اقتصاد
في ظل الغلاء .. كيف نرشد الإنفاق؟
25/02/2022 - 09:32
وئام فراجأكد بنساسي أن ارتفاع الأسعار أمر متوقع في أي وقت وفي أي مادة أو خدمة من الخدمات، نظرا لوجود عوامل خارجية لها علاقة بتقلبات الأسواق الدولية، والتي يصعب التحكم فيها.
وأبرز المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي والأسري، في حديثه مع SNRTnews، أن عوامل أخرى يمكن أن تزيد من حدة هذا الارتفاع، والتي تتمثل أساسا في طريقة تدبير الأزمات؛ سواء من جهة المستهلك أو المنتج، موضحا أن ارتفاع الأسعار يتعلق أيضا بجشع بعض المنتجين والشركات والمضاربين، إذ يحول هذا الجشع دون وصول المستهلك إلى البضائع بسعر مناسب.
وأشار المعني إلى وجود مجموعة من المراحل التي تمر منها المنتجات المطروحة في السوق، وجزء كبير منها فوضوي بسبب تدخل "السماسرة"، ما يستدعي، وفق بنساسي، رقابة من طرف الجهات المسؤولة، كي لا يظل المستهلك هو الحلقة الأضعف في الأزمات الاقتصادية.
كما تطرق إلى عامل آخر يؤدي إلى المزيد من الارتفاع، والمتعلق بزيادة الطلب غير الضروري أحيانا على بعض المواد، واقتناء كميات كبيرة؛ منها ما يؤدي إلى ندرتها في السوق، وبالتالي رفع سعرها، داعيا المستهلكين إلى ضرورة تحديد الأولويات، وتجنب هدر الطعام والمال في أشياء يمكن الاستغناء عنها.
وفي هذا الإطار قدم المدرب في الذكاء المالي والأسري 3 نصائح أو استراتيجيات يمكن أن تساعد الأسر في تجاوز الأزمات المادية، وتدبير المعيشة اليومية.
1- إعادة النظر في مراتب الحاجات والأولويات
شدد بنساسي على ضرورة إعادة النظر في مراتب الحاجات، والتي صنفها في ثلاثة أركان أساسية وهي: الضروريات والحاجيات والكماليات.
ودعا، في هذا الإطار، الأسر المتضررة من ارتفاع الأسعار إلى وضع لائحة تحدد من خلالها ما يلزمها من ضروريات وحاجيات وكماليات، موضحا أن الضروريات هي الأشياء التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، مثل قدر معين من الطعام والماء، فيما تكمن الحاجيات، وفق بنساسي، في الأمور التي لا يجعل الاستغناء عنها الحياة مستحيلة، وأهميتها تكمن في توفير الراحة للفرد، مثل وسائل النقل وبعض الأجهزة الإلكترونية.
أما الكماليات فتمنح الرفاهية في الحياة، عبر اقتناء أطعمة متنوعة الفائدة وباهظة الثمن، والاستغناء عنها ضروري لضبط الميزانية، فيما يدل عدم القدرة على ذلك عن عجز المستهلك في التعامل مع هذه المرحلة، وفق المتحدث ذاته.
وشدد على أهمية تحديد الأوليات والتمييز بين هذه الأركان الثلاثة خلال عملية التسوق بصفة عامة وخلال الأزمات بصفة خاصة، من أجل التمكن من تدبير ميزانية الأسرة.
2- تدبير الادخار والتقشف
أوضح المدرب في الذكاء المالي والأسري أن تدبير الادخار من بين أهم الاستراتيجيات التي تساعد على ضبط ميزانية الأسرة، موضحا أن بعض الأسر تدخر قدرا من المال للأوقات الصعبة، لكنها لا تعرف كيف تدبر هذا الادخار وطبيعة الأوقات التي تستدعي اللجوء إلى المبلغ المدخر في الإنفاق، مشددا على ضرورة تجنب المس بالمبلغ المدخر من أجل توفير الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، وعدم الاستعانة به إلا للضروريات.
كما أبرز بنساسي أنه حان الوقت لتعلم الأسر كيفية الاقتصاد في الميزانية والتقشف، الذي يعني التوسط بين الإسراف والتقتير، ويمكن تحقيق ذلك، مثلا، عبر تعويض مادة بأخرى يمكن أن تقوم مقامها، موضحا، في هذا الصدد، أن بعض الأسر تقتني مواد لها المفعول والدور نفسهما دون تمييز، "إذ توجد بعض المواد يمكن الاستغناء عنها في الطبخ مثلا، أو تعويضها بمواد أخرى مثل تعويض زيت المائدة بزيت الزيتون".
3- نشاط مدر للدخل
يرى محمد بنساسي، المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي والأسري، أن الأزمات أدت، عبر التاريخ، إلى خلق مشاريع استثمارية ساهمت في التخفيف من حدة الأزمة.
وأوضح أن الاستثمار لا يحتاج دائما لرأسمال، لكنه يقوم بوجود فكرة تساعد الأسر على توفير مدخول إضافي، عبر استثمار ربة البيت في الطبخ، مثلا، أو الاستثمار في أي فكرة يمكن أن تنطلق من المحيط الصغير للأسرة وتغير أحوالها إلى الأفضل، مؤكدا أنه حان الوقت ليفكر الأشخاص في أفكار استثمارية ولو بسيطة تساعد على تحمل تكاليف الحياة.
مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد