مجتمع
سلوى بوزوبع... جزارة رغم أنفها!
29/11/2020 - 13:05
حليمة عامرطويلة القامة ورشيقة، عيونها عسلية، وبشرتها بيضاء، زوجة وأم لثلاث أطفال، وبابتسامتها المشرقة تقف سلوى بوزوبع لاستقبال زبنائها. قادتها الصدفة والحاجة إلى دخول عالم كان حكرا على الرجال، رغم أنه لم يكن في بالها إعلاء راية المساواة في وجههم.
خيار وليس اختيار
تقول "سلوى"، 53 عاماً: "كان والدي من بين أشهر جزاري الدارالبيضاء، الذين يبيعون لحم الجمل والبقر، وكنت أرافقه أيام السبت والأحد لأساعده، وبعد أن فقد القدرة عن العمل، شجعني لأتولى زمام المهنة والمحل".
تمردت "سلوى" على الطابوهات والثوابت، ودخلت مجال الجزارة إلى جانب عدد كبير من الجزارين بدرب السلطان، ومكثت في المهنة ما يقارب عن أربعين عاماً. قضتها في صنع كيان واضح ومؤثر ومشهور، حيث شجعت "سلوى" نساء أخريات على ولوج المهنة وبدأت ثلاث من بنات جنسها، تعملن في الجزارة في الحي ذاته اليوم.
سكين لبن في يدها
بعد أربعين سنة من الخبرة، اعتادت "سلوى" المهنة ولم تعد تخشى أدواتها المخيفة كالساطور والسكاكين وغيرها من الأدوات. وصارت سكاكين اللحم ناعمة بين يديها، فهي تعرف جيدا أصول هذه المهنة مثلما تعرف نفسها، حتى أصبحت بمجرد النظر لقطعة لحم تعرف نوع اللحم ولأي جزء منه تنتمي تلك القطعة.
وتعترف أن هناك غشا كبيرا في هذا المجال، وتؤكد "تعلمت منذ أن كنت صغيرة التمييز بين أنواع اللحوم، وتعلمت ما هو جيد منها، من ما هو فاسد".
جزارة وتفتخر
ما كل امرأة يمكن أن تملأ يديها بالدماء، وتحمل سكينا كبيرا تستخدمها في التقطيع والبيع للزبائن، الذين يترددون عليها، فرغم أن الظروف أرغمت "سلوى" على ممارسة هذه المهنة، إلا أن الأمر تحول من تحد إلى عشق، تقول": الحمد الله نجحت في هذه المهنة، وفرضت إرادتي وقوتي إلى جانب زملائي الرجال. وكنت سعيدة بخوض التحديات التي واجهتني وسعدت أكثر بقدرتي على تجاوزها".
وبمجرد الوصول إلى حي البلدية والسؤال عنها، تجد الجميع يعرفونها بدون استثناء، ويرشدونك إلى محلها، لأنها تحولت إلى علامة مميزة بالمكان، والعديد من الزبائن المغاربة والأجانب يتوافدون عليها من كل مكان، بفضل الشهرة التي حظيت بها.
وتوضح سلمى " منحنى الصيت ثقة أكبر في نفسي وعزيمة أكبر. ودفعني إلى المزيد من الحرص على العمل وتطوير نجاحي للأفضل. أنا أرى أن النجاح سهل جدا لكن الحفاظ عليه من أصعب ما يكون".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع