اقتصاد
عودة الأمل في التخلص من الجفاف
07/01/2021 - 21:44
حليمة عامروهمت هذه التساقطات المطرية جميع أنواع الزراعات الخريفية، التي قام الفلاحون بزراعتها خلال المدة الماضية، خاصة القمح والشعير، وفي نفس الوقت من شأنها أن تهيئ الأرض للاستقبال الزراعات الربيعية، حيث ستمنحها الجو المناسب لكي تنمو.
انتعاش الزراعات الخريفية
لاحظت المندوبية السامية في التخطيط، في آخر تقرير لها حول الاقتصاد، أن الموسم الفلاحي شهد انطلاقة متعثرة، حيث بلغ عجز التساقطات خلال شهري أكتوبر ونونبر ما يقرب من 48 في المائة. إلا أن عودة التساقطات بشكل شبه عام خلال شهر دجنبر ستساهم في تسريع أشغال الحرث وتحسن المراعي.
وتتوقع المندوبية أن تساهم "الظروف المناخية الملائمة خلال فصلي الشتاء والخريف في الرفع من الإنتاج الفلاحي والتشغيل في الوسط القروي وذلك بعد سنتين متتاليتين من الجفاف".
ويشير المزارع محمد الإبراهيمي إلى أن منطقة مثل برشيد تلقت في اليومين الأخيرين 30 مليمترا من الأمطار، وهي كمية لم تعرفها تلك المنطقة في فترة "الليالي" خلال الأربعة أعوام الأخيرة.
غير أنه إذا كانت التساقطات المطرية جاءت غزيرة في بعض المناطق، إلا أنها لم تكن موزعة بشكل متساو بين جميع المناطق في المغرب، وإن كان ساهمت في زيادة طفيفة في مخزون المياه في السدود، الذي وصل إلى 5,85 ملايير متر مكعب، ما يمثل نسبة 37,57 في المائة من الطاقة الاستيعابية للسدود، علما أن التساقطات الأخيرة رفعتها بنسبة 0,37 في المائة.
ويؤكد على أن التساقطات المطرية الأخيرة، ستكون مفيدة لجميع أنواع المزروعات من الحبوب إلى الخضر، غير أنه يؤكد على أنها ستساهم في توفير التين، الذي يعتبر مدخلا مهما للعلف، علما أن الجفاف في العامين الأخيرين، اضطر المزارعين إلى شرائه من السوق، ما كان يحملهم تكاليف كبيرة.
وقال الفاطمي بوكريزية، عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية الدار البيضاء السطات، إن هذه التساقطات المطرية، هي المعيار الذي يمكن من خلاله معرفة طبيعة السنة الفلاحية، وجودة المحصول الفلاحي.
وذكر بوركيزية أنه خلال هذه الفترة تنخفض درجة حرارة الأرض كثيرا، وتكون بحاجة إلى تساقط الأمطار، لكي تعيد لها الدفء، حيث تعطي هذه التساقطات الغزيرة، القوة للنباتات لكي تنمو بشكل جيد.
ومن شأن هذه التساقطات أن تساعد على زيادة مقدرة التربة على استيعاب كمّيات أكبر من مياه الأمطار، للاستفادة منها خلال الموسم القادم؛ كما من شأنها أن تؤمن في الوقت نفسه اختلاط الأسمدة العضوية والكيميائية البطيئة الذوبان بالتربة.
عودة الروح للأسواق
تعتبر المندوبية السامية في التخطيط أن "تحسن التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء وتعميمها على جل المناطق، يتوقع أن تعرف القيمة المضافة الفلاحية ارتفاعا يقدر بنسية 10,8 في المائة، لتساهم بحوالي 1,2 نقطة في النمو الإجمالي للناتج الداخلي الخام.
ومن جهته، قال أحمد الدريوش، رئيس فدرالية الجمعيات الفلاحية بأولاد تايمة، إن هذه التساقطات لن تساعد في انتعاش المزروعات الفلاحية فقط، بل ستنعكس إيجابا على الرواج الاقتصادي، وستساهم في انتعاش الأسواق المغربية، بعدما عرفت هذه الأخيرة تغيرات مضطربة على مستوى أسعار الخضر والفواكه، بسبب تأخر الأمطار وبسبب أزمة كورونا خلال هذه السنة.
ويربط الدريوش ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، خلال الأيام السابقة، بقلة التساقطات المطرية، لكون هذه الأخيرة تحدد طبيعة الموسم الفلاحي إن كان جيدا، حيث شدد على أن الأسواق التجارية بمنطقة أولاد تايمة، شهدت ارتفاع أسعار الخضر والفواكه خلال الفترة الماضية، بسبب هذه التغيرات المناخية.
وذكر أنه على الرغم من أن هذه التساقطات المطرية، تؤدي إلى توقف أشغال جني الخضر والفواكه ببعض الضيعات الفلاحية، وتعرقل عملية تزويد الأسواق بالسلع، إلا أنه بعد هذه الفترة سيكون العرض التجاري متوفرا.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
مجتمع