" في رمضان هذه السنة إلى جمع أكبر عدد من التبرعات لتقديم يد العون للأسر المعوزة، بعدما استفادت حوالي 600 أسرة من إعانات تتنوع بين القفف الرمضانية والمساعدات المادية، يقول مقدم.
وذهب إلى الجمعية تهتم أكثر بالأشخاص الذين يمتنعون عن الطلب رغم حاجتهم الماسة للمساعدة، من خلال المعطيات المشتركة التي توفرها مجموعة من الجمعيات المحلية.
وأكد مقدم أن التضامن الاجتماعي ساهم بشكل كبير في تخفيف تداعيات الأزمة الصحية على مجموعة من الأسر الفقيرة، أو ذات الدخل المحدود، مشيرا إلى أن المغاربة يتميزون بالعطاء ولا يبخلون بمد يد العون عند الحاجة.
"رمضان الخير"
نجيب خويا، رئيس جمعية جيل شباب الخير سيدي مومن بالدار البيضاء، من بين الشباب الذين يعرفون في منطقته بالمبادرة إلى عمل الخير وجمع التبرعات لمساعدة الغير، إذ انبثقت الجمعية التي يشرف على تسييرها من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سنة 2015، ليقوم في ما بعد بتأسيسها بشكل قانوني في سنة 2018، وجعل أعمالها موجهة للخير.
وأكد خويا، في هذا الإطار، أن شباب الجمعية يعملون في رمضان كل سنة على إعداد برنامج خاص يسمى "رمضان الخير"، والذي يعتبر من أهم الأنشطة السنوية للجمعية وفق تعبيره.
و"يقوم هذا البرنامج على توزيع قفة رمضان، وتكريم عمال النظافة وتوزيع "الإفطار" في المستشفيات والمحطات وعلى عابري السبيل، كما يتم في ختام الشهر الفضيل توزيع ملابس العيد على أطفال الأسر التي استفادت من قفة رمضان"، يقول خويا.
وأضاف في تصريح لـ"SNRTnews"، أن السنة الماضية التي تزامنت مع فترة الحجر الصحي، عرفت استفادة حوالي 1500 أسرة من المساعدات الغذائية، مبرزا أن الجمعية تعمل هذه السنة على توزيع 120 قفة رمضانية في الأسبوع على الأسر المعوزة.
التضامن قيمة جوهرية
يرى فوزي بوخريص، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة، أن جائحة "كورونا" أظهرت البعد التضامني للمغاربة، الذي عزز جهود الدولة لتخفيف أضرار الجائحة الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرز بوخريص، في حديثه مع "SNRTnews"، أن جلال الملك محمد السادس، أعطى تعليماته لإحداث صندوق تدبير جائحة كورونا، والذي اعتبر سابقة مقارنة بباقي الدول المجاورة، مشيرا إلى أن ما ميز هذه المبادرة هو مشاركة كافة المغاربة في تمويل الصندوق من مؤسسات عمومية وخاصة وأفراد وفاعلين جمعويين، بغض النظر عن قيمة المساهمة.
كما أشار أستاذ علم الاجتماع إلى حرص جلالته على إعطاء انطلاقة عملية توزيع الدعم الغذائي لفائدة ملايين الأسر المغربية، والتي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في رمضان كل سنة، كمظهر من مظاهر التضامن الذي يقتدي به باقي أفراد المجتمع.
وأبرز في هذا الإطار، أن مجهودات الدولة وحدها غير كافية للنهوض بحاجيات المواطنين وتوفير كافة الضروريات اللازمة لهم، خاصة خلال هذه الظرفية التي تعرف توقف العديد من أرباب الأسر الفقيرة عن العمل، مشيرا، في المقابل، إلى أن التضامن الاجتماعي بين الجيران وأنشطة المجتمع المدني ساهمت في تخفيف حدة الأزمة.
وأكد أن التضامن اليوم صار مرتكزا أساسيا يقوم عليه المجتمع المغربي لضمان تماسكه وتكافله، كما يعد قيمة جوهرية تميز المغاربة دائما، وتساهم في بناء مجتمعهم.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد